صحيفة البعثمحليات

مسؤولية الناخب؟!

بشير فرزان 

رغم اختلاف الآراء والرؤى حول نجاعة الإجراءات التي ترافق الانتخابات عادة إلا أن الجميع يتفق على ان المسؤولية الأولى تقع على عاتق الناخب وخياراته، وهذا ما يبدد محاولات البعض بشكل أو بأخر نشر ثقافة الإحباط والتشاؤم، على قاعدة “ما في شي منو آمل!!، والعمل بكل جهد لتمرير هذه الصورة السوداوية إلى الشارع عبر اختلاق الشائعات والطعن في مصداقية ما يحصل ورسم الكثير من الإشارات الاستفهامية التي تطمر أي ايجابية ممكنة، رغم أن صناديق الاقتراع تشكل المعبر الوحيد لآمال المواطن السوري المحكوم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالوعي وإدراك أهمية هذا الاستحقاق الوطني في تجسيد آماله وطموحاته واستعادة حياته التي سرقتها سنوات الحرب وعقوبات “قيصر” الجائرة.

ولا يخفى على أحد أن انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع تشكل أولوية وطنية وقاعدة تأسيسية لاستحقاقات أخرى تحتضن المستقبل السوري بكل تطلعاته، وهي في الوقت ذاته محطة مهمة ومفصل بارز في الحياة الدستورية والسياسية للمجتمع السوري، خصوصاً وأنها تتم في خضم المعركة الوطنية للدفاع عن الوطن وحماية مكتسبات الشعب والإنجازات الكبيرة والعظيمة التي تحققت عبر عقود من النضال الجماهيري على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، والتي شكلت في أحلك ظروف المؤامرة الدرع الواقي والحصين في مواجهة والعصابات الإرهابية الممولة والمدربة اللاهثة وراء سراب تدمير سورية ودفعها للتخلي عن أهدافها وثوابتها الوطنية والقومية.

وطبعاً انتخابات مجلس الشعب التي ستجري غدا تعكس وتؤكد حقيقة الانتصار السوري الذي تم، وهذا ما يشكل الحافز الأكبر لإنجاح هذا الاستحقاق الدستوري الذي مهما شابته العثرات التي تحدث في أي عملية انتخابية، إلا إنه يبين، بما لا يقبل الشك، أن الحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية والإصرار على استمرار الحياة الدستورية رغم كل الضغوط والتحديات ورغم كل الآلام والجراح التي تحملها السوريون في سبيل عزة الوطن وصيانة وحدته واستقلاله، يشكل أهم عوامل الثبات والتحدي في وجه العدوان وداعميه ومنفذيه، ويشكل في الوقت نفسه أحد أهم بشائر النصر الآتي الذي نراه قريباً بهمة وتضحيات وصمود كل السوريين الشرفاء.

ولاشك أن الرهان الآن على وعي المواطن السوري في هذه المرحلية المصيرية، ومساهمته في إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري بالمشاركة الواسعة والمعمقة لاختيار من يرى فيه آماله وطموحاته، سيكون حتما في خانة الرابح، مع ما سيشهده اليوم الانتخابي من مشاركة واسعة واصطفاف جماهيري مع قوائم الوحدة الوطنية التي لا تمثل تطلعات البعثيين فقط بل المجتمع السوري بأكمله، هذا إلى جانب الخيارات الكثيرة التي تعج بها ساحة المرشحين المستقلين والتي تمثل في غالبيتها كفاءات كبيرة في مختلف المجالات.

إن ممارسة الحق الدستوري الانتخابي لايكون إلا من خلال صناديق الانتخاب التي لابد من أن نغذيها بأوراق الاقتراع وبروح المسؤولية والواجب والأمل بسورية الجديدة المعافاة من كل آثار وآلام سنوات العدوان وبالخلاص النهائي من كل مظاهر الفساد والتواكل واللامبالاة ولبناء قطاع اقتصادي قوي بجناحيه العام والخاص.. يضمن ويكرس استقلالية القرار السياسي والاقتصادي وتحسين المستوى المعيشي وتعزيز مقومات الصمود الشعبي في مواجهة كل التحديات المتمثلة بالإرهاب والحصار الجائر وبكل تأكيد صحة الاختيار لأعضاء مجلس الشعب ودعم قوائم الوحدة الوطنية يشكل رسالة قوية للعالم بأن سورية بخير وبأنها وحدها القادرة على تحديد مستقبلها.