أخبارصحيفة البعث

قوات الاحتلال تعتدي على الفلسطينيين وتعتقل 11 في الضفة

الأرض المحتلة – باريس – تقارير   

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على الفلسطينيين، واعتقالاتها التي شملت اليوم 11 فلسطينياً في الضفة الغربية، كما اعتدى مستوطنون إسرائيليون على ممتلكات الفلسطينيين شرق سلفيت، بينما اقتحم مستوطنون آخرون المسجد الأقصى المبارك، وجرّفت قوات الاحتلال مساحاتٍ من الأراضي الفلسطينية شرق الخليل، كما اقتلعت عشرات الأشجار المثمرة في بيت لحم.

وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم بلدة سلواد في رام الله، واعتدت على الفلسطينيين بالرصاص وقنابل الغاز السام، بينما داهمت قريتي بيتين وأبو شخيدم شرق وشمال رام الله، واعتقلت سبعة شبان بينهم شقيقان، كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طولكرم، وداهمت المنازل في ضاحيتي ذنابة واكتابا ومخيمي طولكرم ونور شمس شرقها وبلدة عنبتا وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، واعتقلت فلسطينياً وهو أسير محرّر.

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الدهيشة وبلدة تقوع في بيت لحم وعدّة أحياء بمدينة الخليل ومخيم العروب شمالها، وداهمت عدّة أحياء وفتشت المنازل وعبثت بمحتوياتها، واستولت على ممتلكاتها، ثم اعتقلت ثلاثة فلسطينيين.

من جهة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال قرى فقوعة وجلبون شمال شرق جنين وزبوبا غربها، ونصبت الحواجز على مداخلها ومنعت الفلسطينيين من الدخول والخروج منها.

وفي مدينة القدس المحتلة اقتحمت قوات الاحتلال عقبة الصوانة وجبل المكبّر وقرية العيسوية، وداهمت عدداً من منازل الفلسطينيين فيها، وعبثت بمحتوياتها وحطمت ممتلكاتهم، وسرقت مبالغ مالية ومركبات منها.

من جهتهم اعتدى مستوطنون إسرائيليون مساء اليوم على ممتلكات الفلسطينيين شرق مدينة سلفيت بالضفة.

وذكرت وكالة “وفا” أن عدداً من المستوطنين اقتحموا بحماية قوات الاحتلال قرية ياسوف شرق المدينة ورشقوا مركبات الفلسطينيين بالحجارة، ما ألحق أضراراً في بعضها.

وأُصيب فلسطيني واشتعلت النيران في مساحات من الأراضي الزراعية في وقت سابق اليوم، إثر اعتداءات مستوطنين على بلدتي الزاوية غرب مدينة سلفيت وترمسعيا شمال مدينة رام الله في الضفة.

جاء ذلك في وقتٍ اقتحم فيه عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته تحت حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال التي فرضت قيوداً مشدّدة على دخول المصلين إليه.

كذلك جرّفت قوات الاحتلال مساحاتٍ من الأراضي الفلسطينية شرق الخليل في الضفة الغربية.

وأفاد منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور بأن قوات الاحتلال اقتحمت الأراضي الفلسطينية في مسافر بني نعيم شرق الخليل، بعددٍ من الآليات العسكرية والجرافات، وجرّفت أكثر من 10 دونمات من الأراضي المزروعة بأشجار حراجية ومثمرة.

وفي سياق متصل، اعتدى مستوطنون على الأراضي الفلسطينية في منطقة السهل الواقعة بين دير شرف وسبسطية وبرقة على الطريق الواصل بين مدينتي نابلس وطولكرم، ومنعوا المزارعين ورعاة الأغنام من العمل في أراضيهم، وذلك تحت حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال، كما اعتدت قوات الاحتلال على أراضي الفلسطينيين في مدينة بيت لحم بالضفة، وذكرت وكالة “وفا” أن قوات الاحتلال اقتحمت الأراضي الزراعية في منطقة خلة القن شرق المدينة، واقتلعت نحو 70 شجرة زيتون معمّرة.

من ناحيتها، أكّدت القوى الوطنية الفلسطينية أن تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ القرارات الأممية، واستمراره بسياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القضية الفلسطينية، والحماية التي توفرها الإدارة الأمريكية للاحتلال، كلها عوامل تشجّعه على التمادي في حربه المفتوحة ضدّ الشعب الفلسطيني.

وشدّدت القوى في بيان لها على أن إرهاب الاحتلال وعصابات مستوطنيه لن ينجح في محاولة فرض وقائعه أمام عزم وإرادة الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه وثوابته ومقاومته الباسلة، من أجل الحرية والاستقلال وحق العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

ودعت القوى إلى المشاركة الواسعة في فعاليات المقاومة الشعبية ضدّ مخططات الاحتلال الاستيطانية، والتصدّي لاعتداءات المستوطنين الإجرامية المتواصلة ضدّ الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم.

سياسياً، طالبت رئاسة السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخّل الفوري، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي، لإلزامه بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تكفل حقوق الشعب الفلسطيني بتجسيد دولته المستقلة على خط الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس.

وأشار المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إلى أن تصريحات نتنياهو التي قال فيها: إن “على إسرائيل قطع الطريق أمام تطلّعات الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة مرفوضة”، مشيراً إلى أن الدولة الفلسطينية قائمة ومعترف بها من أكثر من 140 دولة، وهي بحاجة فقط إلى زوال الاحتلال لتجسيد استقلالها.

وأضاف أبو ردينة: إن الاحتلال واهم إذا ظن أن بإمكانه تكريس الاحتلال عبر مواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني، وتصعيد سياسة القتل والاستيطان وسرقة الأرض وغيرها من الأعمال العدوانية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية، ومنها قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 الذي يؤكّد عدم شرعية عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويطالب بوقفها.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية تصريحات رئيس حكومة الاحتلال التي تمثل ضوءاً أخضر لقوات الاحتلال وعصابات المستوطنين، لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم، وتعميق الاستيطان في عموم الضفة الغربية بما فيها القدس، لتقويض فرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ودعت الوزارة المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية إلى التعامل مع تصريحات نتنياهو بمنتهى الجدية، واتخاذ ما يلزم من عقوبات وضغوط وإجراءات لإجبار حكومة الاحتلال على تنفيذ الالتزامات التي يفرضها عليها القانون الدولي تجاه الفلسطينيين، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.

دولياً، أدانت فرنسا اليوم اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحماية قوات الاحتلال على الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، في قرى وبلدات الضفة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر في بيان: هذا العنف غير مقبول ويجب أن يتوقّف، كما أن الاستيطان غير قانوني بموجب أحكام القانون الدولي، ويغذي التوتر على الأرض، ويشكل عقبة رئيسية أمام السلام.

وأشارت لوجندر إلى أن إعلان سلطات الاحتلال مؤخراً عن إقامة وحدات استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة يُهدد فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة، داعيةً حكومة الاحتلال إلى إعادة النظر في قرارها لإقامة نحو 5 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة.