أخبارصحيفة البعث

غزة.. مقابر جماعية وجثث غُطيت بالمخلفات 

سمر سامي السمارة

دعا المفوّض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر ورك يوم الثلاثاء، إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في مجمعي الشفاء وناصر، وقال في البيان الصادر عنه: إنه “يشعر بالرعب” من اكتشاف المقابر الجماعية في المجمعين الطبيين اللذين حوّلهما جيش الاحتلال إلى أنقاض.

وحسب التقارير التي قدّمها مسؤولون فلسطينيون، تم العثور على أكثر من 300 جثة في المقبرة الجماعية بالقرب من مجمع ناصر في خان يونس بغزة، وقال شهود عيان: إن قوات الاحتلال قامت بإعدام مدنيين خلال غاراتها التي استمرّت أسبوعين على الشفاء الشهر الماضي.

وطالب تورك بإجراء تحقيق “مستقل وفعّال وشفاف” في عمليات القتل والمقابر الجماعية، مضيفاً: نظراً لسيادة مناخ الإفلات من العقاب، لابدّ من إشراك محققين دوليين، مؤكداً ضرورة حصول المستشفيات على حماية خاصة للغاية بموجب القانون الإنساني الدولي.

ودعا تورك بإدانة قتل قوات الاحتلال للنساء والأطفال في غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مشيراً إلى أن أطباء غزة أنقذوا طفلة من رحم والدتها بعد أن توفيت الأخيرة متأثرة بجراحها في الرأس نتيجة الغارة الإسرائيلية.

وأضاف تورك: “مشاهد الطفلة خديجة وهي تُخرج من رحم أمها المحتضرة، ومنزلين متجاورين حيث قتل 15 طفلاً و5 نساء في رفح، أمر يتجاوز الحرب، وأردف: كل عشر دقائق يقتل أو يُصاب طفل في قطاع غزة، إنهم محميون بموجب قوانين الحرب، ومع ذلك فهم من يدفعون الثمن النهائي في هذه الحرب بشكل غير متناسب”.

كان العدوان الذي شنّته قوات الاحتلال على مجمعي “ناصر والشفاء” جزءاً من هجوم إسرائيلي أوسع على نظام الرعاية الصحية في غزة، فقد خلص تحليل نشرته منظمة “إنقاذ الطفولة” مؤخراً، إلى أن معدل الهجمات الإسرائيلية الشهرية على مرافق الرعاية الصحية في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي تجاوز معدل أي صراع آخر على مستوى العالم منذ عام 2018.

وأضاف التقرير: إن “إسرائيل” شنّت ما يعادل 73 هجوماً شهرياً على الرعاية الصحية في غزة، وما لا يقل عن 435 هجوماً على المرافق الصحية أو العاملين في جميع أنحاء غزة منذ عام 2018.

قال المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في الأراضي الفلسطينية كزافييه جوبيرت: “بعد ستة أشهر من الترويع الذي لا يمكن تصوّره، انهار نظام الرعاية الصحية في غزة بشكل كامل، كما أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يخاطرون بحياتهم يومياً لمنح الأطفال الفلسطينيين فرصة للبقاء على قيد الحياة، فالهجمات المستمرة غير مبرّرة ويجب أن تتوقف، وأن يتمتع الأطفال الفلسطينيون بإمكانية الحصول دون عوائق على الخدمات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم”.