حقائق عملت الحروب وعمليات التهجير الإسرائيلية على طمسها خلال أكثر من قرن التاريخ المكتوب للقضية الفلسطينية.. مؤلفات تعيد بناء ذاكرة الأجيال الجديدة
“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا
مع احتدام المواجهات في غزة، تعود القضية الفلسطينية لتفرض نفسها على رأس الأولويات في مختلف دول العالم، وباتت أخبار وصور المجازر والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين وردود المقاومة تتصدر المشهد الإعلامي العالمي، وسط تزايد أعداد المتعاطفين مع نضال الشعب الفلسطيني.
وقد أدى التضليل الغربي وسيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام الغربي الرئيسية، وغلبة خطابات التطبيع على وسائل الإعلام العربي، إلى تراجع الوعي بأساسيات القضية الفلسطينية بشكل غير مسبوق، ما ينذر بتراجع “القضية العربية” بين أبنائها.
وفي مواجهة هذا الكذب والتضليل الممنهج، لا بدَّ من الإلمام بتاريخ القضية الفلسطينية خلال أكثر من قرن مضى.. إليك قائمةً بـ 4 كتاباً سوف تساعدك على الاطلاع على الجوانب التاريخية للقضية الفلسطينية.
1– “معنى النكبة” (قسطنطين زريق)
يعتبر كتاب “معنى النكبة” الذي صدر عن “دار العلم للملايين”، في آب عام 1948، من أوائل الكتب التي بحثت في معنى النكبة، ويتناول أبعادها على الصعيدين الفلسطيني والعربي، كما يستمد الكتاب أهميته من كونه يشكّل أول قراءة لفداحة النكبة وأخطارها وشكل العدو وهدفه في اغتصاب الأرض وتشريد الشعب، وفيه نرى صورة فلسطين في بداية تكوينها الاجتماعي السياسي وهي تواجه عدواً “غزير الموارد وبعيد الأثر”. كما يتناول الكتاب المسؤولية الشاملة التي تقع على عاتق جميع العرب في مواجهة الكيان الصهيوني، والتي تنبأ زريق بأنها ستكون بعيدة المدى، وأن لا يكون كل ذلك مدخلاً لليأس أو التراجع أمام هيكلية الكيان الجديد والدعم الذي يتلقاه.
عمل قسطنطين زريق على تحديد واجب المفكر أمام الحدث الكبير، وكيف يمكن أن يؤطر دوره بما يخدم القضية الفلسطينية، ويحدد شكل المواجهة مع الاحتلال، كما عمل على دور المثقف المهم، وكيف يجب أن يعمل على أفكاره وآرائه، وأن يكون مستعداً للمرحلة الجديدة التي تفرض تحديد أسباب النكبة لإعادة فهمها وشرحها لتحديد مواضع الضعف.
ورأى قسطنطين زريق في النكبة الأزمة التي ستكون بداية للثورة على النفس والاستعداد للتضحية لصناعة الوطن وفهم الحضارة، لأن الصعاب هي التي تصنع صورة الوطن، ولا يمكن أن نحقق ذلك إلا من خلال النضال والتضحية والعمل على مواجهة العوائق والأزمات التي تحد من فكرة وصولنا للوطن.
2– الجذور الاجتماعية للنكبة (أكرم حجازي)
يفنِّد الكاتب أكرم حجازي، من خلال كتابه هذا، أسطورة تخلّي الفلسطينيين عن أراضيهم للصهاينة من خلال دراسة مُعمقَة لأنماط الملكية والإنتاج العربية وطبيعة العلاقة الاقتصادية بين الدولة والمجتمع في فلسطين خلال العهدين العثماني وعهد الانتداب البريطاني، وأخيراً التسلل الصهيوني داخل الأراضي العربية منذ نهايات القرن التاسع عشر ودور الكولونيالية البريطانية في تجهيز البنية التحتية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأراضي الفلسطينية للصهيونية قُبيل النكبة.
