ثقافةصحيفة البعث

“بيت أهلي” منافس قوي في دراما 2024

ملده شويكاني

ليس غريباً أن يحظى المسلسل الجديد للفنان أيمن زيدان “بيت أهلي” – سيناريو فؤاد شربجي وإخراج تامر إسحق- بمتابعة جمهور دراما رمضان 2024، وأن يكون منافساً قوياً للأعمال المتنوعة لهذا الموسم، بين الاجتماعية التي أخذت المساحة الأكبر في الخارطة الدرامية إلى جانب أعمال الكوميديا الخفيفة والبيئة الشامية، ولاسيما أنه بدا قريباً من الأعمال الأخيرة التي قدمها أيمن زيدان على التوالي “الكندوش” و”زقاق الجن” مع اختلاف التفاصيل.

ويعود العمل إلى أربعينيات القرن الماضي المليء بالصراعات السياسية ضمن التيارات الموجودة آنذاك، وبأحداث الاغتيالات في ظل السنوات الأخيرة للاحتلال الفرنسي ومقاومة الشعب السوري التي استمرت حتى نيل الاستقلال، على الرغم من وجود خيانة لمتعاونين مع الفرنسيين، ويتوازى هذا الخط الدرامي مع تاريخ القضية الفلسطينية.

ويبنى بالدمج بين حكايات البيئة الشامية والتاريخ المعاصر لسورية برمزية الانتماء إلى الحارة والبيت بمفهومه الصغير واتساعه ليشمل الوطن، بالإضافة إلى الشخصية المحورية التي يؤديها أيمن زيدان ضمن المسار الذي جسده في أعماله بالبيئة الشامية السابقة سواء أكان الزعيم أم من وجهاء الحارة وكبار الأعيان المناضلين بتأثيره المباشر على المشاهِد بقوة أدائه وإقناعه.

فمنذ اللقطات الأولى تمكن المخرج من شدّ الانتباه من خلال حركة الكاميرا وتأثير الموسيقا التصويرية على شخصية البطل أيمن زيدان بإيحاءات غامضة، ومن ثم انتقال الكاميرا إلى حارات الشام وبيوتها بالتركيز على كل تفاصيل عمارتها وتراثها الدمشقي، إلى الشوارع الحديثة بعيداً عن الحارة، لتصوّر الكاميرا المعالم المرتبطة بذاك التاريخ

حادثة الاغتيال

ينطلق مباشرة من الحدث الرئيس الذي تبنى عليه الأحداث التاريخية باغتيال الطبيب عبد الرحمن الشهبندر في مقرّ عيادته بمشهد بدا مريباً ليهيئ المشاهِد للحظة المخيفة، ومنه إلى إثارة الحوارات الدائرة بين مختلف الأطراف حول حادثة الاغتيال، وحول مآثر الدكتور الشهبندر، الذي دعا إلى الوحدة الوطنية.

أما شخصية نوري التي يؤديها أيمن زيدان فمحمّلة بالأسرار، وقد كشف المخرج عنها منذ الحلقات الأولى فأوحى بأنها شخصية مركبة تخفي وجهاً آخر غير شخصية التاجر الوطني والمناضل، الذي سجنه الفرنسيون وانتقل من سجن الحسكة إلى سجن حلب، ومن هناك جاء إلى دمشق إلى حارة صديقه “أبو عدنان” الغائب بمحاولة التقرب من عائلته، ما يدلّ على صراع خفي ستكشف عنه الأحداث اللاحقة.

الملفت هو سرّ العلاقة العاطفية التي كشفها المخرج منذ البداية أيضاً والتي تربط نوري مع يسرى- صفاء سلطان- منذ سنوات طويلة، لتعيدنا إلى صورة المشاهد الثنائية التي ربطته معها بشخصية “ثريا” في عمله السابق “زقاق الجن”، وعلى الرغم من اختلاف التفاصيل بالشخصية التي تؤديها “يسرى” ذات المكانة المرموقة بالمجتمع كونها أرملة رجل مهم، لكن أسلوبها بإغوائه والتقرب منه هو الأسلوب ذاته الذي اتبعته من خلال دورها بشخصية “ثريا”.

دور المرأة الدمشقية

ومن زاوية أخرى، اهتم العمل بإظهار الوجه الحقيقي لمساهمات المرأة الدمشقية ومشاركتها الحياة السياسية، وممارسة دورها بالعمل وبالمجتمع، وتألق بانضمام الفنانة صباح بركات “أم عدنان” لتمثّل دور المرأة الدمشقية بإدارتها البيت الدمشقي ومشاركتها عمل زوجها بأفكارها وآرائها.

ويشارك بالعمل مجموعة من النجوم، الذين أخذوا أدوارهم في الأعمال السابقة لزيدان في “الكندوش” و”زقاق الجن”، مثل حسام تحسين بيك وعبد الفتاح مزين ووائل زيدان وغيرهم، كما يشارك به النجم  سلوم حداد ومجموعة من الممثلين والممثلات، تميزت منهن عبير شمس الدين.

وتنتقل الأحداث بين سورية وبيروت ولاحقاً القدس على غرار مسلسل حرائر الذي كان من بطولة أيمن زيدان أيضاً.

ومن المتوقع أن يضيف “بيت أهلي” نجاحاً جديداً إلى تاريخ أيمن زيدان بالأعمال الشامية، مثل “زمن البرغوث” و”حرائر”، إلى جانب أعماله الأخيرة التي تركت وقعاً عند المشاهد، ولاسيّما “زقاق الجن” الذي كان بتوقيع المخرج ذاته تامر إسحق.