بعثيون حقيقيون لا مسجلين على القيود!
غسان فطوم
يراهن البعثيون على الوعي الانتخابي في الاستحقاق الحزبي القادم، كونه أحد الضوابط المهمّة في اختيار الرفاق من النخب الفكرية والعلمية، ممن يملكون الكفاءة والخبرة والسلوك الحسن، والحسّ العالي بالمسؤولية الوطنية والحزبية، بعيداً عن تأثير الأمراض الاجتماعية والمال السياسي اللذين يؤثران في تقرير أسماء الفائزين. فالحزب في هذه المرحلة المفصلية الحسّاسة لا تنقصه أعداد تسجّل في جداول المنتسبين له، بقدر ما يريد بعثيين حقيقيين بانتمائهم الصادق لمبادئه، وإيمانهم بأفكاره، والعمل على تحقيق أهدافه، بإرادتهم القوية وإدارتهم الناجحة في التعامل مع كلّ الظروف والتحديات، داخلياً وخارجياً.. ولهذا بات تغيير وتطوير العقليات في الحزب أمراً ملحاً وضرورياً، عبر العمل على البناء الفكري والإعداد الثقافي للرفاق البعثيين.
وكلنا يتذكر عندما عمل “البعث” على تثبيت العضوية خلال السنوات الماضية، وكيف خرج العديد من “الرفاق” من عباءته، فهؤلاء غير مأسوف عليهم، لأنهم لم يبادروا، بل لم يقاتلوا، للتمسّك بالحزب عندما انتهت مصالحهم؛ وأمثالهم من الانتهازيين والوصوليين والمتسلقين لا نريدهم في صفوف البعث الذي بُني بسواعد العمال والفلاحين والطلبة الشباب المثقفين، وتضحيات جيشنا العقائدي، وغيرهم من الثوريين العروبيين الأحرار الذين تصدّوا جميعاً لكل المخططات الاستعمارية منذ أربعينيات القرن الماضي، وما زالوا على النهج نفسه مؤمنين بحتمية الانتصار.
بالمختصر، لنا ثقة بالوعي السياسي والاجتماعي لرفاقنا البعثيين، ناخبين ومرشّحين، الذين يدركون جيداً أهمية الدور المفترض أن يؤدوه في الانتخابات التي تحمّلهم مسؤولية كبيرة تجاه حزبهم ووطنهم، للاستمرار في بناء الدولة المؤسساتية الحديثة، فخياراتنا الصحيحة هي التي ستجعلنا قادرين على استنهاض همم بعثنا الذي يستحق الأفضل. وبقدر ما تكون المدخلات جيدة ستكون المخرجات أجود وذات تأثير إيجابي على المدى القريب، والبعيد أيضاً، لمواصلة مسيرة الحزب المشرّفة، وتطوير مضامين حياته الداخلية بعدما شهدنا مرحلة من التراخي لا تليق باسمه وشعاره ومسيرة نضاله.
ونختم بالقول: إن المزاج العام في الشارع البعثي يتفق على ضرورة المراجعة الشاملة لدور الحزب وأدائه، مع التركيز على تطوير الجانب الفكري والتنظيمي والممارسة الصحيحة للمسؤولية الحزبية، لذا ما يتطلع إليه البعثيون هو انتخابات نزيهة وشفافة تعزّز حالة الديمقراطية داخل الحزب، انتخابات لا خلل فيها ولا مجال للمال الفاسد والمحسوبيات في حرفها عن مسارها، وكلّ ما يمكن أن يمسّ مبادئ وأهداف حزبنا العظيم ويقلّص من دوره الداخلي في تحقيق طموحات الجماهير وتطلعاتها.