3– حرب المئة عام على فلسطين (رشيد الخالدي)
يُصنّف هذا الكتاب، الذي نُشر في أيار 2020، باعتباره واحداً من أفضل الكتب المتعلقة بتاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. ويوضح فيه المؤلف والمؤرخ الفلسطيني الأمريكي، رشيد الخالدي، منذ البداية أنَ إنشاء إسرائيل هو “غزو استعماري استيطاني”، وليس حرباً بين حركتين وطنيتين متنافستين.
يُحدد المؤلف في كتابه 6 لحظات حاسمة في تاريخ الصراع وهي بالترتيب: وعد بلفور عام 1917، وخطة التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1947، وقرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967، والغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، واتفاقيات أوسلو عام 1993، وزيارة أرئيل شارون لـ “الحرم القدسي” عام 2000.
وبينما قدَم الخالدي استعراضاً لوحشية “إسرائيل” على مر السنين، كتب أيضاً بكل ألم عن إخفاقات القيادة الفلسطينية المنقسمة في أغلب الأحيان، لذا يُمثل هذا الكتاب بداية رائعة لمن يريد معرفة المزيد عن القضية الفلسطينية.
4– القضية الفلسطينية (إدوارد سعيد)
يعتبر إدوارد سعيد أحد أكثر المفكرين الفلسطينيين بل والعرب البارزين المعروفين دولياً، وهو ناقد أدبي فلسطيني – أمريكي، وأحد أهم مؤسسي دراسات ما بعد الاستعمار. ويعتبره البعض أحد أهم 10 مفكرين في القرن العشرين.
يناقش إدوارد سعيد في كتابه “القضية الفلسطينية” الصادر في عام 1979 أوضاع الشعب الفلسطيني وتاريخ “النكبة” التي حدثت عام 1948، عندما تم تهجير آلاف الفلسطينيين وتشريدهم في الشتات، وتشويه القضية الفلسطينية في العالم الغربي.
كما يتتبع الكتاب أيضاً تطور الحركات السياسية الفلسطينية، لاسيما “منظمة التحرير الفلسطينية” بقيادة صديقه آنذاك، ياسر عرفات، وتغيّر مفاهيم الجماعات الفلسطينية إزاء مسألة الهوية اليهودية والدولة الإسرائيلية.
5– “تاريخ فلسطين الحديث” (عبد الوهاب كيالي)
يعتبر هذا الكتاب، الصادر، عام 1970، عن المؤسسة العربية للدارسات والنشر، في بيروت، وأعيدت طباعته أكثر من 11 مرة، أول محاولة جادة لتسجيل تاريخ فلسطين اعتماداً على المصادر التاريخية الأولية، بدءاً من بداية الهجرات الصهيونية الأولى لفلسطين في أواخر القرن التاسع عشر، وهو أحد الكتب المركزية لدراسة تاريخ القضية الفلسطينية، ويحاول فيه المؤرخ الكيالي، أحد مفكري القضية الفلسطينية، تلخيص تاريخ فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين، بأسلوب الحقب التاريخية، وقد ركّز على مجرى الأحداث الرئيسية وتفاعل القوى الأساسية في تاريخ فلسطين الحديث، بداية من الهجرة الصهيونية الأولى، عام 1881، وصولاً إلى بداية الحرب العالمية الثانية ونهاية الثورة الفلسطينية الكبرى (1936 – 1939).
ويهدف الكتاب إلى إبراز نضال الشعب الفلسطيني عبر أكثر من نصف قرن، ورصد حقيقة أهداف السياسة البريطانية الاستعمارية والمخططات الصهيونية، لا كمؤامرة ضد شعب فلسطين وحسب بل ضد الوطن العربي بأكمله. وقد استند الكتاب بالأساس إلى الوثائق البريطانية السرية الرسمية وإلى الوثائق الصهيونية السرية، بالإضافة إلى مصادر عربية أولية.
