لاءات الإدارة الأمريكية بحظر الأسلحة عن “إسرائيل” تتزايد
سمر سامي السمارة
بعد تأكيد مرشحة الرئاسية للانتخابات الأمريكية عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس رفضها الدعوات الواسعة النطاق لفرض حظر على تصدير الأسلحة بغية إنهاء الهجوم المدمر على غزة، أجاب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثية ميلر رداً على سؤال مراسلة الأمن القومي في شبكة “سي بي إس نيوز” أوليفيا جازيس عما إذا غيّر قرار المملكة المتحدة تعليق بعض مبيعات الأسلحة إلى “إسرائيل” موقف الولايات المتحدة بشأن انتهاكات “إسرائيل” الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، أو ما إذا كانت الولايات المتحدة “تعيد النظر في أي من صادراتها من الأسلحة”، بـ كلا، مضيفاً أن هذا القرار اتخذته المملكة المتحدة بناءً على تقييماتها بموجب قوانينها الخاصة، لدينا تقييماتنا التي لا تزال جارية عندما يتعلق الأمر بالنظر في الانتهاكات المحتملة للقانون الإنساني الدولي، مؤكداً أن المملكة المتحدة “تتخذ قراراتها على أساس المعايير المكتوبة في القانون البريطاني، وسوف نتخذ قراراتنا على أساس المعايير القائمة في القانون الأميركي”.
وبالرغم من الانتهاكات الكبيرة الواضحة والمجازر التي ترتكبها “إسرائيل” يرى ميلر إنه من المعقول تقييم ارتكاب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي والذهاب إلى حوادث محددة لإصدار أحكام محددة بشأن تلك الحوادث”.
جدير بالتذكير أن الإدارة الأمريكية بالإضافة إلى تزويد “إسرائيل” بعشرات المليارات من الدولارات على شكل مساعدات عسكرية، تحمي حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي اليمينية المتطرفة بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة من خلال استخدام حق النقض ضد قرارات وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، ما يجعل الولايات المتحدة متواطئة بالإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل”.
تخضع “إسرائيل” حالياً للمحاكمة بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، وقد طلب الفلسطينيون والأمريكيون من أصل فلسطيني وجماعات حقوق الإنسان من محكمة الاستئناف الأمريكية التاسعة في سان فرانسيسكو مؤخراً، إعادة النظر في دعوى قضائية تتهم كبار المسؤولين في إدارة بايدن بالتواطؤ في الإبادة الجماعية، وفي الوقت نفسه، تقدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بطلب للحصول على مذكرات اعتقال تستهدف نتنياهو ووزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بتهمة جرائم التسبب في الإبادة، والتسبب في المجاعة كأسلوب من أساليب الحرب، بما في ذلك حرمان المدنيين من إمدادات الإغاثة الإنسانية، واستهداف المدنيين عمداً في العدوان على غزة.
من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة إن العدوان الإسرائيلي الذي المستمر منذ 333 يوماً على غزة أسفر عن استشهاد أو إصابة أو اختفاء أكثر من 145 ألف فلسطيني، كما أدى الهجوم الإسرائيلي إلى نزوح ما يقرب من 2.3 مليون شخص في غزة ودفع الكثير من غزة إلى المجاعة.
بدلاً من إتباع سياسة مختلفة تجاه “إسرائيل” وسط عزلتها الدولية المتزايدة بسبب حرب غزة، قالت هاريس بشكل قاطع إنها لن تمنع أي عمليات نقل أسلحة إلى “إسرائيل”، ومن المتوقع أن يكون الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، أكثر دعماً “لإسرائيل” حال فوزه فاز بولاية ثانية.