بتكريم محمد الحاج صالح.. انطلاق مهرجان القصة القصيرة في طرطوس
طرطوس- هويدا محمد مصطفى
بحضور مميز للأدباء والمثقفين، انطلقت، أمس الأحد، فعاليات اليوم الأول لـ”مهرجان القصة القصيرة” في فرع اتحاد الكتّاب العرب بطرطوس، وتستمر على مدى أربعة أيّام متتالية.
في البداية، عرّف الأستاذ منذر عيسى رئيس فرع الاتحاد القصة بأنها نوع أدبي أو سرد حكائي نثري أقصر من الرواية، والهدف منه تقديم حدث وحيد ضمن مدة زمنية قصيرة وفي مكان محدّد لتعبّر عن موقف أو جانب من الحياة، موضحاً أن السرد يجب أن يكون متحداً أو منسجماً غير مشتّت، وغالباً ما تكون وحيدة الشخصية، أو شخصيات عدّة متقاربة يجمعها مكان وزمان واحد على خلفية الحدث، كما ذكر تاريخ القصة القصيرة وأشكالها.
وفي اليوم الأول للمهرجان كرّم الأديب الدكتور محمد الحاج صالح، وهو روائي وقاص وفنان تشكيلي وطبيب جراح في اختصاص العيون، ومن ثم قدّمت الأديبة ضحى أحمد الأدباء المشاركين في التكريم وتحدثت عن القصة القصيرة ومقارنتها بالأجناس الأدبية الأخرى كالرواية والمسرح.
وتحت عنوان “أدب الخيال العلمي”، قدّم الأديب غسان ونوس قراءة في المجموعة القصصية للكاتب بعنوان “الحب في عام ٢٠٦٠”، ووجد أن المجموعة بمختلف أحداث قصصها تبين التواريخ بين عام ١٩٨٩-١٩٩٣م، وبيّن أن قصص المجموعة تحتفظ بحيوية مهمّة على الرغم من مرور حوالي ثلث قرن على زمن كتابتها، وأقل من ذلك بقليل، عن زمن صدورها في طبعتها الأولى ١٩٩٣، علماً أنها طبعت ثلاث مرات، آخرها في العام ٢٠٠٠م، وتعدّ رائدة في أدب الخيال العلمي في سورية والتي ما يزال كتّاب هذا الأدب قليلين جداً، ولعلّ أكثرهم أهمية الدكتور طالب عمران، مضيفاً: “جاءت القصص محايدة، لا تفصح عن فحوى القصص، وهذا مهمّ وغالبية الاستهلالات والخواتيم موفقة منها “نهاية الحب” في عام ٢٠٠٠م و”نهاية الإنسان”، ويرى أن المجموعة تظهر تنوعاً في السرد حسب المضمون، بين الحديث العلمي المفهوم، والحديث المشبع بالعواطف والمشاعر، وقد عبّرت اللغة عن ذلك باقتدار.
أما الأديب والمترجم مالك صقور فتحدث عن تزامن هذا الاحتفال مع فاجعة كبيرة، سواء في الأراضي المحتلة أم في الجنوب اللبناني، وذكر أدباء عدة رحلوا وتحدث عن مسيرة الأديب صالح الإبداعية وعن اللقاءات والأمسيات والندوات التي جمعتهم في منزله، موضحاً أن قصصه اتسمت بالواقعية والزمن السردي وقدّم قراءة في روايته “امرأة من صوان”.
وتحت عنوان “ثقافة الانتباه الفني”، قدّم الأديب محي الدين محمد قراءة في أعمال الأديب صالح، فتحدث عن طريقة السرد المختلف وفق بناء الحوادث وتسلسلها والمحاورة التي تقود إلى تلك الأحداث في رواية “صخرة الخلقين” ليؤكد جرأة الألفاظ داخل النسق الحكائي المتماسك في عملية البناء للحدث بمعطيات جادة عبّر عنها الكاتب عبر التكثيف أثناء الحوار بين الشخصيات ونقل أفكار متنوعة دخلت حبكة السرد الموزعة على عملية خلق فني حديث كهمزة استفهام أولى وكانت هي المفتاح الخاص لأحداث الرواية.
في حين قدّم الأديب علم الدين عبد اللطيف قراءة في رواية “صخرة الخلقين” أكد من خلالها أن العمل الناجح هو من يعيش صاحبه دقة التفاصيل من خلال البيئة التي يعيشها والتي قدّمها الكاتب بمقاربات صغيرة ووصف دقيق للرواية، فتناول مسألة المجتمع الذي عاش فيه الكاتب والطفولة والذكريات وقداستها، موضحاً أن الرواية تحمل إرثاً كبيراً.