صحيفة البعثمحليات

خمسة أشهر وتبعات الزلزال النفسية لا تزال قائمة

دمشق – رحاب رجب

لاتتجرأ ربى بعد مضي أشهر على كارثة زلزال شباط على النوم في السرير، حيث تؤكد والدتها أن الرعب الذي عاشته ليلة زلزال أصابها جعلها ترفض النوم على السرير حيث تنام على الأرض، ورغم التفاف العائلة حولها والنقاش معها حول الأمر، إلا أن الحالة النفسية المرتبطة بالزلزال لم تفارقها حتى الآن.

ولاشك أن حال ربى كحال الكثير من السوريين ممن أصابتهم حالة نفسية من الزلزال الذي ضرب سورية، فماذا يقول الطب النفسي؟

يؤكد خبير الاستشارة والعلاج النفسي مهند الرجو انه بعد الزلزال يأتي اضطراب ما بعد الصدمة، وهو “اضطراب نفسي يمكن أن يتطور بعد تعرض الشخص لحدث صادم”، ويمكن أن تشمل أعراضه “إعادة تجربة الحدث الصادم من خلال ذكريات الماضي أو الكوابيس، وتجنب التذكير بالحدث، والشعور بالخدر أو الانفصال عن الآخرين، والشعور بالقلق الشديد”.

هذا بالإضافة إلى اضطرابات القلق، بما فيها الهلع واضطراب القلق العام، والرهاب المحدد. والتي يمكن أن تشمل أعراضها، القلق المفرط والخوف وتجنب المواقف التي تثير القلق.

منظمة أطباء بلا حدود العالمية قالت: إن أبرز الأعراض الطبيعية التي يمكن أن يعيشها الناجون من الزلازل، ردود فعل لدى البالغين وتشمل (الخوف، مشكلات النوم. الرغبة بتجنب كل ما يمكن أن يذكرهم بالكارثة) وأشارت إلى ردود الفعل لدى الأطفال والتي تشمل (سرعة الانفعال.العدوانية.القلق.الرجوع إلى مرحلة سابقة من الحياة. مص الإبهام، سلس البول…)، أما أبرز الأعراض الشديدة التي يمكن أن يعيشها الناجون من الزلازل (الاكتئاب.الذهان.أعراض جسدية ليس لها تفسير عضوي.اضطراب ما بعد الصدمة. انتكاسات في أمراض نفسية موجودة مسبقا).

وينصح الخبير مهند الرجو أهالي الأطفال المتضررين أو المعرّضين لصدمات نفسية بعدة أساليب لمواجهة الأعراض ودعم أطفالهم في الأوقات العصيبة، وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم بشكل واضح وعدم كبتها. كما تشير الأبحاث إلى أن التعامل مع الأعراض يكون عند حدوثها وخلال أول فترة.