قرار عودة النشاط الرياضي بين الإيجابيات والسلبيات واتحاد السلة يقدم المقترح!
البعث الأسبوعية- عماد درويش
أثار القرار الذي اتخذه اتحادا كرة القدم والسلة (اللعبتين المحترفين) بعودة النشاط الرياضي حفيظة الكثير من الأندية فبعضها رأى أن توقيت عودة النشاط ليس في محله خاصة في ظل ظروف المادية الصعبة للأندية وآثار الزلزال الذي ضرب عدداً من المحافظات في السادس من شباط الحالي، في حين رأى آخرون أن الحياة يجب أن تستمر رغم المعاناة ويجب أن تستعيد الرياضة نشاطها.
الاتحاد الرياضي العام كان قد أعلن تعليق جميع الأنشطة والفعاليات الرياضية حتى إشعار آخر، وكرس كل الجهود لمساعدة المواطنين المتضررين من الزلزال.
تعليق واستمرار
إلا أن الحال تغير بين ليلة وضحاها فقد أعلن رئيس اتحاد الكرة رمضان عن استئناف الدوري الممتاز لكرة القدم في الثالث من شهر آذار المقبل، مبيناً في تصريحات له:” القرار صدر عن اللجنة الأولمبية في الاتحاد الرياضي العام شفهياً، بانتظار صدوره بشكل رسمي والإعلان عنه، اللجنة الأولمبية قررت استئناف النشاط الرياضي، بعد أن تم إيقافه في 6 شباط، نتيجة الزلزال المدمر.
وأوضح رمضان أن المباريات ستجرى بدون جمهور، وستتم معاملة نوادي المحافظات المنكوبة كمعاملة باقي النوادي، مشيراً إلى استمرار لاعبي هذه النوادي في التدريب خلال الفترة الماضية دون توقف.
من جهته اقترح رئيس اتحاد كرة السلة طريف قوطرش استكمال نشاط كرة السلة مؤكداً أن الاتحاد سيقوم بإعادة النظر بمسابقاته لهذا الموسم، مع وجود العديد من الاقتراحات والحلول سيتم رفعها للقيادة الرياضة والأندية المعنية لأخذ الموافقة مضيفاً:” يمكن أن نطلق على هذا الدوري بالاستثنائي بما يتماشى مع الواقع والأزمة التي نعيشها، والمقترحات التي تم تقديمها أهمها، إلغاء الهبوط والصعود في أندية الدرجتين الأولى والثانية، مع إمكانية إقامة الدوري هذا الموسم بتجمع واحد في مدينة دمشق، ويكون عبر مجموعتين يترأس المجموعة الأولى فريقا الجيش والوحدة والمجموعة الثانية الاتحاد والكرامة مع الإبقاء على وجود اللاعب الأجنبي وحسب إمكانات الأندية، وستكون مدة هذا الدوري الذي سيكون استثنائياً عشرين يوماً، أما بالنسبة لدوري السيدات فسيكون بالطريقة نفسها مع إمكانية إلغاء الهبوط والصعود في كلتا الدرجتين الأولى والثانية، وحدد موعد عودة النشاط الطبيعي في جميع الفئات في الخامس عشر من شهر آذار القادم، وفي الوقت نفسه قرر إلغاء نسبة 5 بالمائة حصة اتحاد كرة السلة من عقود اللاعبين واللاعبات، وتثبيت كشوف جميع اللاعبين واللاعبات في العام القادم، على أن يتكفل اتحاد كرة السلة بدفع جميع أجور الحكام في جميع الفئات بهدف تخفيف الأعباء المادية عن الأندية
لا للارتجال
هذه التصريحات في اتحادي القدم والسلة والتصور لمواعيد عودة النشاط لمسابقاتهما المحلية بشكل ارتجالي، واجهته انتقادات لاذعة وقاسية بحق بعض “المنظرين” الذين تحدثوا تحت عناوين إنسانية وضغطوا مسابقة الدوري وحددوا موعداً وشكلاً لعودة النشاط بطريقة أقل ما توصف أنها ارتجالية دون أن نسمع عن أي جلسة نقاش لمجلس اتحادهما أو للجان الرئيسية المعنية أو للمعنيين بمفاصل اللعبة.
ولاقت المقترحات التي قدُمت ردود أفعال مختلفة من المعنيين في اللعبتين، فمنهم من رأى أن قرار عودة النشاط فيه تسرع من قيادة الاتحادين المذكورين، ومنهم من أشار إلى أن آثار الزلزال ومفرزاته مازالت ماثلة، ومنهم من يقول لماذا هذا التسرع وإبداء المقترحات في وقت كل ما فيه غير مناسب لنشاط رياضي مهما كانت طبيعته، ومنهم من قال بأن المقترح تفضيل لفريق على آخرين، فردود الأفعال تباينت، وهناك حالة من عدم الرضا عند أغلبية الأندية خاصة التي تضررت بالزلزال.
40 يوماً
نادي تشرين (حامل لقب دوري القدم) أصدر بياناً طالب فيه اتحاد الكرة بتأجيل الدوري، وذكر في البيان ” بناء على المصاب الجلل الذي أصاب مدينتنا بعد الزلزال المدمر، فإننا في مجلس إدارة نادي تشرين وبسبب الظروف الصعبة التي يعاني منها سكان المحافظة عامة وكوادر النادي خاصة وعدم جاهزية الأماكن التدريبية نظراً تخصيصها كمراكز إيواء رسمية، فإننا نطلب تأجيل إقامة أي نشاط رياضي محلي لمدة لا تقل عن 40 يوما”.
من جهته نادي الكرامة علق جميع الأنشطة والفعاليات الرياضية بالنادي حتى إشعار آخر، مع تكريس كافة الجهود لمساعدة المواطنين المتضررين من الزلزال ، وإيقاف كافة المستحقات المالية لكافة الكوادر الفنية والإدارية واللاعبين بكافة الألعاب، وكذلك فعلت الكثير من الأندية.
وجهات نظر
مدرب سلة الجيش هيثم جميل أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن ما تم طرحه من قبل رئيس اتحاد كرة السلة هو مجرد رأي وليس قراراً ملزماً، مبيناً أنه على الجميع الإيمان أن الرياضة ليست تسلية ولعب، بل هي نشاط اجتماعي اقتصادي منتج ويمنح الكثير من العائلات مصدر رزق، مضيفاً: مهمة اتحاد اللعبة تأمين تلك المستلزمات للأندية واللاعبين وعوائلهم، والآن الدوري لا بد من عودته بأي شكل، ولأن الجرح حالياً لم يندمل بعد فبحاجة لبعض الوقت ليلتئم، ومن المتوقع أن يعود النشاط منتصف آذار وفق صيغة جديدة، ومن خلال الزيارة المتوقعة لاتحاد السلة لبقية المحافظات سيكون هناك تصور واضح لألية الدوري الذي سيقام.
أما مدرب رجال سلة تشرين سومر خوري فأشار إلى أن وجهة نظر نادي تشرين في مسألة عودة الدوري وفق نظام التجمع في دمشق، مشدداً على أنه من الممكن ألا يعود النشاط الرياضي للاذقية كما كان عليه، وبحاجة على الأٌقل لأربعة أشهر ليعود ووضع الكثير من اللاعبين مأساوي، حيث خسروا بيوتهم جراء الزلزال، كما أنهم مادياً بوضع سيء للغاية، ولأن الظرف خاص، وليس هناك إفادة فنية لكافة الأندية واللاعبين، وعليه الاقتراح المقدم من اتحاد السلة مرضي لكافة الأندية.