صحيفة البعثمحافظات

“رمضانيات طرطوس القديمة”.. طقوس تراثية ومحبة وألفة

طرطوس- محمد محمود

تجربة جديدة أطلقتها منذ أيام الأمانة السورية للتنمية في مدينة طرطوس القديمة، بالتعاون مع مديرية سياحة طرطوس، حملت اسم “رمضانيات طرطوس القديمة”، وذلك عبر تجديد عادات حرص سكان طرطوس على الحفاظ عليها لسنوات طويلة وكانت جزءاً من موروثهم الاجتماعي كالجلسات الجماعية في الساحة، والمحبة والألفة، إضافة لفعاليات متنوعة مثل مسرح خيال الظل لفرقة “ظلال طرطوس”، وطقوس رمضانية وتراثية من مولوية وإنشاد ديني وحكواتي ومسحراتي ومسابقات وأنشطة متنوعة وتستمر على مدى ستة أيام.

“البعث” تابعت ورصدت هذه الأجواء، فكان هناك نشاط للرسم على وجوه الأطفال لرسم الفرحة على وجوههم، وغيرها من الأنشطة الثابتة كـ”شبابيك طرطوس” التي من خلالها يتمّ عرض منتجات تراثية لمهن وحرف مختلفة ضمن الساحة، والمسرح التفاعلي ومعرض الحرف والمأكولات التراثية، في حين تنوّعت القصص التي طرحت في حكواتي الظل بين قصص اجتماعية مختلفة وحكواتي الأطفال الذي تناول في قصصه قيم الخير والصدق والوفاء، إلى جانب تسليط الضوء على المدينة القديمة وإحياء الموروث اللامادي فيها.

وبيّن مدير الأمانة السورية للتنمية في طرطوس هادي ضاهر أن رمضانيات طرطوس أتت استكمالاً للأعمال السابقة ضمن مشروع تنمية طرطوس القديمة، حيث تمّ في المرحلة الأولى تحديد هوية المنطقة وفهم السياق العام للمدينة، ومن ثم إقامة ورشة العمل التي خلصت إلى تبني أهداف الخريطة التنموية لها وإطلاق مبادرات حملة النظافة وإنارة المدينة كمخرجات لتلك الورشة، بالإضافة إلى هذه الفعالية لإعادة إحياء طقوس شهر رمضان المبارك التي تميّزت بها المدينة طيلة العقود والسنوات الماضية، مشيراً إلى أن مختلف الأنشطة من سوق تجارية وفعاليات ثقافية وحرفية هدفها التعريف بأهمية المدينة القديمة والإضاءة على أهم المواقع فيها.

في حين عبّر عدد من الحرفيين المشاركين في الفعالية عن أهمية هذه النشاطات في رسم صورة واضحة عن معالم طرطوس القديمة كما كانت سابقاً بأجوائها وصناعاتها، وتحدث الحرفي محمد البونياحي المشارك في جناح الحرفيين عن أهمية المشاركة في تسليط الضوء على الحرف القديمة التي كانت ولا تزال لليوم جزءاً من ذاكرة طرطوس وهويتها، في حين بيّنت الحرفية نظمية إسماعيل المتخصّصة بصناعة الفخار وأطباق القش عن ضرورة تمكين هذه الفعاليات، وخاصة في هذه الشهر، وتذكير الناس بتراثهم وعاداتهم الأصيلة التي كانت مبنية على المحبة والبساطة.

في المقابل عبّر عدد من أهالي المدينة القديمة عن أهمية إعادة الألق لهذا المكان بما يحمل من رمزية وإرث حضاري عريق خاصة بشهر رمضان، وأجوائه الخاصة.