6- “تاريخ الفكر الصهيوني: جذوره ومساره وأزمته” (عبد الوهاب المسيري)
صدر هذا الكتاب عن دار الشروق في القاهرة، عام 2009، وفيه يتناول الدكتور عبد الوهاب المسيري بالعرض والتحليل تاريخ الفكر الصهيوني والحركة الصهيونية وجذورهما في الحضارة الغربية، متتبعاً تاريخ فكرة الصهيونية قبل هرتزل وبلفور، والمراحل التي مرت بها حتى تبلورها في مطلع القرن العشرين؛ ثم يتعرض للجذور الغربية للفكر الصهيوني، مسلطاً الضوء على علاقة الصهيونية بالاتجاهات الفكرية الغربية، كالرومانسية والنيتشوية، وبالحركات السياسية الغربية، كالنازية والفاشية؛ ثم يستعرض أهم التيارات الصهيونية وأوجه الاتفاق والاختلاف فيما بينها، قبل أن يناقش وضع الصهيونية حتى بدايات القرن الحالي، وموقفها من الجماعات اليهودية في العالم، وملامح أزمتها التاريخية.
7– “الكفاح المسلح والبحث عن دولة: الحركة الوطنية الفلسطينية (١٩٤٩-١٩٩٣)” (يزيد صايغ)
صدر هذا الكتاب للمرة الأولى باللغة الإنجليزية عن “أكسفورد”، قبل أن تتم ترجمته من قبل مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت، عام 2002، وفيه يتناول الدكتور يزيد صايغ مرحلة كاملة من تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، من قيام “دولة إسرائيل” سنة 1948، حتى عقد اتفاق أوسلو عام 1993.
وخلافاً للأطروحات المعهودة، يؤكد الكتاب أن المسار السياسي للشعب الفلسطيني فيما بعد النكبة، بما فيه بروز حركات سياسية منظمة مسلحة، وغير مسلحة، وانصهارها على مدى سنوات تحت مظلة واحدة هي منظمة التحرير الفلسطينية، لا يمكن فهمه إلا بدراسة الآلية المركزية التي نظمت هذا المسار، وهي بناء المؤسسات السياسية، حتى في غياب القاعدة الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية المستقلة.
ويحاول الكتاب طرح أهمية الكفاح المسلح في السياق السياسي الفلسطيني، من خلال إبراز دوره في إعادة الشخصية والهوية الوطنية الفلسطينية، وتقديم تصور جديد للفلسطيني، وهو أنه ليس الهائم على وجهه، بل هو ثائر مناضل مجاهد. كما لعب الكفاح المسلح دوراً حاسماً وحيوياً في عملية بناء الدولة الوطنية الفلسطينية.
8– “المقاومة الشعبية الفلسطينية تحت الاحتلال: قراءة نقدية وتحليلية” (ليندا طبر وعلاء العزة)
هو أحد الكتب المحورية التي تناولت المقاومة الشعبية الفلسطينية بالدراسة والتحليل، وهو من تأليف الأكاديمييْن الفلسطينييْن ليندا طبر وعلاء العزة، وصدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت عام 2014. ويحاول هذا الكتاب تسليط الضوء على السياق التاريخي الذي أنتج تجارب الانتفاضات الفلسطينية، وفهم العوامل التي ساهمت في تشكل هذه التجارب، وتوضيح أهميتها ومدى ارتباطها بواقع اليوم وإمكان إعادة الاعتبار إليها. وقد تم التركيز على مفهوم المقاومة الشعبية ضمن السياق التاريخي الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
وتوصل الكتاب إلى أن الانتفاضة الأولى (1987) لم تكن مواجهة مباشرة مع جيش الاحتلال فقط، بل أيضاً عملية شمولية ذات أنماط مقاومة متعددة. وقد تم إدراك هيمنة خطاب السلطة الفلسطينية على الانتفاضة الثانية (2000) الذي حوّلها إلى مجرد أداة لتحسين شروط التفاوض. وبذلك، أصبح الواقع الفلسطيني محصوراً بين خيارين: إما الخضوع لسياسة العمليات العسكرية والاستشهادية كغاية بحد ذاتها، أو سياسة أوسلو التي أصبحت قيداً آخر لا يقل وطأة عن القيد الإسرائيلي. ثم يحاول الكتاب استشراف مستقبل المقاومة، بعد اندلاع الانتفاضات العربية، والتي كانت أبرز نتائجها إعادة السياسة إلى الجمهور الفلسطيني باعتباره ذاتاً فاعلة، لا موضوعاً للعمل السياسي.
