قبل انتخابات الأندية.. هل تتحقق الشراكة الإيجابية بين الداعمين وأهل الرياضة؟
ناصر النجار
ناقش المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام موضوع الشهادة العلمية في انتخابات الأندية القادمة، وتقرّر أن تكون الشهادة الثانوية هي المعتمدة للترشّح بالنسبة لمنصب رئيس النادي، لكن البعض طلب أن يُمنح الداعمون الذين يترشّحون لمنصب الرئاسة استثناء بقبول الشهادة الإعدادية منهم، فبعض رؤساء الأندية الحاليين أو الذين يودّون الترشّح للانتخابات القادمة لا يملكون الشهادة الثانوية.
قبل مناقشة موضوع الشهادة من عدمها، أليس المفترض أن نقاش الجدوى من وجود الداعمين على سدّة قيادة الأندية الرياضية، وألا يفترض بنا أن نقيّم هذه الحالة على ضوء ما حدث في هذا الموسم الذي انتهى، وفي الدورة الانتخابية الحالية على الأقل؟ وألا يجب علينا البحث عن العثرات التي وقع بها هؤلاء، وهل يكفي أن تملك المال لكي تسيطر على الأندية والرياضة فيها؟
الواقع أثبت أن انفراد الداعم وحده بالقرار في الأندية لا يكفي لينجح العمل الرياضي ولتحقق الأندية المطلوب منها، ومن الخطأ بمكان أن يكون الهمّ والاهتمام البحث عن داعمين قادرين على تحمل نفقات الأندية.
لذلك لا بدّ من تأسيس شراكة فاعلة بين أصحاب المال والرياضيين الحقيقين لا يكون فيها القرار والغلبة لأصحاب المال، لأن أنديتنا بعد أن تولّى قيادتها أصحاب المال تراجعت كثيراً واندثرت فيها الكثير من الألعاب الرياضية، فضلاً عن أنها تعاني من العجز المالي والديون المتراكمة. وعلى سبيل المثال، فإن الملفات الخاصة باللاعبين والمدرّبين صارت تعجّ بمكاتب اتحاد كرة القدم، وهي تطالب هذه الأندية بمستحقاتها المالية، أما ملف اللاعبين المحترفين فهو مملوء بالشكاوى التي تحاول الأندية اليوم حلّها بالتراضي، وبعضها صار بين يدي محكمة الكاس التابعة للاتحاد الدولي، وهذا كله بسبب الفشل في قيادة الأندية لأنها تختلف عن قيادة الشركات والمؤسسات التجارية والاقتصادية.
أنديتنا تحتاج إلى فريق اختصاصي بالقيادة الرياضية، وأن يكون معه فريق خبير بالأمور الإدارية والتنظيمية، إضافة لمجموعة من الداعمين، هذه الصورة أقرب للكمال، وخصوصاً إذا كانت القرارات في النادي تؤخذ بالإجماع من خلال المداولة والحوار بما يصبّ في مصلحة النادي ورياضته، ومن هذا المنطلق سنجد أن القرارات ستكون مفيدة ولن يكون فيها أضرار جسيمة تؤذي النادي، لأنها اتخذت وفق دراسة ومستفيضة من كل الجوانب.
الملاحظة المهمّة أن بعض الداعمين أو أغلبهم يقيّد ما يدفعه للنادي على شكل ديون أو قروض، وذلك ليثبّت أقدامه في النادي، وحتى لا يستطيع أحد معارضته أو سؤاله أي سؤال، لأنه في حال مخالفة قراراته قد يطالب بما دفعه وقد يحرج النادي بذلك.
القضية برمتها تحتاج إلى تفكير طويل قبل أن يصل أي شخص إلى إدارة أي نادٍ، وعلينا أن نضع شروطاً تضع في أولوياتها الخبرة وحسن الإدارة والخلق قبل أن يصل من هبّ ودبّ إلى إدارات الأندية.