قادة قمة الـ”بريكس”: نقف ضدّ الهيمنة وندعم التعددية
جوهانسبرغ – وكالات
قدّم قادة مجموعة “بريكس” في كلماتهم جملة واسعة من الاقتراحات لانتقال “بريكس” إلى مستوى جديد من التعاون، بما يخدم قيام عالم متعدد الأقطاب مبني على ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن دول مجموعة بريكس تدعم عالماً متعدّد الأقطاب يحترم القانون الدولي، ويرفض الهيمنة والسياسات الاستعمارية الجديدة.
وقال بوتين في كلمة عبر الفيديو خلال الجلسة العامة لقمة بريكس في جوهانسبرغ: إن “بريكس” تحتل مكانة مهمة على الساحة الدولية، وتعمل على توسيع إمكانياتها وقدراتها لبناء عالم متعدد الأقطاب يحترم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحقوق ومصالح جميع الدول.
وأضاف بوتين: إن المجموعة ترفض الهيمنة وتحارب السياسات الاستعمارية الجديدة التي تسعى للحفاظ على هيمنة الغرب على الساحة الدولية، لافتاً إلى أن هذه السياسات سببت الأزمة في أوكرانيا، حيث دبّر الغرب الانقلاب فيها، وشنّ حرباً ضدّ من رفضوه استمرت ثماني سنوات، وتدخلت روسيا لوقف هذه الحرب ووضع حد للاعتداءات التي يشنها نظام كييف ضدّ المدنيين.
وبين بوتين أن دول المجموعة تعمل بشكل وثيق لتقوية سلاسل الإمدادات والانتقال إلى العملات الوطنية في معاملاتها، والسعي لإنهاء هيمنة الدولار الأمريكي على المبادلات التجارية العالمية، كما تتعاون لتطوير الاقتصاد الرقمي واستخدام الذكاء الصناعي.
وأشار بوتين إلى أن قمة بريكس القادمة ستعقد في مدينة قازان الروسية، وأن من أولويات رئاسة بلاده للقمة وضع خطط تنمية طويلة الأمد وتوسيع التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال وفي جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والرياضية.
من جهته، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الهدف الأساسي لدول بريكس وخاصة في ظل الانقسامات التي يشهدها العالم هو تعزيز التعاون الدولي وضمان التطور وتوفير الاستقرار، مشيراً إلى ضرورة دعم الدول النامية بمواجهة التحديات ومساعدتها لتحقيق التنمية.
ولفت شي إلى أن المجموعة تعمل على زيادة التعاون الاقتصادي وضمان سلاسل الإمدادات وتطوير الاقتصاد الرقمي والإنتاج والصناعة الخضراء وتطوير التبادل التجاري والمالي.
وأشار شي إلى ضرورة الاستفادة من بنك التنمية الجديد وتطوير الإصلاحات في النظام المالي العالمي، وتعزيز التعاون في المجالين السياسي والأمني لتوفير الاستقرار، موضحاً أن دول بريكس تدعم مبدأ التعددية القطبية، وتعمل على تعزيز دور الأمم المتحدة وتحقيق العدالة للعالم أجمع، وتقف ضد التحالفات المغلقة.
بدوره، دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في قمة مجموعة “بريكس” إلى تعاون الدول الأعضاء، في مجالات الفضاء والتعليم والتكنولوجيا.
وأضاف مودي: “اقترحنا تشكيل نظام أقمار صناعية لمجموعة “بريكس”، واستحداث مركز لأبحاث الفضاء، ما سيعود بالفائدة على البشرية جمعاء”.
كذلك شدّد مودي على “ضرورة التعاون في مجال التعليم وتنمية المهارات والتكنولوجيا… لجعل (بريكس) منظمة مستعدة للمستقبل، يجب علينا إعداد مجتمعاتنا للمستقبل”.
من ناحيتها، أعلنت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور عن توصل دول مجموعة بريكس إلى اتفاق حول آليات ومبادئ توسيع العضوية في المجموعة، واعتماد وثيقة رسمية، وتحديد المبادئ والشروط الأساسية لقبول عضوية أي دولة جديدة ترغب في أن تصبح عضوا في المجموعة.
وأشارت باندور إلى أن قادة دول المجموعة سيعلنون تفاصيل الوثيقة التي تم اعتمادها في ختام القمة، مشدّدة على أن “هذا تطور إيجابي للغاية”.