9– “القضية الفلسطينية” (أكرم زعيتر)
يقرأ أكرم زعيتر في كتابه الصادر عن دار المعارف في مصر، سنة 1955، تاريخ القضية الفلسطينية بترتيب يعيد صورة البلاد من خلال سرد حكاية نشوء القضية الفلسطينية وتغير أنظمة الحكم فيها، كما يسلط الضوء على تاريخ فلسطين حتى الحركة العربية في فلسطين بما فيها من منظمات واتفاقيات ووعود، ليرصد بعدها أهم التغييرات السياسية والحركات العربية التي عملت على مواجهة الانتداب البريطاني والصهيونية.
ويعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب التي جمعت المنظمات والمؤتمرات والإجراءات التي عملت على تفاصيل التطورات التي حدثت في تاريخ فلسطين من خلال توثيق المنظمات واللجان التي تشكلت لمواجهات التحديات اليومية التي كان يعيشها الشعب الفلسطيني، ورصد بدايات النضال الفلسطيني ضد الإنجليز والصهيونية، وتطور أساليب النضال من خلال دراسة الإضراب الكبير ومزايا ثورة عام 1936، والدور االذي لعبته الدول العربية في هذه المواجهة، وانتقال القضية إلى هيئة الأمم المتحدة والإرهاب اليهودي الذي كان يمهد للنكبة الفلسطينية.
يدرس الكاتب القضية الفلسطينية حتى الكارثة الفلسطينية بأسبابها البعيدة والقريبة، ودور الدول العربية ومواقفها.
10– سلسلة “النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود” (عارف العارف)
تبقى سلسلة كتب “النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود”، التي صدرت عن دار الهدى بين سنة 1956 و1958، من أهم المراجع التاريخية الموثوق بها التي تتحدث عن النكبة الفلسطينية، وذلك لأسباب كثيرة ولكن الأهم فيها هو أن كاتبها عاش النكبة بكل تفاصيلها وتفاعل معها بشكل يومي من خلال تنقله بين رام الله والقدس، ومن خلال تسجيله الدقيق لروايات النكبة، وأحداثها بموقع الشاهد الدقيق والموثق لأهم وأبرز مجرياتها.
القيمة الحقيقية للسلسلة تكمن في كونها تفصيلية، توثق الإجراءات السياسية والاجتماعية التي حدثت في فلسطين منذ اليوم الذي صدر فيه قرار التقسيم 29 كانون الثاني عام 1947 إلى اليوم الذي انتهى فيه الانتداب 15 أيار 1948، وانسحاب الجيش البريطاني، ومعنى هذا القرار والفوضى التي شملت البلاد منذ إقراره وما واكب ذلك من قتل وتدمير ونسف وحرق ممنهج.
11– “الفكر السياسي في فلسطين” (علي محافظة)
يعالج كتاب “الفكر السياسي في فلسطين”، الذي صدر عام 1989 عن مركز الكتب الأردني، الأفكار والمواقف السياسية المتصلة بالأحداث العربية والفلسطينية والإسلامية منذ الحكم العثماني حتى نهاية الانتداب البريطاني، كما يدرس الاتجاهات السياسية والعالمية وردود الفعل حولها بعد الأزمات والوعود البريطانية في فلسطين، ويضيء على العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت على هذه المواقف، وعملت على تأجيلها أو تغيير مسارها، كما يدرس الدوافع التي أثرت على الكثير من المواقف السياسية، ويعيد إبراز المتغيرات الفردية والأسرية والدينية والقومية التي دفعت الجماعات الفلسطينية المختلفة لتغيير مواقفها السياسية، وتقرأ أحداثها اليومية وأزماتها بطريقة مختلفة عبر التاريخ السياسي لفلسطين، ويدخل في تفاصيل الحدث الذي غير وجه فلسطين والمنطقة في مختلف المراحل التاريخية.
