أخبارصحيفة البعث

شولغين يؤكّد على حالة التعاون المثالية بين البعثتين السورية والروسية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية

دمشق – زينب محسن سلوم   

بين الكسندر شولغين، سفير روسيا الاتحادية لدى هولندا والممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أنه منذ بدء عمله لدى المنظمة عام 2015 لاحظ مدى التعاون والتنسيق بين البعثتين الدائمتين لسورية وروسيا لدى المنظمة للتصدي لحملات الكذب وتشويه السمعة الناجمة عن نهج التسييس المتّبع من بعض الدول الغربية.

ولفت شولغين في محاضرة بعنوان “التعاون بين بعثتي سورية وروسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وواقع العمل الحالي في المنظمة” في مكتبة الأسد بدمشق، إلى أنه ممتن لزيارته سورية بموجب دعوة رسمية من وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد.

وتابع شولغين: لقد كانت المحادثات مع الجانب السوري مميزة وبناءة جداً بحضور الوزير المقداد، وتم الحديث عن العديد من القضايا الجيواستراتيجية المشتركة بين البلدين، والمشكلات المشتركة أيضاً وسبل حلها، كما زار القاعدة الجوية الروسية في مطار حميميم، حيث شاهد بأم العين إنذارات لهجمات التنظيمات الإرهابية في محافظةإدلب، كما شاهد صوراً للعمليات العسكرية التي كانت تتم للقوات العسكرية التي انخرطت لمواجهة هذا الهجوم، مؤكداً شعوره بالفخر لما تقوم به قوات بلاده من مساندة للجيش العربي السوري.

إلى ذلك أكد شولغين حالة التعاون المثالية بين البعثتين السورية والروسية لدى منظمة الحظر، والتي بدأت تاريخياً على صعيد الموقف من القضايا على الساحة الدولية، مضيفاً: تقوم الولايات المتحدة بكل ما في وسعها لتكريس نظام القطب الواحد للهيمنة على العالم، في وقت تجتهد فيه لتصوير نفسها على أنها بطلة السلام في العالم، مذكراً بالمقامرة والمغامرة الأمريكية في غزو العراق، وكيف استندت على ذرائع وحجج واهية تتلخص في ادعاء امتلاك الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل، والآن للأسف نرى نتائج رعونة سياسية الإدارة الأمريكية في العراق وليبيا وغيرها من البلدان التي منيت بدمار وخراب هائلين، وأصبحت تشكل بؤراً مظلمة للإرهاب وتنظيماته تهدد كل الدول بما فيا الدول الغربية.

ونوه السفير بأنه منذ عام 2015 قام أعداء سورية باستخدام طرق أخرى لإسقاط الدولة السورية، وأولوا اهتماماً كبيراً بالأنشطة الرامية إلى تخريبها ودمارها، وخاصةً لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، موضحاً أنه توجد وثائق رسمية لدى وزارة الخارجية الأمريكية تقول: إن خط المواجهة الأساسية لديهم في لاهاي بين “الدول المتحضرة” حسب وصف أمريكا لنفسها من جهة، و”الدول البربرية” قاصدةً “سورية وروسيا”، مضيفاً: كانت روسيا وسورية تدافعان جنباً إلى جنب عن مصالحمها المشروعة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وقال شولغين: في عام 2015 كانت منظمة الحظر تتفاخر بـ”المجد الذي حظيت به” من خلال حصولها على جائزة نوبل للسلام لـ”نزع السلاح الكيميائي في الجمهورية العربية السورية” على حد تعبيرها، وبدأ الوضع يتدهور بالتدريج وخاصة عندما حاول الغرب الدفع باتخاذ قرار داخل المنظمة ضدّ سورية، وحاولت أن تتخذ إجراء ضدّ السلطات السورية وكل الدول الحليفة لها، وفي عام 2016 حاولت الدول الغربية اتخاذ قرار لدى المنظمة بشأن الحاجة إلى تفتيش المنشآت على الأراضي السورية بما في ذلك قاعدة حميميم الجوية، ووقفنا عندها جنباً إلى جنب مع الممثل الدائم لسورية السفير بسام صباغ للتصدي لتلك الهجمة الغربية، ما أجج مشاعر الغضب لدى أعدائنا، إلا أن ذلك لم يثنيهم عن متابعة تنفيذ خططهم المعادية لسورية، حيث حاولوا مراراً وتكراراً أذية سورية وروسيا عبر اختيار مقاربات مختلفة لمهاجمة البلدين الصديقين، وللأسف حظيت تلك المقاربات بدعم الأمانة الفنية للمنظمة، ولا سيّما مجموعة من البعثات كبعثة تقصي الحقائق.

