ثقافةصحيفة البعث

وليد الشيخ: لديّ عتب على بعض الفنانين التشكيليين

طرطوس- هويدا محمد مصطفى

الرسم حالة جنونية عشقية تعبيرية تشرق كالفجر عند أول ولادة لتمتزج الريشة والألوان بأصابع فنان أتقن لغة المحاكاة من خلال لوحاته الواقعية والكلاسيكية، والتي سرعان ما تشدك للقراءة والغوص بأعماق اللوحة. تميز الفنان وليد الشيخ بألوانه التي تدعو إلى الفرح والمرأة لوحته التي أتقن لغتها لتكون بصمته الخاصة، له الكثير من المشاركات الفنية والمعارض الجماعية والفردية، وللغوص في عالم الفنان التشكيلي وليد الشيخ كان لنا هذا الحوار.

عُرفت من خلال لوحاتك الواقعية والكلاسيكية، فماذا تحدثنا في هذا المجال؟.

المدرسة الواقعية هي خروج الفنان من مرسمه إلى الهواء الطلق ورسم الواقع كما يراه ويسجله معجوناً بمشاعره على اللوحة أي وجهاً لوجه، وهناك قاسم مشترك بين المدرسة الواقعية والانطباعية وهو أن الاثنين خرجا إلى الطبيعة، أمّا وجه الخلاف فهو أن الانطباعية أهملت الإنسان واهتمت بالألوان التي اصطيدت من نور الشمس وتراقصاتها ومن خلال ألوان الطيف الشمسي وقوس قزح السبعة.

ما علاقتك ببقية المدارس الفنية؟ وبمن تأثرت من الفنانين؟.

أحترم كل المدارس لأني انطلقت من خلال المدرسة الكلاسيكية، لكن لديّ عتب محترم على بعض الفنانين التشكيليين، إذ إنهم لا يمدحون الفنان إلا إذا كان ينتمي إلى مدرستهم الفنية، ومن الأساتذة التي تأثرت بهم الفنان التشكيلي العالمي نذير نبعة وفاتح المدرس.

تركّز في لوحاتك على رسم المرأة..

أركز في أعمالي الفنية التشكيلية على المرأة، لأن المرأة هي الأم والأخت والزوجة وهي ولادة الإبداع وملهمة للفنان من خلال أنوثتها وجمالها، والجمال ليس بالشكل فحسب، لكن من خلال روحها.

تتميّز أعمالك بطريقة مزج الألوان واستخدامك للون الأزرق، فما سر ذلك؟.

اللون الأزرق هو لون العمق والهدوء والصمت واللا نهاية فمن هنا تبدأ حكاية الإبداع، وطبعاً كل لون له شخصيته بحسب الموضوع.

تكتب مقطوعات نثرية مترافقة مع اللوحة ما العلاقة بين الشعر واللوحة؟.

هناك فعلاً ربط جذري بين اللون والكلمة، فقد تكون الكلمة حافزاً لأن ألوّن من خلالها اللوحة، وأنت كشاعرة تشاطرين الرأي بذلك، الأغنية كالقصيدة تكون أحياناً لوحة فنية قوامها اللون الجميل تكمن بين ثنايا اللوحة امرأة تتربع على عرش الأنوثة وما على الفنان إلا أن يجسّد ذلك بأعماله الفنية.

كونك ابن البحر ما المساحة التي يأخذك إليها وتبحر عبر لوحتك؟.

البحر حكاية قديمة يمتاز بمزاجيته وهدوئه وغضبه، البحر لغة لا يلفظها إلا من يفهمها، فمن البحر نستمد أيقونة فنية بلونه الأزرق ويأخذني إليه بكل طقوسه.

تعدّ من أبرز الفنانين برسم الوجوه، من الذي يؤثر بك وبذاكرتك وتجعله لوحة؟.

عالم البورتريه عالم غامض يتسابق فيه كل الفنانين التشكيليين الواقعيين، ولكل فنان بصمته الخاصة وقدرته الخاصة، والوجه الذي ينطبع بذاكرتي هو وجه امرأة تمتاز بأنوثتها وخجلها وليس بجمالها فقط وهنا يولد الإبداع.

النقد التشكيلي هل ينصف الفنان؟.

بالتأكيد.. النقد الفني التشكيلي ينصف الفنان إن كان بنّاءً.. أي يبيّن إيجابيات وسلبيات اللوحة، لا أن يكون نقداً سلبياً جرّاحاً.

الفن رسالة ما هي رسالتك؟.

الرسالة التي أريد إيصالها للفنان أولاً هي التواضع والتواضع، فالتواضع يخلد الفنان وأعماله، ومن يعش ببرجه العاجي تراه الناس صغيراً، يجب على كل فنان أن يعيش مع الناس وهمومهم، وهنا يكون الصدق طريق الإبداع.. الفنان لا ينتظر المقابل، لأن التّشجيع جميل ويكفي الفنان وإن كان يتمنى أن يكون الأفضل، ورسالتي هي خلق مساحة من الحب والسلام لكل هذا العالم.