مجلة البعث الأسبوعية

الإدارة الناجحة للمنتخبات والأندية أحد مفاتيح تطور كرتنا

البعث الأسبوعية- سامر الخيّر

يتطلب نجاح أي منتخب رياضي منظومة متكاملة فنياً وإدارياً، وخاصةً في عالم كرة القدم حيث باتت الإدارات الناجحة تحصد الإنجاز تلو الآخر، وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك في الأندية الأوروبية الكبرى التي تنهض في ظل إدارة وتعيش فترة من التراجع بإدارة أخرى، والإدارة الرياضية وخصوصاً المتصلة مباشرة بفرق الكرة بالأندية والمنتخبات، تلعب دوراً كبيراً ومباشراً في تحقيق الانتصارات الميدانية، فمهامها لا تقل أهمية إن لم يكن أهم من الجهاز الفني في إعداد فريق قوي من حيث التهيئة النفسية وتعزيز الدوافع المعنوية في مواجهة المنافسات وتقديم عمل متميز في أرض الملعب يقود إلى تحقيق الأهداف الموضوع من قبل الاتحادات.

ومن أبرز مهام الإداري الناجح تقديم الدعم اللوجستي والمعنوي للاعبين والكادر الفني والطبي المشرف على المنتخب، حَيث يعتبر حلقة الوصل فيما بينهم وبين الاتحاد المشرف على المنتخبات أو إدارة النادي بالنسبة للأندية المختلفة، كما يتطلع على كل ما هو جديد في عالم كرة القدم، وتوفير كافة المتطلبات للاعبين من أجود التجهيزات والأجواء الترفيهية التي تحسن من الحالة النفسية للاعب خلال فترة الإقامة والإعداد وما بعدها، كما يشترط أن يكون لديه اطلاع مسبق بكافة الأمور المالية والقانونية والطبية، وعمل الحجوزات المناسبة الخاصة بالمنتخب، إضافةً إلى دوره التوعوي للاعبين بكيفية التصرف الصحيح والتعامل مع بعضهم البعض أو مع الكادر التدريبي، وتقديم النصائح لهم قبل المباراة بما يخص ضرورة التمتع بالروح الرياضية.

وهناك من يفضل أن يكون الإداري لاعب كرة قدم سابق لأنه في هذه الحالة سيكون مشبعاً بالخبرات كونه سبق وأن مر بتجارب المباريات وتعرض للمواقف والمشاكل داخل الملعب خصوصاً في ما يتعلق بحالات الإنذارات والطرد وكذلك فهو حتماً ملم بطبيعة المعسكرات الإعدادية وما يحدث فيها ويعرف كيف يتعامل مع الأمور المتعلقة بهذه المعسكرات من اختيار ملاعب التدريب، ونوعية أرضيتها، ومدى قربها وبعدها من محل الإقامة، وغيرها من التفاصيل الدقيقة ولكنها مهمة جداً.

وعليه قدامى اللاعبين هم أفضل شريحة يمكن أن يتم الاختيار منهم، فالعمل الإداري هو أهم عوامل نجاح كرة القدم فإذا توفرت المعايير المطلوبة من كفاءة وخبرة ومؤهلات أخرى مطلوبة فهذا يضمن التطوير وتحقيق النتائج والأهداف المرسومة، ولكن هذا الكلام يردّ عليه وبقوة بالدراسات والدورات التي تجريها الاتحادات القارية والاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، فما هي المعايير العلمية والعملية الواجب توافرها في الإداري، وهل تحتاج أنديتنا ومنتخباتنا لإداري متفرغ ومحترف أم مجرد موظف أو لاعب سابق يمكن أن يشغل هذا المنصب، وعلى أي مقاييس نختار هذا ونستبعد غيره؟

للإجابة على هذه التساؤلات وغيرها التقت “الـبعث الأسبوعية” بالإداري العام لمنتخبنا الوطني للشباب بكرة القدم أبي شقير، الذي استهل توضيحه بأننا كنا نحزن كثيراً عندما تقع كرتنا بخطأ إداري أو تنظيمي كنسيان جواز سفر لأحد اللاعبين وغيرها لذا التعلم من عثرات الغير أمر ضروري، كما يجب علينا الاستفادة ممن سبقنا وأن ننهل من العلم الجديد، وساعدني عملي كمنسق إعلامي مع منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي والرجال كثيراً، وعملت كإداري عام مع منتخب الشباب الذي شارك في نهائيات كأس آسيا 2012 والذي خرج من الدور ربع النهائي بركلات الترجيح أمام أوزباكستان، وكانت المرة الأخيرة التي نتواجد فيها في العرس الآسيوي قبل أن يتأهل شبابنا العام الماضي، وحظي ذلك المنتخب بدعم الكثيرين وفي مقدمتهم فراس معلا الذي كان وقتها أميناً عاماً للجنة الأولمبية، وكل هذه العوامل ساعدت في إنجاح العمل الإداري.

فالعمل الإداري بحسب شقير هو خبرة متراكمة على مدار السنين فقد اتبعت عدة دورات باسم اللجنة الأولمبية السورية، ورشحت لدورة دبلوم في الإدارة الرياضية بجامعة سيؤول بكوريا الجنوبية، وطبعاً وجود دعم من قبل الأمانة العامة لاتحاد الكرة، فكلنا خلية عمل واحدة لنجاح ليس فقط منتخب الشباب وإنما كل المنتخبات، يساعد في إتمام ونجاح المهام الإدارية.

أما عن مؤهلات الإداري فيؤكد شقير على أهمية اتباع الإداري لدورات آسيوية ودولية في مجال الإدارة فليس بالضرورة أن يكون اللاعب السابق أفضل، فالإدارة علم كبير وهناك أكثر من دورة قارية تقام بإشراف الاتحادين الآسيوي والدولي بإدارة المنظمات والاتحادات الوطنية وهذه الدورات تقدم كمية كبيرة من المعلومات الواجب معرفتها لمواكبة التطور في علوم الإدارة.

وهذا كله يضاف له المهارات الواجب على الدارس أو الإداري اكتسابها كاللغة وإتقان الحاسوب، فهناك دائماً فوارق شخصية، أي يجب أن يكون هناك حدود دنيا بعمل الإداري سواء بالأندية أو المنتخبات.

 

وحول فرص منتخبنا وتأثير الدور الإداري لمنتخباتنا على تطورها ونجاحها في المستقبل، يوضح شقير أن كرتنا ولادة فدائماً هناك أجيال واعدة، والمشكلة هي بالدعم ليس فقط من الاتحاد وإنما من إدارات الأندية، فهي دائماً تركز على فريق الرجال وتهمل باقي الفئات، ومثال ذلك فريق الاتحاد الذي كان بطلاً للدوري يمكننا اليوم أن نحصي على أصابع اليد كم لاعباً من الشباب يلعب مع الفريق الأول، بالرغم من أن شباب الأهلي أبطال الدوري لعامين متتاليين أحدهما دون هزيمة، وهو من صرف مئات الملايين لاستقدام لاعبين من باقي الأندية رغم وجود جيل رائع لديه يستحق إعطاءه الفرصة والوقت.

مردفاً: دائماً أجيالنا بخير ونحتاج لبعض الرتوش من اللاعبين المغتربين وهو ما يعمل عليه المدير الفني للمنتخب الهولندي مارك فوته لاختيار الأفضل والمتاح وطبعاً بحسب المراكز المطلوبة.