أخبارصحيفة البعث

تصعيدٌ للاستفزازات وبطولاتٌ وهمية

تقرير إخباري

تتابع الدول الغربية -رغم إدعائها التبري من تصريحات ماكرون بحق روسيا- سياساتها  الاستفزازاية في أوروبا الشرقية، وتواصل السير في مشروع توسيع “الناتو” ضدّ روسيا رغم سابق تعهداتها بعدم التوسّع في المنطقة، وخاصةً بعد تفكك الاتحاد السوفييتي الذي كان من أسباب ولادة هذا الحلف الذي يحاول إتمام فك الكماشة وتطويق روسيا حتى اللحظة.

وبعيداً عن التوقعات الكثيرة التي سبق وأوردت في جميع الأوساط غرباً وشرقاً، فإن الاستفزازات والتطورات على أرض الواقع بدأت تعصف بأي أمل في هدوء الحرب الأوكرانية. وأهم هذه التطورات تتلخص في تكثيف “الناتو” لمناوراته وبشكل لا يمكن تفسيره إلا في استفزاز روسيا وليس في جبهة واحدة بل جبهتين، الأولى على حدود روسيا مع بولندا “مناورة التنين 24″،  ومناورة “المدافع الصامد” في شمال النروج، زاعمين أنها تحسباً لهجوم عدو افتراضي من جهة شمال أوروبا من جهتين على دول حلف الأطلسي، وملمحين إلى “روسيا”، حيث تتم المناورة من 24 ألف جندي من دول الغرب الجماعي، ومئة طائرة وفرقاطات وغواصات، وعشرات مؤشرات التحدي من قبل “الناتو”.

وفي المقابل فإن رد الفعل الروسي لم يتساهل أبداً مع هذه الاستفزازات، فقد اعتبرت روسيا أن الغرب يعبر بتصرفاته غير المسؤولة عن أنه يستعد لمواجهتها عاجلاً أم آجلاً، ويحاول جاهداً عبر اللف والدوران جر روسيا إلى ساحة الصدام المباشر.

وعلى مقلب آخر، تطفو على السطح مسألة “محاولة اغتيال زلينسكي” ومحاولة استغلالها من قبل نظام كييف والغرب على حدّ سواء، حيث أن الأخير ادعى خلال جولته مع رئيس وزراء اليونان أنه تعرّض لمحاولة اغتيال من روسيا بعد انفجار صاروخ على بعد 150 متراً من مكان الجولة في مدينة أوديسا، ممثلاً- ولا ننسى أنه أتقن التمثل لا الرئاسة- دور الضحية أمام الرأي العام الأوروبي، ومسارعاً لعقد اجتماع صحفي يدّعي فيه “نجاته من محاولة اغتيال روسية”، كما تسوّل كعادته بعض المساعدات من تلك الدول.

إن روسيا أكدت أنها استهدفت مصنعاً للزوارق المسيرة والانتحارية في المدينة، ونفت قيامها بمحاولة اغتيال زلنسكي، لأنه بالأساس شخص مدعٍ للبطولة. وإن اغتالته فقد يصنع ذلك منه بطلاً في أعين الرأي العام المخدر بإعلام الغرب بلا شك. ولو فرضنا أن روسيا فعلت ذلك، فهذا يشكل رسالة لزلينسكي مفادها أنه “يمكننا ذلك وقادرون ولكننا لا نريد”، وأن الاستخبارات الروسية قادرة على اختراق نظام كييف وأي نظام استخبارات عميل أو غربي أصيل.

كذلك أصرت روسيا على عرض وضع الاستفزازات الغربية غير المسؤولة على مجلس الأمن، وبشكل يؤكد إيمانها بضبط النفس والجنوح نحو السلام والتهدئة، في وقت يؤكد فيه الغرب عنجهيته وميله نحو الصراع والصدام المباشر، وسيره بخطوات لا تحمد عقباها.

بشار محي الدين المحمد