“الامتلاء بالتانغو” دعوة إلى تغذية الروح بالرقص والموسيقا
نبوغ أسعد
يتضمن كتاب “الامتلاء بالتانغو” لمؤلفه ديميتريس برونوفسكي، الذي ترجمته إلى العربية هاسميك سلاكيان، اكتشاف التواصل والإدراك والمغزى في رقصة التانغو وكيفية التعاطي ضمن شروط وضعها المؤلف بأسلوب ثقافي أدبي.
تقول سلاكيان: “ساعدني التانغو على تخطي جميع صعوبات حياتي وطوّرني كإنسان وأغنى مسيرتي كراقصة تانغو أولاً، وكإنسانة تحتاج للخروج من مصاعب الحياة وإشكالاتها بأقل خسارة لتجد الملاذ الآمن فيه، أنا لا أدّعي المثالية في التانغو، فيه الشر وفيه الخير فيه السيئ وفيه الجيد، فيه الحرب وفيه السلام، ببساطة يشبه الحياة وهو بالنسبة إليّ قوقعة الأمان الذي استكين بحجره وما فعلته هو محاولة لنقل ما ودّ نقله الكاتب عن تجربته الشخصية، وأتمنى أن يكون الكتاب بداية للبعض منكم في درب التنوير الداخلي وحافزاً للمثابرة والاستمرار في درب نختاره.. لتصبح الحياة أجمل وأسهل”.
وجاء الكتاب بمسميات أدرجت فيه ضمن فقرات متتالية لإغنائه المعرفي بهذه الرقصة، وأتت أولها لاكتشاف التواصل والإدراك والمغزى من رقصة التانغو، وما جاء فيه على لسان مجموعة من الذين قاموا على إخراج هذا الكتاب للنور وإيصال فكرة أن محتوى الكتاب أتت على لسان مؤلفه ونحن عبارة عن وسيلة لوصول هذا النوع من الفن لمن يرغبون في ذلك والاطلاع على أهمية رقصة التانغو فولنس، وهي عبارة عن تجسيد كامل لمستويات عديدة من المعاني التي نعيشها خلال لحظة رقصنا للتانغو.
وأتى الكتاب بفقرات متعدّدة تحت مسميات، مفهوم الواقع، ومفهوم أن تكونوا متمكنين في سعادتكم، ومفهوم العناق، ومفهوم السريرة “النية”، أي بدء الفهم المشترك والتجاوب الملموس لشريك الرقص، ومفهوم الانتظار، ومفهوم الصلابة، ومفهوم الموسيقا، ومفهوم الثقة، ومفهوم التواصل، ومفهوم الكالتشيو التي تعدّ بمنزلة شيفرات التانغو وقاعدة يجب اتباعها، ومفهوم الصمت التعرف إلى جسدكم، ومفهوم التنفس، ومفهوم “الكنيك” أي الأداء الحركي، ومفهوم الأدوار، ومفهوم التاندا، ليصل الكاتب في نهاية كتابه إلى مسار التطور الذاتي في رقصة التانغو التي تعدّ بمنزلة هدية تمنح لنا لاكتشاف ذواتنا وعلاقاتنا، وقد رأى مؤلف الكتاب أن التانغو من شأنه تحويل الأفكار إلى واقع مادي ملموس، فكل ما نكونه من الداخل يكون مرئياً أثناء المشي والرقص والتصرف من خلال الميلونغا، ويمكن للآخرين رؤيته في شخصيتكم كما ترونه أنتم في شخصية الآخرين.
ويؤكد الكاتب في نهاية المطاف أن التانغو يستخدم حالياً في مشاريع مختلفة تساعد الناس على التعامل مع المشكلات الصحية والذهنية والاكتئاب ومرض الباركنسون الزهايمر والرهاب الاجتماعي والقلق والصدمات، وتساعد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة الذهنية والجسدية.
الكتاب دعوة بامتنان إلى خلق مجتمع منفتح ومتعاون على كلّ ما يفيد العقل والجسد والروح التي تتغذى على حب الموسيقا والرقص الحالم الذي يعيد التوازن للإنسان في عالم باتت فيه المنغصات أكثر ما يمارسه الإنسان في وقتنا الحالي.