ثقافةصحيفة البعث

جداريات “لوفول” تنادي: “فلسطين وجهي”

حلب- غالية خوجة

أضافت أعمال الفنان الإيطالي “فيديريكو لوفول” لحديقة حلب العامة لمسة إنسانية عبّرت بطريقتها عن المعاناة السورية والفلسطينية والحق العربي، من خلال ثلاثة أعمال جدارية، رسمها أثناء زيارته لجمعية مركز المحترف السوري المهتمّة بالإبداع وفنونه، وخصوصاً التراث المادي واللا مادي، ومقرها في حديقة حلب العامة.

وعن الفنان وأعماله، قال الفنان مصطفى نو، رئيس الجمعية لـ”البعث”: “عادة ما يزورنا الفنانون والوفود من مختلف أنحاء العالم، ومنهم الفنان “فيريدريكو لوفول” الذي زارنا برفقة أخوية الفوكولاري في حلب “أهل مريم” ومديرة روضة سوزانا بحلب مع الراهب روبير شلحد، يأتون كخدمة للمجتمع، ويسلّطون الضوء وأنظار العالم على العديد من القضايا الإنسانية، منها المهجَّرون، والمجازر، وآثار الحروب، يرسمون تطوعاً، ومنهم “لوفول” الذي جسّد ثلاث لوحات على جدران في الحديقة العامة، معبّراً عن قناعاته الإنسانية بما عانته سورية وتعانيه فلسطين.

فما الذي ترويه لوحاته الثلاث الموزعة على جدارين في الحديقة؟..
تحكي اللوحة الأولى آلام الأم السورية وهي تحتضن طفلة فلسطينية بمحبة وابتسامة تؤثر في ألوان اللقطة وملامحها النفسية والموضوعية، وتعكس بفنية تعبيرية المشهد الذي تطمئن فيه المرأة والفتاة، وما يشعّ من طاقتهما الروحية الحنون من ألوان متناغمة بين تدرجات الأزرق البارد ودلالاته المتداخلة مع السلام والوجدانات الصافية المنعكسة من أعماق المرأة ـ الأم، وتدرجات الأحمر الحار واللهفة الصافية المنعكسة من طاقة الفتاة.
ونلاحظ كيف خصّ الفنان “لوفول” المرأة الفلسطينية بلوحته الثانية والتي هي عبارة عن بورتريه ركّز فيها على ملامحها المتطلعة إلى السماء بعيون مضاءة بالصمود والشموخ والأمل بالانتصار على الرغم من الحزن الداخلي المتلوّن بألوان الأرض الترابية والسماء الزرقاء والأبيض المتلألئ نوراً روحانياً ينساب نقاطاً على شعر الشخصية ويتوزع حولها ليتكثف بينها والعالم بهيئة نافذة مواجهة لها في عالم محكوم بالظلم والظلام، ويتمركز الضوء الأبيض في نصف وجه المرأة الشابة مرسوماً بهيئة خارطة فلسطين ودلالاتها المضمرة لمعانٍ عدّة أخرى منها حمامة السلام ولون الحق المنتصر.
والملفت أن الكثير من أعمال الفنان “لوفول” المولود عام 1991م، تعتمد على خارطة فلسطين المرسومة بلون أبيض على وجوه شخصياته المتنوعة بين رجال ونساء وأطفال وشهداء، وأن أسلوبه أقرب إلى النحت والمصفوفات وتقنيات الفن العالمي.
أمّا اللوحة الثالثة فجاءت مواسية للطفل الذي استُشهد بقذائف الاحتلال الصهيوني الإرهابي تاركاً لعبته “الكوالا” المحتفظة بآثار دمائه، وكأنها تصرخ بصمت لتخبر العالم عن مجازر الاحتلال، وتبحث عن الطفل الشهيد بعينيها، وتنتظره بين أنقاض بيته ومدرسته وسريره في المشفى، وتنتظره، أيضاً، بمشهدها التشكيلي على جدار الحديقة، وفي مواد القانون العالمي لحقوق الطفل.