وأضاف شولغين: كان هناك فريقان وكليهما خاضعان لقيادة بريطانية، وبالتالي كانت نتائج البعثة سيئة، وللأسف يستشهد بها حتى الآن من يسمّون أنفسهم “أصدقاء الشعب السوري”، مشيراً إلى أنه في عام 2017 قام أعداء سورية بتكثيف استفزازاتهم للجمهورية العربية السورية، وادعوا أنه وقع حادث في شهر نيسان من العام نفسه في منطقة خان شيخون، صوره الغربيون على أنه “هجوم بغاز السارين من الجيش العربي السوري” وفق مزاعمهم وفبركاتهم، وبعد يوم واحد من ذلك بدأ المسؤولون الأمريكيون بتوجيه أصابع الاتهام إلى دمشق دون أي أدلة.

وقال شولغين: لقد تحدثت مع مسؤولة أمريكية رفيعة المستوى وسألتها كيف سمحت واشنطن لنفسها بكيل تلك الاتهامات لسورية دون انتظار نتائج تحقيق لتحديد المسؤولين عما حدث؟، فأجابته بأنه لا يوجد لدى واشنطن أي شكوك بـ”الطبيعة المعادية للإنسان للنظام السوري” حسب تعبيرها.

ولفت شولغين إلى أنه وبعد هذه الحادثة شهدنا مستويات أكبر من التصعيد من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي بعد أن تم عرض صور أمامه لأطفال “متأثرين بغاز السارين” حسب المزاعم اتخذ كعادته قراراتٍ على عجل بمعاقبة دمشق على الفور، بل شنت القوات الأمريكية أيضاً هجوماً صاروخياً “إنتقامياً” حسب وصفهم على دمشق، ناهيك عن جملة من القرارات اتخذت بناء على حادثة “خان شيخون” ضمن المنظمة.

وأضاف شولغين: لفت الخبراء المستقلون لدى المنظمة إلى جملة من التناقضات الشاذة في الورقة “الرابحة” التي استخدمها ترامب وإدارته في كيل الاتهام لسورية، فعلى سبيل المثال الوفاة بغاز السارين تؤدي لتضييق حدقة العين لتصبح بحجم دبوس، بينما أعين “الضحايا المزعومون” في الصور كانت متوسعة بشكل كبير، كما حاول عضو الوفد الروسي السفير إليانوف لفت انتباه أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة طالباً عرض صور الأطفال على شاشة كبيرة لمناقشتها لكشف اللعبة القذرة الأمريكية، مؤكداً خوف الخبراء في المنظمة من التهديدات والضغوط الأمريكية عند إعداد تقاريريهم والتي هي أساساً معدة مسبقاً من الغرب.

كذلك تحدث شولغين باستفاضة عن تفاصيل العديد من الاستفزازات التي حضرتها التنظيمات الإرهابية ضدّ الدولة السورية بالتعاون مع الإدارة الأمريكية ودول الغرب كحادثة دوما وتقرير بعثة تقصي الحقائق، ومحاولة الفرنسيين تمرير قرارات ضدّ سورية بالاعتماد على فيلم “الكهف” ومزاعمه حول حصار الجيش السوري لحلب، فعملت روسيا على المشاركة في إيجاد ترياق للسم الفرنسي، ودعت لعرض فلم وثائقي بعنوان “الطريق إلى النور” أُنتج في دمشق ويحتوي كل ما يدحض مزاعم الطبيبة السورية في فلم “الكهف” وتدمير إدعائتها بـ”وحشية الجيش العربي السوري”.

حضر الندوة مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين الدكتور عماد مصطفى، والسفير ميلاد عطية المندوب الدائم لسورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومدير عام هيئة الطاقة الذرية الدكتور إبراهيم عثمان.