رياضةصحيفة البعث

هل يتم تطبيق “الفار” والوقت الفعلي في مباريات الدوري الممتاز؟

ناصر النجار 

من المشاهدات الجديدة في المونديال موضوع التشديد على الوقت الفعلي للمباريات، فبعد أن كانت العادة تمديد الشوط الأول دقيقة أو اثنتين، والشوط الثاني بخمس دقائق على الأكثر، شاهدنا تمديداً كبيراً وصل في بعض الأحيان إلى عشر دقائق وأكثر. 

هذا التغيير استغربه البعض وأنكره البعض الآخر، خصوصاً المنتخبات المتضررة من الوقت الزائد، لكن الكثير من المتابعين من خبراء اللعبة المحايدين أثنوا على هذا التمديد واعتبروه صيحة جديدة في عالم كرة القدم. 

الفيفا بكلّ تعديلاته لقوانين كرة القدم يبحث عن الأفضل ويبحث عن العدالة واللعب النظيف، فعندما سمح باستخدام “الفار” كان الغاية من ذلك الوصول إلى قرارات أكثر عدلاً وخصوصاً في الحالات المؤثرة كالتسلل التي ينتج عنها هدف أو ركلات الجزاء أو البطاقات الملونة، وهذا الأمر ساهم بشفافية المباريات وصولاً إلى قرار تحكيمي أكثر عدلاً وإلى نتيجة تطابق المجريات، فلا تلعب بها صافرة ولا تبدلها راية.

وتمديد الوقت وصولاً إلى الوقت الفعلي جاء رداً على المنتخبات والفرق التي تحاول قتل اللعب بأشكال مختلفة، منها ادّعاء الإصابة أو الاستمهال بلعب الكرة أو البطء في التنفيذ أو تبديل اللاعبين، وشاهدنا بأم أعيننا كيف أن فرقاً أبدعت بهذا المجال. إذ تموت اللعبة تماماً ما إن تسجل بعض الفرق هدفاً في المباراة، وبأساليب تقتل كرة القدم وتغيظ الفرق الأخرى وكل المشاهدين، ولأن كرة القدم لعبة جمالية تبحث عن الأداء والمستوى الراقي وعن النضوج الكروي جاءت هذه الفكرة التي نجحت أيما نجاح في المونديال وأعلنت عدة دول عن استعدادها للتطبيق. 

لو تمّ تطبيق هذه الفكرة على ملاعبنا وفي مبارياتنا، فكم من الوقت ستستغرق مباريات الدوري الكروي الممتاز فقط؟ عملية قتل الوقت هي المبدأ الأساس التي تمشي عليه كرتنا، وكم مباراة لم يُلعب منها بشكل فعلي إلا نصف الوقت، ففرقنا تبحث بالدرجة الأولى عن إضاعة الوقت لتخفيف الضغط عنها في المباريات التي تواجه فرقاً أفضل منها، أو عندما تتقدم بهدف وكأن هذا الهدف هو المباراة وسيصمد للنهاية دائماً. 

إذا أردنا العمل على تطوير كرة القدم وتحقيق العدالة بين الفرق وكبح جماح الشغب، فلابد من تطبيق الفار في ملاعبنا، وهذه الفكرة من الممكن أن يجد لها اتحاد كرة القدم الدعم المناسب، سواء من الأموال المجمدة في الاتحاد الدولي والآسيوي، أو من خلال المساعدة من الدول التي نجري معها اتفاقيات تعاون.

أما موضوع الوقت الفعلي فيمكن تطبيقه بسهولة وبالتدريج ليصبح أمراً فاعلاً، ومن الصواب أن يبحث اتحاد كرة القدم بالأمرين معاً.