واشنطن تهدد بوأد مشروع قرار جديد يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة
الأرض المحتلة – تقارير
ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر إلى 28985 والجرحى إلى 68883، لم يمنع الولايات المتحدة الأمريكية من التهديد بوأد مشروع قرار جديد في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية” في قطاع غزة والمسارعة بإرسال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وكانت الجزائر طلبت التصويت على مشروع القرار الجديد يوم الثلاثاء المقبل، وذلك بعد قرار محكمة العدل الدولية في نهاية الشهر الماضي الذي دعا كيان الاحتلال الإسرائيلي لمنع أيّ عمل من أعمال “الإبادة الجماعية” في غزة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد قولها في بيان: إنّ الولايات المتحدة لا تدعم التصويت على نص مشروع القرار.
في الأثناء، أعلنت الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 13 مجزرة في قطاع غزة، راح ضحيتها 127 شهيداً و205 جرحى.
وقالت الصحة في بيان: إن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ 135 على القطاع ارتفع إلى 28985 شهيداً و68883 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
وأضافت: إن الاحتلال حول مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب القطاع إلى ثكنة عسكرية ووضع الكوادر الطبية لساعات طويلة في مبنى الولادة وهم مقيدو الأيدي، واعتدى عليهم بالضرب وجردهم من ثيابهم.
في سياق متصل، أكد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت فريقاً طبياً تابعاً للمنظمة من الوصول إلى المرضى في مجمع ناصر الطبي في خان يونس بقطاع غزة.
وقال غيبريسوس في مدونة على منصة إكس: “إن مجمع ناصر بغزة لم يعد يعمل بعد حصار مستمر منذ نحو أسبوع ترافقه غارات متواصلة”، مضيفاً: “إن فريق منظمة الصحة العالمية لم يُسمح له أمس واليوم بالدخول إلى هذا المشفى لتقييم حالة المرضى فيه وتقديم الخدمات الطبية التي يحتاجونها بشدة وذلك على الرغم من وصوله بالفعل إلى مبنى المجمع الطبي لإيصال الوقود مع شركاء آخرين”.
وتابع غيبريسوس أنه لا يزال هناك نحو 200 مريض في المشفى، بينهم عشرون مريضاً على الأقل يحتاجون للنقل فوراً إلى مستشفيات أخرى لتلقي علاج طبي عاجل، محذراً من أن أي تأجيلات سيدفع المرضى حياتهم ثمناً لها.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم طولكرم، واعتدت على الفلسطينيين بالرصاص، ما أدى إلى استشهاد شابين، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة.
وحسب الصحة الفلسطينية، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ الـ 7 من تشرين الاول الماضي إلى398 شهيداً، بينهم 79 منذ بداية العام الحالي.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال مدن رام الله والبيرة وبيت لحم ومخيم بلاطة شرق نابلس، وقامت بتفتيش المنازل والعبث بمحتوياتها واعتقلت ستة فلسطينيين.
سياسياً، أدانت خارجية السلطة الفلسطينية المجازر الجماعية المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي كان آخرها القصف الوحشي وسط القطاع والذي أدى إلى ارتقاء 50 شهيداً على الأقل.
وقالت الخارجية في بيان: إن إمعان الاحتلال في منع دخول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع وتعطيل أي إمكانية لتوزيعها، يعمق المجاعة وينذر بكارثة إنسانية.
وعبرت الوزارة عن استنكارها الشديد لمواقف الدول التي ترفض الوقف الفوري للعدوان، وفي الوقت ذاته لا تمارس أي ضغط حقيقي على حكومة الاحتلال لضمان حماية الفلسطينيين وتأمين إدخال المساعدات الإنسانية لهم، وتطالبها بتصحيح موقفها بما يتسق مع القانون الدولي وقراري مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية والإجماع الدولي لحماية المدنيين ومنع تهجيرهم.