حان الوقت لاتخاذ تدابير ملموسة لمحاسبة “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال
رغم تبني مجلس الأمن الدولي قبل ثلاثة أسابيع للقرار 2728 الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف الاستيطان وضم الأراضي الفلسطينية، إلا أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يواصل تجاهل قرارات الشرعية الدولية ويستمر في ممارسة إجرامه الغير المسبوق بحق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي دفع مندوب السلطة الفلسطينة الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور لدعوة المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن بالتحرك العاجل لضمان وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف الاستيطان وضم الأراضي الفلسطينية.
وأوضح منصور في رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة أن كيان الاحتلال يواصل عدوانه الوحشي على القطاع على الرغم من تبني مجلس الأمن للقرار 2728، فيما تواصل قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين الإرهابية جرائمها الوحشية من قتل وتجويع واعتقال وتدمير في الضفة الغربية.
وأستند منصور في رسالته إلى الأحصائيات التي تبين أن أكثر من 1400 فلسطيني استشهدوا، و1677 أصيبوا في غزة وحدها منذ تبني القرار 2728.
وأكمل منصور أنه وفي الوقت الذي تواصل “إسرائيل” عدوانها على جميع جوانب الحياة الفلسطينية في غزة يواصل جنودها ومستوطنوها اقتحاماتهم وإرهابهم ضد المدن والبلدات والقرى الفلسطينية في الضفة في ظل غياب المساءلة عن جميع الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى الأوضاع الصعبة والموت البطيء الذي يواجهه آلاف الفلسطينيين المحتجزين في معتقلات الاحتلال، مبينا أن 15 أسيراً استشهدوا منذ بدء الاحتلال عدوانه على القطاع كان آخرهم وليد دقة الذي استشهد في السابع من الشهر الجاري، إضافة إلى مئات الأسرى المرضى الذين يهددهم الموت جراء الإهمال الطبي المتعمد.
وأعاد منصور التشديد على أن الوقت حان لاتخاذ تدابير ملموسة لمحاسبة “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال على جرائمها وممارسة الضغط لفرض امتثالها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واحترام ميثاق الأمم المتحدة وتنفيذ قراراتها ذات الصلة وفرض عقوبات عليها كحظر توريد الأسلحة وحظر جميع منتجات المستوطنات من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية ووضع حد لاحتلالها الاستعماري وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير لإنهاء الظلم التاريخي الواقع عليه وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقالت الصحة في بيان: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع ارتفع إلى 33843 شهيداً و76575 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبالإضافة إلى جرائمها المرتكبة في غزة، اقتحمت قوات الاحتلال أحياء عدة في الخليل وجنين وقلقيلية وبلدة حبلة جنوبها، وقامت بتفتيش المنازل والعبث بمحتوياتها واعتقلت 21 فلسطينياً.
دولياً، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة، مطالبة سلطات الاحتلال بوقف دعم هذه الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شمداساني في تصريح صحفي بجنيف: “على السلطات الإسرائيلية بدلاً من دعم هذه الهجمات الحؤول دون وقوع المزيد منها بما في ذلك محاسبة المسؤولين عنها”.
إلى ذلك حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين من أن 78 أسيرة يواجهن الموت يومياً في معتقل الدامون.
وأوضحت الهيئة أن الاحتلال يحتجز 78 أسيرة في معتقل الدامون، بينهن 60 من مناطق متفرقة في الضفة الغربية و3 من القدس و6 من قطاع غزة و9 من الأراضي المحتلة عام 1948.
وأشارت الهيئة إلى أن الأسيرات يعانين أوضاعاً كارثية جراء التعذيب الشديد والحرمان من الطعام والزيارة ومن الإهمال الطبي المتعمد ما يشكل خطراً على حياتهن.