أخبارصحيفة البعث

ما وراء مجزرة موسكو؟

تقرير إخباري

الهجوم الإرهابي على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو، الذي تسبّب في مقتل 143 مدنياً عزلاً، وهذا الرقم مرشح للارتفاع نظراً لارتفاع عدد الإصابات، نفّذه أربعة إرهابيين، أعضاء في تنظيم داعش خراسان، بدم بارد.

ففي مساء يوم 22 آذار، فتح مسلحون النار في قاعة الحفلات الموسيقية “كروكوس سيتي هول”، الواقعة في كراسنوجورسك، إحدى ضواحي موسكو القريبة، قبل إشعال النار في الغرفة، ونتيجة لهذا الهجوم الإرهابي، قُتل 144 شخصاً وأصيب 551 آخرون، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن وزارة حالات الطوارئ الروسية.

حقيقة، تظهر ديناميكيات الهجوم أنه من المستحيل أن يكونوا قد تصرّفوا بمفردهم، بل هناك من خطط لهم وساعدهم وأمّن لهم ممر الهروب، وفق ما أكده الرئيس بوتين في خطابه الذي ألقاه في أعقاب وقوع المجزرة: “لقد حاولوا الفرار والتوجه نحو أوكرانيا”، حيث تم، حسب المعلومات الأولية، إعداد ممر إلى الجانب الأوكراني لعبور الحدود. نحن نقوم بتحديد وكشف قاعدة المتواطئين وراء هؤلاء الإرهابيين: أولئك الذين زوّدوهم بوسائل النقل وطرق الهروب المخططة من مسرح الجريمة، وأعدّوا مخابئ بالأسلحة والذخيرة. ومن الواضح بالفعل أن روسيا لا تواجه مجرد هجوم إرهابي تم التخطيط له بعناية وسخرية، بل تواجه جريمة قتل جماعي مع سبق الإصرار والترصد.

تماما مثلما حدث في سورية التي طالها إرهاب “داعش” والقاعدة وكل الفصائل الإرهابية الأخرى، على مدى 11عاماً، وبدعم مالي ولوجستي من الغرب المتمثل بدول أوروبا وحلف الناتو، بهدف النيل من سيادة سورية ووحدتها وقوتها. وبالتالي حارب الجيش العربي السوري الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، ودفع ثمناً باهظاً في الدفاع عن وحدة سورية وأراضيها.

و”داعش” خراسان هو فصيل من تنظيم “داعش” الإرهابي الذي تروّج له وتموّله وتسلحه الولايات المتحدة وأعضاء الناتو وممالك الخليج، لتدمير سورية، ثم تجزئة العراق وليبيا ودول أخرى لاحقاً. عندما أُجبرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بعد عشرين عاماً من الحرب، على الانسحاب المدوّي من أفغانستان، حيث وصلت طالبان إلى السلطة، بدأ تنظيم داعش-خراسان سلسلة من الهجمات الإرهابية الدموية في أفغانستان، والتي امتدت بعد ذلك إلى إيران وباكستان باعتبارها منطقة بريكس حيث يتوسّع النفوذ القائم على التعاون الوثيق بين روسيا والصين.

ولهذا فإن روسيا تواجه عودة ظهور الإرهاب القاعدي الذي تديره في الأساس أجهزة المخابرات الأميركية والبريطانية، إلى جانب الأجهزة الأوكرانية وغيرها، والهدف من ذلك هو ضرب روسيا داخلياً في وقت تكون فيه في طور تحقيق انتصار عسكري على أوكرانيا من كييف، وتبرير العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الفلسطينيين والعمليات الحربية الأمريكية في الشرق الأوسط من خلال جعلها تبدو وكأنها إجراءات دفاعية ضد “الإرهاب”. وكجزء من هذه الاستراتيجية، هناك احتمال وقوع هجمات إرهابية أيضاً في الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو.

هيفاء علي