تونسيون ينعون “فتحية”… ناقة تسقي روّاد مقهى منذ 30 عاماً
نعى تونسيون الناقة “فتحية” التي ظلت تسقي رواد مقهى “الصفصاف” التاريخي لما يزيد عن ثلاثة عقود. وأُعلن عن نفوقها رسمياً من قبل العائلة المالكة للمقهى.
و”فتحية” ناقة بيضاء كانت القلب النابض لمقهى “الصفصاف” التاريخي الواقع في مدينة المرسى في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس إذ كانت تتولى تحريك “الناعورة” لإخراج الماء من بئر المقهى الذي خُصّص منذ عقود طويلة لسقي رواد المكان والعابرين من المدينة.
وقال مالك المقهى الشهير سليم البحري إن مقهى الصفصاف ملك عائلي يعود لعائلة البحري منذ ما يزيد عن 200 عام إذ اقتناه جده من البايات الحسينيين وجلب ناقة من الجنوب التونسي أطلق عليها اسم فتحية كُلّفت بتدوير الناعورة لإخراج الماء من بئر يرتوي منها سكان المدينة وزوارها قبل أن تتحول في وقت لاحق إلى معلم سياحي وطني وقبلة للسياح ومشاهير العالم.
ورحلت فتحية بسبب الشيخوخة بعد 32 عاماً من العطاء السخي، سنحتاج إلى بذل جهد من أجل تعويضها بناقة جديدة بذات الطباع والهدوء كما ستحمل خليفتها أيضاً اسم فتحية”، قال مالك المقهى.
ويمثّل مقهى “الصفصاف” أبرز معالم المدينة ويعود تاريخ إحداثه إلى سنة 1860 وكان المقهى في البداية مقصداً لراحة وتلاقي قوافل التجار والمسافرين والرُّحّل الذين تجمعهم مياه البئر وأشجار الصفصاف وظلالها الوارفة، ومن هنا اقترنت تسمية المقهى بالصفصاف.