ويرى الكاتب أنه لا يمكن دراسة التاريخ السياسي الفلسطيني دون دراسة المتغيرات والدوافع التي أثرت على أخذ القرارات الكبيرة في تاريخ فلسطين، وقراءة الفكر المحرك للحركة الوطنية الفلسطينية وقادتها السياسيين والعسكريين ومفكريها والمؤثرين في حركة سيرها.
12– “إسرائيل الكبرى والفلسطينيون: سياسة التوسع (1967-2000)” (نور الدين مصالحه)
نُشر هذا الكتاب للمرة الأولى باللغة الإنجليزية، وهو من تأليف الأكاديمي الفلسطيني نور الدين مصالحه، وقد ترجمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2001. ويستعرض الكتاب تاريخ السياسات الإسرائيلية التوسعية الهادفة إلى طرد السكان الأصليين، مُركِزاً على الفترة الممتدة من حرب حزيران 1967 حتى نهاية القرن الماضي. ويوضح أن الصراع المحتدم بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود كان جوهره دائماً الأرض والسكان والمياه. وفي عرضه لهذه الأفكار وتاريخها يوثق الكاتب اتجاهات القمع والطرد والمصادرة لدى الدولة الإسرائيلية، ويكشف، بالتفصيل، عن النزعات التوسعية الكامنة في التيارات الصهيونية العمالية وفي التيارات الدينية واليمينية على حد سواء.
13– “الموجز في تاريخ فلسطين السياسي” (الياس شوفاني)
تأتي أهمية كتاب “الموجز في تاريخ فلسطين السياسي”، الذي صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية لأول مرة عام 1996، من كونه مخلصاً لدراسة مراحل متداخلة ومعقدة من حياة فلسطين، وما فيها من تناقضات وشعوب ومجتمعات مرت عليها، ويعود لدراسة الحقب التي توالت فوق الأرض الفلسطينية بطريقة كثيفة ودقيقة. واعتمد الياس شوفاني المختص في تاريخ فلسطين وقضيتها في كتابه على عرض شامل للتاريخ الفلسطيني السياسي والمجتمعات والأزمنة التي عاشتها فلسطين حتى النكبة الفلسطينية، وقدم شرحاً لمرحلة ما قبل التاريخ ومراحل التاريخ الأولى التي تعتبر مرجعاً مهماً للباحثين والمختصين، حتى بناء المدن ودخول الفتح العربي على المنطقة، لذلك يعتمد على الكتاب في القراءة الشاملة لحياة فلسطين الكاملة، ، كما يدرس مرحلة الانتداب البريطاني والمشروع الصهيوني وما فيه من صراع من أجل فلسطين.
14– “دروب المنفى – الوطن في الذاكرة” (فيصل حوراني)
تركز شهادة الباحث فيصل حوراني التي صدرت أول مرة عام 1994، وأعيد نشرها من قبل مؤسسة شمل ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، على التاريخ الشفهي الفلسطيني، وإبراز الرواية الفلسطينية للأحداث بلغة تقترب من الأدب، ولكنها تركز على واقع الأحداث والتوثيق الحقيقي لمجريات الأزمات على المجتمع الفلسطيني، منذ أواخر ثلاثينيات القرن العشرين حتى أواخر السبعينيات منه، بأسلوب يرسم الحياة الفلسطينية ويستخدم سلاح الذاكرة والكلمات التي تعيد بناء الوطن من خلال رواية أحداثه.
ما يضيفه الكتاب هو رواية الناس لما جرى حول النكبة، عن طريق سرد شهادة عايشها الكاتب وتعامل معها، وهذه الاستعادة يمكن أن تكون المثال الحي لاستنطاق الذاكرة وإعادة بناء القرى التي دمرها الاحتلال، من خلال الحديث عنها ونقل أحداثها وما جرى فيها، فلا يعيد الكتاب واقع القرارات السياسية بقدر ما يدرس أثر التطورات السياسية وتبدل السياسية على الحياة الفلسطينية.