مجلة البعث الأسبوعية

مزاعم رشاوى الحكام تلاحق برشلونة وإمكانية المؤامرة المدريدية واردة!

البعث الأسبوعية- مؤيد البش

يبدو أن المصائب التي تعصف بنادي برشلونة الإسباني لم تعد مقتصرة على الجوانب المالية والديون المتراكمة عليه والتي جعلت تسجيله للاعبين جدد أمراً صعباً ويحتاج لرافعات اقتصادية وموافقات مسبقة من رابطة الدوري ، وذلك بعد أن كشفت تقارير صحفية إسبانية تورط مسؤولي النادي الكاتالوني في قضية رشى للحكام وبمبالغ مجزية.

هذه التهم من شانها أن تعصف باستقرار البلوغرانا كون إمكانية فرض عقوبات كبيرة وارد، خصوصاً بعد أن كان الاتحاد الإيطالي عاقب فريق يوفنتوس بحسم 15 نقطة من رصيده لتلاعبه بسجلاته المالية وهي تهمة أقل خطورة بكثير من دفع أموال للحكام.

تفاصيل إضافية

صحيفة “إل موندو ديبورتيفو” الإسبانية كشفت أن إجمالي مدفوعات برشلونة إلى نائب رئيس لجنة الحكام السابق خوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا وصلت إلى 6 ملايين و659 ألفا و448 يورو، دون ضريبة القيمة المضافة واستمرت منذ عام 2001 حتى عام 2018.

وأشارت ذات الصحيفة أن الأمر الذي أدى لافتضاح القضية هو الفاكس الذي أرسله نيغريرا في 2018 إلى رئيس برشلونة وقتها، جوسيب ماريا بارتوميو مهدداً بالكشف عن جميع المخالفات، بعدما أوقف برشلونة دفعه للأموال من أجل الحصول على المشورة التحكيمية، وجاء نص تهديد نيغريرا إلى بارتوميو “إذا لم يكن هناك اتفاق، فإن جميع مخالفات النادي الكتالوني التي حدثت ستظهر دون اعتبار، لا أعتقد أن فضيحة أخرى ستفيد البارسا”.

استغلال مدريدي

وكعادتها لم تفوت الصحف المدريدية الفرصة للنيل من فريق برشلونة مؤكدة أنه حقق مجموعة من النجاحات بفضل الرشى ودفع الأموال، حيث قامت صحيفة ماركا بمقارنة بين أرقام الغريمين برشلونة وريال مدريد في الفترة التي كان يتم خلالها دفع الأموال لنيغريرا بشكل كبير وتحديداً في مواسم 2016و 2017 و2018.

ووفق الصحيفة فإن النادي الكتالوني نجح في الفوز ببطولة الدوري الإسباني مرتين، فيما حقق ريال مدريد لقباً واحداً، أما بالنسبة لكأس إسبانيا فقد تمكّن البارسا من التتويج باللقب في النسخ الثلاث، وكانت من بين الأرقام المثيرة للجدل، أنّ برشلونة لم تحتسب ضده أي ركلة جزاء لمدة 746 يوماً، وبالضبط خلال الفترة الممتدة بين 14 شباط 2016 و1 آذار 2018، مع العلم أنّ موسمي 2016/2017 و2017/2018 كانا الأخيرين بدون تقنية الفيديو “الفار”.

أرقام وتحكيم

مشكلة برشلونة أن الأرقام التي سجلت في موسمي 2017 و2018 كانت مثيرة للاستغراب، ففي موسم 2016/ 2017فاز ريال مدريد بتلك النسخة لكن برشلونة تحصّل في ذلك الموسم على 9 ركلات جزاء مقابل 8 لريال مدريد، كما لم تحتسب ضده أي ركلة جزاء، على عكس الريال الذي احتسبت ضده 4 ركلات جزاء، في وقت طرد لاعب واحد من النادي الكتالوني ولاعبان من النادي الأبيض، فيما تعرّض للطرد 10 لاعبين من الأندية المنافسة لبرشلونة و4 من منافسي ريال مدريد.

