رياضةصحيفة البعث

بانتظار تحقيق الذهب.. منتخبنا الأولمبي يضع قدماً ثابتة في نهائي الدورة العربية

أثلج منتخبنا الأولمبي لكرة القدم صدورنا عندما استطاع التأهل إلى المباراة النهائية في دورة الألعاب العربية، ليصبح قاب قوسين أو أدنى من تكرار إنجاز عام 1957 عندما توّج بذهبية دورة لبنان، حيث استطاع الفوز في المباراة نصف النهائية على المنتخب السوداني بهدفين نظيفين، ليضرب موعداً منتظراً مع المنتخب السعودي للمرة الثانية في هذه البطولة بعد أن تعادلا إيجاباً بهدف لكلّ منهما في دور المجموعات.
فوز أراح منتخبنا، لاعبين وكوادر، بعد كلّ الضغوطات التي تعيشها كرتنا واتحادها، فالوصول للمباراة النهائية إنجاز نوعي قياساً بالنتائج الهزيلة التي تقدمها منتخباتنا كافة، وكالعادة انقسم الشارع الرياضي بين من يرى أن هذا التغيير الإيجابي سببه إرادة اللاعبين ورغبتهم في ترك بصمة قوية في البطولة، وبين من يرجع الفضل إلى المدرّب المصري، وواقع الأمر أنه لا يمكن إنكار أو فصل مجهود أحدهما عن الآخر، فاللاعبون المتواجدون في المنتخب أغلبهم من لاعبي منتخب الشباب الذي خرج بطريقة مخزية من كأس آسيا في آذار الماضي وكذلك من بطولة غرب آسيا منذ شهر، لذا حاولوا تقديم مستوى يغيّر الصورة السلبية لهم خلال مشاركاتهم السابقة، هذا من جهة ومن جهة أخرى طعّم مدربنا تامر حسن المنتخب بأربعة لاعبين رجال أراد كل منهم إثبات جدارته بعد التشكيك بجدوى تواجدهم ومردودهم وتفضيل غيرهم عليهم.
كما تسلّح حسن بالسكوت وعدم الإكثار من التصريحات متعلماً من أخطاء سلفه الذي عرف عنه رفع السقف، فلم يثبت إلى الآن على تشكيلةٍ ثابتةٍ، لكنه وفِّق في اختياراته باستثناء ما أثير عنه حول طريقة إشراكه للاعبنا المغترب هوزان عثمان الذي دخل بديلاً في الشوط الثاني أمام فلسطين ليعود ويخرجه قبل نهاية المباراة بدقيقتين، وفي المباراة الحاسمة أمام موريتانيا أشركه كالعادة وصنع الفوز، والبارحة كان هوزان يعاني من ارتفاع كبير في الحرارة حال دون مشاركته فسارع الجميع إلى توجيه التهم إلى المدرّب.
ورغم أن المدرّب استطاع الوصول للنهائي بتجريب وتغيير عدة أسماء، إلّا أنه لم يحسِّن أداءه وغاب عنه حضور شخصية البطل الذي يستحق التتويج، فلا ننسى أن المنتخبات التي واجهناها تعتبر مغمورة إلى حدّ ما، باستثناء المنتخب السعودي الذي شارك بلاعبين تحت 20 عاماً لإكسابهم الخبرة والثقة. لكن هذا لا يعني أن تحقيق الميدالية الذهبية أمر هيّن، على العكس تماماً فنحن بحاجة ماسة لإنجازٍ بحجم ذهبية الدورة العربية لرفع المعنويات واستعادة الثقة بلاعبينا وكوادرنا حتى ننظر إلى القادمات بعين المتفائل.
سامر الخيّر