صحيفة البعثمحافظات

مهرجان الياسمين والسنديان أكبر تظاهرة اقتصادية تشهدها حلب منذ أعوام

حلب – معن الغادري

ما ميز مهرجان الياسمين والسنديان المقام حالياً في حلب والذي تنظمه لجنة رائدات سيدات الأعمال في غرفة تجارة حلب عن دورتيه السابقتين، هو المشاركة الواسعة من سيدات الأعمال والتي بلغت أكثر من 300 مشاركة، والحضور اللافت من الزوار والذي زاد عن 50 ألف زائر خلال الأيام الثلاثة الأولى من انطلاقته، يضاف إلى ذلك تنوع وجودة المشغولات اليدوية وأسعارها التنافسية، والتي لاقت قبولاً و رواجاً واسعاً بين الزائرين.

والمهرجان في نسخته الثالثة، والذي افتتحه وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، محسن عبد الكريم علي، شكل بشهادة الجميع حلقة أكثر من مهمة ضمن حلقات الدعم المستمرة للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، والتي تساعد أصحاب هذه الإبداعات في دخول سوق العمل والترويج والتسويق لمنتجاتهم ومشغولاتهم، وهو ما لفت إليه الوزير  خلال جولته في أقسام المعرض، مشيراً إلى أن الوزارة حرصت على تقديم الدعم بكافة أشكاله للمشاركين في هذا المهرجان النوعي، لما يحتضنه من منتجات تلخص ثراء وغنى التراث الحضاري والشعبي لهذه المدينة، كامتداد للأصالة والعمق الحضاري السوري، فهو يستحق كل الدعم الذي حظي به من الوزارة بالتعاون مع غرفة تجارة حلب، وكافة الجهات المعنية والفعاليات الاقتصادية، التي تولي أصحاب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر اهتماماً تشكر عليه.

ويضيف الوزير علي أن المهرجان يكتسب أهمية إضافية لجهة دوره التشجيعي والتحفيزي المهم للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، التي تحظى اليوم باهتمام كبير من الدولة والحكومة بمؤسساتها المعنية، وذلك انطلاقاً من الإدراك والقناعة بأهمية المشروعات الصغيرة ودورها في تنشيط مكونات اقتصادية هامة رافدة لمنظومة الاقتصاد المحلي، والتي تسهم إسهاماً كبيراً في تحسين الواقع المعيشي، والارتقاء بمصادر دخل للمواطن، عبر إيجاد وتوفير فرص العمل الجديدة، ولاسيما في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها بلدنا سورية، بفعل الإرهاب الممنهج الذي خلف منعكسات ثقيلة ضاغطة على الواقع الاقتصادي للبلاد.

رئيس غرفة تجارة حلب، عامر حموي، وفي تصريح خاص لـ “البعث”، أوضح أن هذه الفعالية باتت تشكل حالة خاصة تنفرد بها لجنة رائدات الأعمال في غرفة التجارة وهي جزء مهم من برامج متنوعة وطموحة تهدف إلى الترويج والتسويق لهذه الأعمال والمشغولات اليدوية الابداعية، وتقديم الدعم والمساعدة للسيدات المبدعات لتطوير انتاجهن وخلق بيئة مناسبة لنمو مشاريعهن ولتحسين دخل العديد من الأسر، مؤكداً أن الغرفة ستواصل دعمها لكافة الأنشطة التجارية وتشجيع أصحاب الفعاليات الاقتصادية الإنتاجية الهامة، وذلك بالتوازي مع تعزيز المبادرات الخيرية وترسيخها ضمن ثقافة المجتمع الحلبي والمعروف تاريخياً بالتكافل الاجتماعي وتقديم يد العون الى الفئات الاجتماعية المتعففة.

في السياق، بينت رئيسة لجنة رائدات الأعمال في غرفة تجارة حلب لينا أشرفية أن مهرجان هذا العام كان له طعم ومذاق خاص تمثل في المشاركة الكبيرة والواسعة وفي عدد زواره اليومي وهو مؤشر مهم على نجاح هذا المهرجان ونيله ثقة المشارك والزائر على السواء، مشيرة إلى أن التحضير للمهرجان كان مدروساً بعناية، وكنا حريصين على توفير كل مقومات النجاح للمشاركات، واللواتي خضعن لبرنامج تدريبي لاختيار المشاريع الرائدة .

بقي أن نشير إلى أن المهرجان الذي يضم أكثر من 300 مشاركة ويختتم غداً، يضم أبرز مهارات وإبداعات المرأة الحلبية من خلال مشغولاتها ومصنوعاتها الحرفية واليدوية التراثية والفلكلورية بالإضافة إلى إنتاجاتها من الألبسة والإكسسورات والهدايا والأطعمة وكل مستلزمات الأسرة والطفل وغيرها من المصنوعات الحرفية والتي تعكس حضارة وتاريخ وإرث هذه المدينة، كما ضم المهرجان مختلف ما تحتاجه الأسرة من مفروشات ومطرزات ومواد ومواد ومنظفات وغيرها من متطلبات الحياة. المشاركات في المهرجان أبدين سعادتهن وأجمعن على أن هذه التظاهرة فرصة جيدة لهن لإبراز منتجاتهن والتواصل مع المستهلك بصورة مباشرة دون وسيط والبيع بأسعار تناسب كافة الشرائح.