الرفيق دخل الله: انضمامنا إلى الاتّحاد الدّولي للنّاشرين اعتراف بما لدينا من حرية تعبير ونشر وملكية فكرية
دمشق – نجوى صليبه:
قال الدّكتور مهدي دخل الله: إنّ جهوداً كبيرةً بذلت واستمرّت على مدار خمس سنوات حتى استطاعت سورية الانضمام إلى الاتّحاد الدّولي للنّاشرين ومركزه جنيف، موضحاً: “نحن منذ زمن كنّا نعمل وحدنا، واليوم، صرنا نشتغل بالتّعاون والتّنسيق مع النّقابات خارج سورية” ونحن نعدّ طريقها مفتوحاً أكثر، ولاسيّما أنّنا في عصر أهمّ سمة فيه هي أنّ المجتمعات صار لها دور كبير جدّاً، وهذا في الحقيقة اعتراف مهمّ جدّاً من الغرب بأنّ في سورية حرية نشر وتعبير وملكية فكرية، وهي المشكلة التي يعانيها الغرب كثيراً”.
وأضاف دخل الله خلال حضوره المؤتمر الصّحفي الذي عقده المكتب التّنفيذي في اتّحاد النّاشرين السّوريين لإعلان عضوية الاتّحاد في الاتّحاد الدّولي للنّاشرين بتاريخ 29-9-2022: يجب أن نعترف أنّ الكتاب في تراجع كبير بسبب تقدّم تكنولوجيا أخرى، ففي الوقت الذي نطبع فيه خمسين نسخةً فقط من الكتاب، تطبع الكويت على سبيل المثال خمسين ألف نسخة.. وفي زمن مضى كانت دمشق والقاهرة عاصمتي النّشر العربي وهذا يقلقنا، لكن بجهودكم سيعود للكتاب دوره في المجتمع، منوّهاً بأن لدينا حريّات تعبير جيّدة وليست مطلقة كما في كلّ دول العالم، لكنّها في كثير من النّواحي أفضل من الغرب.
بدوره، بيّن هيثم حافظ رئيس اتّحاد النّاشرين السّوريين أهمية الانضمام إلى الاتّحاد الدّولي، وقال: للاتّحاد الدّولي للنّاشرين مزايا متعدّدة ستفتح أمامنا أهمّ بوابة للعالمية، من حيث إيصال الكتاب السّوري إلى كلّ المحافل الدّولية وإيصال المحتوى السّوري والرّسالة الثّقافية السّورية التي يتضمّنها هذا الكتاب، علماً أننّا خلال سنوات الحرب على سورية لم ننقطع عن المشاركة في المعارض العربية ولا عن إقامة معارضنا المحلية، وكان هناك أبطال في كلّ المحافل على الرّغم من كلّ الصّعوبات التي كانت تواجهنا من حيث الشّحن والصّعوبات في المعارض الدّولية.. اليوم نحن مشاركون كناشرين سوريين في معرض كرانفورات الدّولي.
وأضاف: قد يقدّم الاتّحاد أيضاً ورشاتٍ تدريبيةً وفرصة الانضمام إلى معارض في أوروبا وأمريكا والانضمام أكثر إلى بعض اللجان العاملة في تطوير وصناعة النّشر في العالم، والأمر الأكثر أهمية هو أنّ الاتّحاد يؤسّس أكاديمية للنّاشرين الدّوليين من الممكن أن يدرس أبناؤنا فيها ومن الممكن أيضاً أن يعزّز من مهنية الناشر السّوري.
وبيّن حافظ أنّ الانضمام إلى الاتّحاد الدّولي لم يكن أمراً سهلاً، و”الموضوع ليس تقديم طلب وتلقي موافقة، بل هناك لجنة تسمّى (لجنة العضوية) في الاتّحاد لدراسة واقع وإمكانيات النّشر في سورية، وكنّا نشتغل على موضوع حماية حقوق المؤلف، ونؤسّس لها بالتّعاون مع الجهات المسؤولة ووزارة الثّقافة، وحققنا مراحل متقدّمة، وأمّا حرية النّشر فسورية تمتلك ميزانيةً كبيرةً في موضوع حرية النّشر، وأنا أؤكد على فكرة أنّ حرية النّشر الموجودة في سورية ليست موجودة في مكان آخر”.
وأوضح حافظ أنّ عدد دول الاتّحاد يصل إلى ثمانين دولة، وأنّه لا يعطي العضوية للأعضاء بل يعطيها للاتّحادات والمنظّمات، مضيفاً: الاتّحاد السّوري للنّاشرين السّوريين أُسس في عام 2005، لكن كناشرين سوريين كان لدينا روابط قبل ذلك بكثير وكانت لدينا اللجنة التّحضيرية للنّاشرين السّوريين، ولقد كان لسورية دور أساس في اتّحاد النّاشرين العرب أو إعادة تأسيسه.
وردّاً على من يقول: “إنّ الوقت غير مناسب لانضمام سورية للاتّحاد”، أجاب حافظ: نعم هذا الوقت المناسب، وحضورنا مهمّ جدّاً ويجب أن نؤسس مع الجهات العامّة في مجال النّشر في سورية لتقوية التّرجمة وإنتاج الكتاب السّوري بشكل أكبر وواضح، بحيث نؤسّس للوصول إلى كلّ فرد من أفراد المجتمع السّوري.. هدفنا جميعاً هذه الرّؤية الحضارية لسورية، فصوت سورية في الخارج ليس اتّحاد النّاشرين بل الكتاب السّوري.