نزار قباني.. قمر دمشق في مئوية مولده
احتفت شركة الغانم للسينما بمناسبة مرور مئة عام على ولادة الشاعر الراحل نزار قباني على طريقتها، حيث أطلقت مؤخراً فيلماً وثائقياً تكريمياً في سينما الكندي بعنوان “قمر دمشق” سيناريو وإخراج نضال قوشحة الذي استضاف في الفيلم عدداً من الشخصيات التي تحدثت عن الإضافات الإبداعية التي حققها قباني خلال مسيرته، حيث تحدث د. محمد رضوان الداية عن الإضافات التي قدّمها نزار قباني لحركة الشعر والنثر، وكيف أحيا بحر الرجز واخترع بحراً شعرياً جديداً، مؤكداً أن قباني من الشعراء الكبار الذين أتقنوا فن الشعر بلغته العالمية عالية القيمة بلغتها وأسلوبها وقدرتها على الوصول إلى الناس انطلاقاً من إيمانه بأن الشعر وضوح وإيجاز وإبداع.
في حين تناول الناقد التشكيلي سعد القاسم الصورة والتشكيل في كتابات قباني، موضحاً أن المحتفى بذكراه أحد أهم الشعراء المعاصرين الذين قدموا صوراً بصرية في شعره..
وكشف المؤرخ الموسيقي أحمد بوبس في حديثه عن نزار قباني في الفيلم عن القصائد التي كتبها خلال مسيرته الإبداعية ولحّنها ملحنون كبار كمحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ومحمد الموجي والأخوين رحباني، وغنّاها كبار المطربين أمثال أم كلثوم ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وزكية حمدان وفيروز وعبد الحليم حافظ وماجدة الرومي ونجيب السراج وخالد الشيخ وكاظم الساهر الذي لحّن له نحو 15 قصيدة. وأشار بوبس إلى أن الملحنين حققوا شهرة كبيرة من خلال القصائد التي لحنوها له وساعدت بفضل بساطتها في تقريب القصائد المكتوبة بالفصحى إلى عامة الشعب.
أما د. مانيا سويد صاحبة دار سويد للطباعة والنشر والتي أصدرت مؤخراً في دمشق كتاباً عنه بعنوان “قيثارة دمشق” فقد قالت في الفيلم إن الكتاب جاء كباقة ورد للشاعر ورسالة وفاء لتجربته والتي تشاركت معه جغرافية المولد في دمشق.
أشهر شاعر عربي
وبيَّن كاتب الفيلم ومخرجه نضال قوشحة أن نزار قباني شاعر سوري عروبي كبير، يصنّفه كثيرون بأنه أشهر شاعر عربي في القرن العشرين، لذلك كان من الضروري الاحتفاء به كقامة أدبية كبيرة بمناسبة مئوية مولده من خلال فيلم وثائقي يمثل طموحاً قديماً جداً بالنسبة لقوشحة، خاصة وأنه شخصياً يميل إلى هذه النوعية من الأفلام الأقرب إلى الحقيقة من الروائية والتي تذهب مباشرة إلى المعلومة والحدث من خلال شاهد أو مرجع أو صورة، موضحاً أنه عندما نضجت فكرته عن الفيلم طرحها على شركة إنتاج محلية سورية وهي شركة سينمائية عريقة عمرها سبعون عاماً، وأسعده أنها تبنّت الفكرة، مشيراً إلى أنه سلط الضوء في فيلمه على النواحي الإبداعية عند الشاعر، مبتعداً عن حياته الشخصية وتفاصيلها لأنها خاصة به، منوهاً بالسعي لمشاركة الفيلم في المهرجانات العربية داخل المسابقات الرسمية، مؤكداً وجوده في مهرجانين حتى الآن لإيصاله إلى أوسع جمهور. وشكر نضال قوشحة الشركة المنتجة متمنياً عودة القطاع الخاص لدعم السينما السورية بالشراكة مع القطاع العام، حيث لا يمكن للسينما في سورية أن تحلّق إلا بهما.
شاعر عروبي
وأوضح ياسر الغانم مدير عام شركة الغانم للسينما أنه سعيد بإنجازه لهذا الفيلم تكريماً ووفاء لشاعر سوري كبير معروف في كل الوطن العربي، وقد كان عروبياً بامتياز، لذلك ما كان يجب أن تمرّ ذكرى مئويته من دون الاحتفال بها، معبّراً عن اعتزازه بأن الشركة صنعت فيلماً تكريمياً عنه وهي التي اعتادت على إنجاز العديد من الأفلام الوثائقية، منها للمخرج نضال قوشحة، إيماناً منها بأهميتها المعنوية وضرورة تقديمها للجمهور السوري والعربي.
يُذكر أن الفيلم صوّر في بيت نزار قباني في مئذنة الشحم، وتخلّله غناء لقصائده بصوت الفنانة غادة عمر، وصاغ الموسيقا التصويرية الفنان عدنان فتح الله، وتولى مهمة المخرج المنفذ خالد فرنجية.
أمينة عباس