أخبارصحيفة البعث

الإجراءات المناخية حيوية لمستقبل أفضل

تقرير إخباري

يصادف يوم 23 آذار اليوم العالمي الرابع والستين للأرصاد الجوية، الذي يدعو موضوعه هذا العام “في الخطوط الأمامية للعمل المناخي” إلى اتخاذ إجراءات عاجلة عبر المجتمعات لتعزيز التعاون في التخفيف من تغيّر المناخ والتكيّف معه والتصدّي للتحدّيات الشديدة التي يفرضها ارتفاع درجة حرارة الأرض.

لقد شهد العالم للتوّ العام الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث حطم متوسط درجات الحرارة العالمية ودرجات حرارة سطح البحر الأرقام القياسية التاريخية، وتعرضت العديد من البلدان والمناطق لموجات حرارة شديدة للغاية وحالات جفاف وأمطار غزيرة وفيضانات، ما يشير إلى أن الظواهر الجوية المتطرّفة أصبحت أكثر تواتراً وشدة في جميع أنحاء العالم. لا يمكن إنكار أن تغيّر المناخ يمثل أحد التحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجه البشرية.

إن بناء خط أمامي قوي للوقاية من كوارث الأرصاد الجوية والتخفيف من آثارها أمر بالغ الأهمية للتعامل مع آثار الظواهر الجوية المتطرّفة. وبفضل ظاهرة الاحتباس الحراري زادت الظواهر الجوية المتطرّفة من حيث تواترها وشدّتها، وزادت ظواهر هطل الأمطار المتطرفة مع تزايد تواتر الظواهر الجوية المتطرفة الشديدة على نحو غير معتاد. وفي الوقت نفسه تتزايد حساسية مختلف قطاعات الاقتصاد والمجتمع تجاه الأحوال الجوية الكارثية ما يتطلب تنبّؤاتٍ جويةً أكثر دقة يمكن أن تسهّل التنمية العالية الجودة وتحمي رفاهية الناس.

من الطبيعة البشرية توقع أفضل نتيجة من أي حدث، لكن الحكمة تدعو إلى الاستعداد للتعامل مع أسوأ السيناريوهات، الأمر الذي يتطلب بناء خط دفاع أول قوي من خلال اتخاذ التدابير المسبقة وتحسين آلية التنسيق للتعامل مع الكوارث الطبيعية وتعزيز المراقبة الدقيقة وضمان التنبّؤ الدقيق وتعزيز الوعي العام حول تغيّر المناخ والكوارث الطبيعية وآثارها والمساعدة في بناء قدرة فعّالة على مواجهة مخاطر الكوارث في جميع أنحاء المجتمع.

ومن الضروري أيضاً تسخير الموارد المناخية لتوجيه تنمية قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة. الإنتاجية الخضراء متأصلة في القوى الإنتاجية الجديدة ذات الجودة. لقد أصبح تطوير الطاقة النظيفة وتشجيع التحوّل الاقتصادي المنخفض الكربون وسيلة مقبولة عالمياً لمعالجة تغيّر المناخ. يجب رصد انبعاثات الغازات الدفيئة وإنشاء شبكة محطات مراقبة خلفية للغلاف الجوي وإنشاء سلسلة من محطات مراقبة الغازات الدفيئة العالية الدقة في تقييم فعالية الإجراءات للوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون وتحقيق الحياد الكربوني.

كذلك يأتي في طليعة العمل المناخي أن نتحمّل مسؤولية الابتكار التكنولوجي وبناء نظام بيئي مستقل ومعتمد على الذات ومفتوح ومتكامل وحيوي، وأن نتخذ تدابير لتعزيز علوم وتكنولوجيا الأرصاد الجوية وتعزيز البحوث المتعلقة بآليات تغيّر المناخ والتطبيق الصناعي لتقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة وتحسين إدارة مخاطر المناخ ونظام الإنذار المبكر واستخدام التكنولوجيا المتقدمة لاستخراج المزيد من القيمة من البيئة.

في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغيّر المناخ الذي انعقد في دبي، كشفت المراجعة العالمية الأولى لتنفيذ اتفاق باريس عن وجود فجوة كبيرة بين تدابير التكيف والتزامات التخفيف من جانب المجتمع الدولي والإجراءات المطلوبة للتصدّي لها. المخاطر طويلة المدى لتحقيق أهداف اتفاق باريس، وعلى الجميع تعميق التعاون الدولي والاندماج الكامل في آلية إدارة المناخ العالمية وتقديم مساهمات أكبر لبناء عالم نظيف وجميل لحماية الأرض.

هناء شروف