أخبارصحيفة البعث

شبح فوكوشيما مستمر في مطاردة اليابان

تقرير إخباري

في اكتشاف مخيف أرسل تنبيهاتٍ صادمة عبر العالم، كشف تسرّب جديد للنفايات النووية عن الصدع الهائل في ادّعاء اليابان المعلن مسؤوليتها عن التعامل مع الحادث الذي وقع في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية.

ويسلّط تسرب حوالي 5.5 أطنان من المياه التي تحتوي على مواد مشعّة من المحطة الضوء على الحاجة إلى الإشراف الدولي على تصريف اليابان المثير للجدل للمياه الملوّثة نووياً في فوكوشيما إلى المحيط.

وتشير التقديرات أيضاً إلى وجود 22 مليار بيكريل من المواد المشعّة مثل السيزيوم والسترونتيوم في المياه المتسرّبة، وأما الشركة المشغلة للمحطة، شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) فقد زعمت أن مراقبة قناة الصرف القريبة لم تظهر أي أثر ملحوظ أو تغيّرات في مستوى الإشعاع، وهذا ما يطرح السؤال: ما الذي يشكّل المستوى المهم والبارز في التغييرات؟.

وتجدر الإشارة إلى أنه بعد مرور ما يقرب من 13 عاماً على وقوع الزلزال والتسونامي الكارثيين، لا تزال حوادث التسرّب المتكررة تشير إلى سوء إدارة المنشأة وعدم كفاءة الحكومة اليابانية في الإشراف عليها.

وحسب مصادر مطلعة في 26 من تشرين الأول عام 2023، أي قبل أسبوع واحد فقط من بدء اليابان الجولة الثالثة من الإطلاق، تم نقل رجلين إلى المستشفى بعد تعرضهما لرش سائل مشعّ عن طريق الخطأ في المصنع وفي 11 من آب 2023، وقبل أيام من بدء الجولة الأولى من التفريغ، عثرت شركة تيبكو أيضاً على تسرّبات في خرطوم يستخدم لنقل المياه الملوّثة نووياً ولكنها قالت إنه لن يؤثر في خطة التفريغ.

والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن أسباب هذه الحوادث كشفت بالكامل عن الفوضى والاضطراب الذي تعاني منه الإدارة الداخلية لشركة تيبكو، كما نشأ التسرّب مؤخراً من صمام تُرك مفتوحاً أثناء عمليات التنظيف، في حين أن حادث تشرين الأول نتج عن خرطوم فضفاض يوجه المحاليل الملوّثة، لكن شركة تيبكو زعمت أن التسرّب في آب يعود إلى شقوق يبلغ طولها حوالي أربعة سنتيمترات وجدت في خرطوم.

إن أوجه القصور في المعدات الأساسية تثير تساؤلاتٍ حول احتمال حدوث حوادث مماثلة، وما إذا كانت الشركة المسؤولة تجري عمليات تفتيش منتظمة لمعداتها، وفي حين ادّعت شركة تيبكو هذه المرة أنه لا يوجد أي خطر على الناس وأن البيئة المحيطة لم تتأثر بالتسرّب، فإن تاريخها من التستر والتعتيم أدّى إلى تآكل ثقة العامة.

وعلى سبيل المثال، استغرق الأمر أكثر من عامين بعد كارثة تسونامي عام 2011 لاعتراف شركة طوكيو للطاقة الكهربائية بأن التريتيوم المشع قد تسرّب إلى المحيط الهادئ، وهو ما يتناقض مع تأكيداتها الأولية أن المياه السامة كانت موجودة داخل مباني المصنع.

وفي شباط 2015 أيضاً، اعترفت شركة تيبكو بأنها كانت على علم بتسرّب مواد مشعة من خندق تصريف مياه الأمطار المرتبط بأحد مبانيها إلى البحر عند هطل الأمطار منذ نيسان 2014.

وأخيراً يمكن القول: إنه إلى أن يتم سنّ إصلاحات ذات معنى، فإن شبح فوكوشيما سوف يستمر في مطاردة اليابان، ليكون بمنزلة تذكير واقعي لفشل البلاد في حماية مواطنيها والبيئة الأوسع.

عائدة أسعد