الصفحة الاولىصحيفة البعث

كانوا بانتظار شاحنات المساعدات.. 100 شهيد في مجزرة شارع الرشيد بمدينة غزة

الأرض المحتلة – موسكو – طهران – تقارير   

ضارباً بعرض الحائط قرارات محكمة العدل الدولية في لاهاي ومستغلاً الغطاء والدعم العسكري والسياسي الأمريكي والغربي لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، استشهد 100 فلسطينيي على الأقل وأصيب المئات بجروح نتيجة مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم بحق الأهالي الذين كانوا ينتظرون وصول المساعدات في دوار النابلسي على شارع الرشيد غرب غزة.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن آلاف الفلسطينيين تجمعوا في الشارع بانتظار الشاحنات التي تحمل المساعدات، وبمجرد وصولها استهدفتهم دبابات الاحتلال بالقذائف والرصاص، ما أدى إلى ارتقاء 100 شهيد على الأقل وإصابة نحو ألف بجروح.

وأكد ناجون من المجزرة أن دبابات الاحتلال استهدفتهم بشكل مباشر بالقذائف والرصاص لدى اقترابهم من الشاحنات التي تحمل المساعدات، فيما تعرض آخرون للقنص وهم يحملون أكياس الطحين التي اختلطت بدمائهم.

ووصلت أعداد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى الشفاء بغزة التي امتلأت بأعداد المصابين وسط ظروف صعبة وعدم توفر كادر طبي قادر على التعامل مع الأعداد الكبيرة.

هذا وقد أكدت المقاومة الفلسطينية أن ارتكاب العدو الصهيوني للمجزرة الرهيبة في دوار النابلسي على شارع الرشيد في غزة هو دليل على مستوى الإجرام الذي وصل إليه هذا الكيان النازي.

وحملت المقاومة الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية التي تدعم الكيان، والمؤسسات الدولية المسؤولية عن مواصلة الكيان لجرائمه بفضل ما توفره له من دعم سياسي ولوجستي وتؤمن له غطاء الإفلات من العقاب.

بدوره أشار المكتب الإعلامي في غزة إلى أن الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن شخصياً والاحتلال الإسرائيلي والمنظمات الدولية التي تنصلت من مسؤولياتها يتحملون المسؤولية الكاملة عن مجزرة شارع الرشيد المروعة وعن عمليات القتل الجماعي وحرب الإبادة وحرب التجويع التي نفذها وينفذها الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن.

من جانبها قالت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في موسكو في بيان: “إن جريمة شارع الرشيد تؤكد على نهج بنيامين نتنياهو وحكومته في القتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني وتأتي في سياق حملة الإبادة الجماعية ضده”، محملة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المسؤولية عنها أيضاً لمنحها الغطاء السياسي والدعم العسكري للاحتلال.

من جهتها قالت رئاسة السلطة الفلسطينية: “إن ارتقاء هذا العدد الكبير من الضحايا الأبرياء الذين يخاطرون من أجل لقمة العيش، يعتبر جزءاً لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، والتي يتحمل المسؤولية كاملة عنها أمام المحاكم الدولية”.

أما خارجية السلطة الفلسطينية لفتت إلى أن هذه المجزرة دليل جديد على الإبادة الجماعية وسياسة الاحتلال في تهجير الشعب الفلسطيني بالقوة.

في سياق متصل، أعلنت الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 9 مجازر في قطاع غزة راح ضحيتها 81 شهيداً و132 جريحاً.

وقالت الصحة في بيان: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 146 على القطاع ارتفع إلى 30035 شهيداً و70457 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت فوريك شرق نابلس وأطلقت الرصاص تجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد شاب.

كذلك استشهد فلسطيني آخر متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس بطولكرم قبل خمسة أشهر.

وفي السياق ذاته أوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن أسيراً من قرية كفر عين شمال غرب رام الله استشهد اليوم، نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى في معتقل الرملة.

وأكد البيان أن تصاعد أعداد الشهداء في معتقلات الاحتلال بعد عدوانه على غزة نتيجة عمليات التعذيب الجسدي والنفسي يشكل إمعاناً بجرائم القتل التي يواصل ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني، إضافة لحالات الإخفاء القسري، ما يُعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب مساءلة المجرمين ومعاقبتهم.

دولياً، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أنَّ قطع العلاقات السياسية والاقتصادية من قبل الدول الإسلامية مع الكيان الصهيوني هو السبيل الأنجع لوقف جرائمه.

وقال رئيسي: إن “الكيان الصهيوني وداعميه يستمرون بارتكاب جرائمهم في غزة وسط صمت دولي ومواقف خجولة”، معبراً عن أسفه لسلوك بعض اللاعبين الدوليين في الاكتفاء بالخطابات واتخاذ المواقف السياسية بدلاً من اتخاذ أي إجراء بشأن وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.