أخبارصحيفة البعث

اتّحاد الكتّاب في مؤتمره السّنوي.. “نحو هوية سورية وطنية جامعة”

نجوى صليبه

لأنّ الكتّاب جزء لا ينفصل عن المجتمع وهمومه ومعاناته، لم يبتعد اتّحاد الكتّاب العرب في مؤتمر السّنوي عن الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي نعيشه جميعاً، بل لن نبالغ إن قلنا إنّه المحور الذي منحه رئيس الاتّحاد الدّكتور محمد الحوراني الجزء الأكبر من المؤتمر الذي عقد في مكتبة الأسد الوطنية تحت شعار “الإبداع مسؤولية وأخلاق.. الهوية ثقافة وفعل مقاوم”، بحضور كلّ من الدّكتور مهدي دخل الله عضو القيادة القطرية للحزب، رئيس مكتب الإعداد والثّقافة والإعلام، والدّكتورة بثينة شعبان المستشارة السّياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية.

وبينت الدّكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثّقافة أنّ الحرب الظّالمة التي فرضت علينا لم تستطع أن تنطفئ جذوة الحياة فينا، مضيفةً أن وزارة الثقافة تضع في صلب أولوياتها هدف بناء الفكر وتحصينه، وقد أطلقت في هذا الإطار البرنامج الوطني لبناء ثقافة الطّفل واليافعين، ومشروع الخطّة الوطنية لتعميق الوعي بالهوية وتعزيز الانتماء الوطني، منوّهةً بضرورة خلق بيئة مناسبة لتفعيل شراكات حقيقية بين المؤسسات الثقافية والاقتصادية وإيجاد محفزات لتشجيع رجال الأعمال على دعم المشاريع الثّقافية والاستثمار فيها.

وتابعت مشوّح: “إنّنا إذ نعوّل على التّعاون مع أعضاء الاتّحاد في تنفيذ مشاريعنا، نؤكّد استمرار هذا التّعاون القيّم المتجدد على مستوى المراكز الثّقافية والنّدوات والهيئة العامّة ومديرياتنا كلّها، وعلى مستوى تحكيم الجوائز الأدبية وأنواعها، وعلى مستوى لجنة جائزتي الدّولة التّقديرية والتّشجعيّة..”.

بدوره، أكّد الدّكتور الحوراني أنّ الحرب التي شنّت على وطننا أرادت النّيل من ثقافتنا وقيمنا وتشويه انتمائنا، مضيفاً: “ما نعانيه من ضائقة اقتصادية ومعيشية، يجعلنا نرفع الصّوت عالياً مطالبين بخطوات ملموسة وحقيقية من أجل مكافحة الفساد والضّرب بيد من حديد على كلّ من تسوّل له نفسه اللعب بلقمة المواطن السّوري والمسّ بكرامته، فدماء شهداء الجيش والشّعب العربي السّوري لم تُبذل من أجل تجّار الحرب وزيادة ثرواتهم، بل من أجل عزّة الوطن وكرامة المواطن، والواجب علينا جميعاً العمل على إذكاء جذوة الوعي في مجتمعاتنا، لأنّ المثقّف الحقيقي هو الأقدر على تنمية الوعي لدى شعبه ومساعدته في العبور وتجاوز المشكلات.. وأكد أن الاتحاد عمل على تطوير الروابط بالاتّحادات والجمعيات في البلاد العربية والأجنبية الدّاعمة لحقوقنا، وأقام فعاليات ثقافيّة وفكريّة مشتركة مع الدّول والمؤسسات الثقافية، لكن هناك ما يعرقل عملنا خارجياً، وفي مقدمة هذه العراقيل العقوبات الأمريكية.

ثمّ انتقل الحوراني إلى الشّأن الدّاخلي للاتّحاد، ولا سيّما الاستثمارات التي يعمل عليها، تحديداً المشكلة الأكبر بالنّسبة للاتّحاد، اليوم، أرض اللاذقية، التي ما تزال عالقة منذ سنوات طويلة، وكلّ محاولات المكتب التّنفيذي الحالي لحلّها باءت بالفشل كما المكاتب التّنفيذية السّابقة، لذا لم يكن هناك من خيار سوى التّوجّه إلى القضاء، مضيفاً: “نشتغل على هذه الاستثمارات للنّهوض بواقع الأعضاء والارتقاء بالفعل الثّقافي”.

أمّا النّشاطات التي أقامها الاتّحاد، واستعادها عبر شاشة العرض، فلاقت استحسان الحضور، مع تنويه البعض بضرورة توزيع الاهتمام على كلّ الفنون الأدبية، تقول الأديبة أنيسة عبّود: “كنت في مجلس الاتّحاد سابقاً، لكنّني لم أشعر بهذا الانسجام والتناغم الموجود الآن”، مضيفةً: “لاحظت أنّ حضور الرّواية لم يكن واضحاً أو مؤثّراً في نشاطات الاتّحاد كما الشّعر وغيره، أرجو إعطاءها أهميتها، لأنّها بيت الكلمة، ونحن نمرّ بمرحلة صعبة والرّواية هي الأقدر على التّحدّث عنها أكثر من الشعر”.

وتحدّث الأديب عدنان بيلوني عن ضرورة التّعاون بين الاتّحاد والملتقيات  والجميعات الثّقافية المرخّصة.

أمّا الشّاعر عباس حيروقة فأشار إلى أخطار وردت وقد ترد في الدّوريات الصّادرة عن الاتّحاد، تحديداً في تغطية أحد المهرجان العربية التي شارك فيها وفد سوري فيه أعضاء من الاتحاد وأعضاء مستقلين، وهذا ما أكّده أيضاً الأديب يحيى محي الدّين، لكن هذه المرة في دمشق لا خارجها، إذ قال إنّ مهرجاناً شعرياً أقيم في دمشق قيل إنّه بالتّعاون مع الاتّحاد مع العلم أنّ الأخير لا علم له بذلك، ولا سيّما أن جوائز ضخمةً قدّمت لمن لا يستحق.

واعتمد المؤتمر التّقارير المقدمة وزيادة تعويضات هيئات الفروع وتعويضات قراءة المخطوطات وطلبات الانتساب، وزيادة مكافآت الاستكتاب في دوريات الاتحاد وحضور الاجتماعات، واعتماد مشروع قانون الاتحاد الجديد ورفعه إلى الجهات المعنية أصولاً.

بالإضافة إلى إقامة ندوة حول مستقبل العلاقات الأوروبية ـ السورية، بالتّعاون مع أكاديمية “باريس للجيوبوليتيك” وتوقيع كتاب “الحرب العالمية على سورية، هل انتهت؟” الذي أشرف على إعداده باللغة الفرنسية كل من “ميشيل رامبو” السّفير والدّبلوماسي الفرنسي السّابق، وفيصل جلول الكاتب والباحث اللبناني، وقام بترجمته وطباعته اتّحاد الكتّاب العرب في سورية، وتبنّي فكرة إطلاق الاتّحاد المشرقي للكتّاب العرب من اتّحادات الكتّاب في سورية والعراق والأردن ولبنان وفلسطين يترافق مع فعاليات ثقافية وأدبية بين الاتّحادات الأدبية في الدّول الشّريكة، وإقامة فعالية أدبية سورية ـ عمانية ـ عراقية مشتركة يتم من خلالها إطلاق الكتب التي طبعت بموجب مذكّرات التّعاون والتّفاهم بين هذه الدّول، وتأكيد تطوير العلاقات الثّقافية بين اتّحاد الكتّاب العرب والاتّحادات العربية والعالمية والمؤسسات الثّقافية المماثلة.