وفي موسم 2017/2018 توج البارسا باللقب وكان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو عدم احتساب أي ركلة جزاء ضده قبل أن ينهي الحكم ماتيو لاهوز السلسلة التي استمرت 78 مباراة بمنح نادي لاس بالماس ركلة جزاء ضد رفقاء ميسي حينها، واحتسبت لبرشلونة 5 ركلات جزاء و2 ضده، كما طرد لاعبان من النادي الكتالوني و4 من منافسيه خلال المواجهات المباشرة. أما بالنسبة لريال مدريد فتحصّل الفريق الأبيض على 10 ضربات جزاء واحتسبت 4 ضده، بالإضافة إلى طرد 4 من لاعبيه و3 من الفرق المنافسة.

شاهد غريب

الفضيحة التحكيمية التي يقوم الاتحاد الإسباني لكرة القدم بالتحقيق في تفاصيلها زاد من إشارات الاستفهام حولها التصريحات التي أدلى بها مدرب البارسا الأسبق أرنستو فالفيردي والذي لم يدافع فريقه بل على العكس فتح باب التكهنات على مصراعيه.

فالفيردي الذي يدرب فريق أتلتيك بلباو حالياً نفى وجود مستشارين يقومون بالحديث مع اللاعبين لتثقفيهم تحكيمياً قبل المباريات في برشلونة قائلاً: “في اتليتك بلباو لدينا تقارير من الحكام تحمل الاحصائيات والاشادات التي يقومون بها ولكن في البارسا كنت لا أراها ولا أعلم عن وجودها”

الإعلام المدريدي اعتبر تصريحات فالفيردي دليل دامغ على إن قصة إن نيغريرا وتعيينه كمستشار تحكيمي لكل فرق برشلونة قصة لتغطية موضوع الرشوة ليس إلا.

توزيع اتهامات

من جانبه تحدث جوسيب ماريا بارتوميو رئيس برشلونة السابق عن القضية خاصة أنه كان رئيس النادي مبيناً على أنه الشخص الذي أنهى العلاقة مع نيغريرا قائلاً:” لم أقابل نيغريرا مطلقاً من قبل، لكن في عهد خوان لابورتا تضاعف راتبه من 150 ألفا إلى نصف مليون يورو، ما يمكنني قوله إن لابورتا ضاعف راتبه 4 مرات بينما أنا من أنهيت العلاقة معه”.

وشدد بارتوميو على أن علاقة برشلونة مع نيغريرا لم يكن لها أي تأثير على القرارات التحكيمية موضحاً:” يبدو كما أن علاقتنا معه كانت بهدف الحصول على المزيد من ركلات الجزاء أو التأثير على قرارات الحكام، لكن هذا الرجل لم يكن له أي تأثير على الحكام”.

عقوبة ممكنة

رئيس رابطة الدوري الإسباني “الليغا” خافيير تيباس نفى المعلومات عن إمكانية هبوط النادي الكاتالوني إلى الدرجة الثانية، موضحاً الحيثيات القانونية للموضوع في تصريح صحفي: “لا يُمكن معاقبة فريق برشلونة رياضياً، لأنه لم تُقدم أي شكوى جنائية ضده وقبل كل شيء الحقائق قديمة جداً، ستُساعد الرابطة المحكمة في التحقيق مع نيغريرا فقط”.

وأضاف تيباس:” يوجد الآن تحقيق في مكتب المدعي العام نحن لسنا جزءاً منه، وهناك فترة 6 أشهر قابلة للتمديد أمام المحكمة، يمكننا التقدم بشكوى لكننا لن نفعل ذلك لأن هذا سيعوق التحقيق، لا يوجد كيان رياضي سواء الليغا أو الاتحاد الإسباني لكرة القدم يمكنه التدخل في التحقيقات أو الإجراءات القضائية”.

الأهم في كلام تيباس تأكيده على أن قضية برشلونة ليست مؤامرة من ريال مدريد فهناك أدلة وحقائق موضوعية يتم التحقيق فيها.