مجلة البعث الأسبوعية

“ازدحام وانتظار طويل وكثرة الأعطال” مشاكل قديمة جديدة للصرافات الآلية في حمص

البعث الأسبوعية –  نبال إبراهيم

باتت مشكلة الازدحام و الانتظار الطويل أمام الصرافات الآلية أو تعطلها وتوقفها عن العمل تتفاقم بعد يوم وعاماً بعد عام دون إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة التي تعتبر قديمة وجديدة بذات الوقت، ولعل مشاهد الازدحام والانتظار والجلوس على الأرصفة بجانب الصرافات الآلية أصبحت ظاهرة شبه يومية في المحافظة وتتكرر بشكل شهري مع كل راتب جديد بشكل تدعو للاستغراب والاستهجان !

شكاوى مواطنين

شكاوى كثيرة من أهالي محافظة حمص (مدينة وريف) تصل بين الحين والآخر إلى “البعث الأسبوعية” ولاسيما من شريحة الموظفين والمتقاعدين، تتحدث بمجملها عن معاناتهم من الانتظار الطويل والازدحام الكبير على الصرافات الآلية للحصول على معاشاتهم الشهرية، وعودتهم في كثير من الأحيان إلى منازلهم بدون قبض رواتبهم وتكرار هذا الأمر لعدة أيام متتالية قبل الحصول على معاشاتهم.

وبين عدد من المشتكين أن المشكلة لا تقتصر على الازدحام والانتظار، وإنما أيضاً على كثرة تعطل هذه الصرافات وخروجها عن الخدمة في كثير من الأحيان من جهة، وخلوها من النقود في كثير من الأوقات من جهة أخرى، الأمر الذي يدفع المتعاملين معها بعملية بحث طويلة عن صراف يعمل في كل شهر، لافتين إلى أن مشكلة الصرافات أصبحت شغلهم الشاغل وباتت معروفة للقاصي والداني على “حد تعبيرهم”.

وتساءل المشتكون هل عجزت الجهات المعنية عن إيجاد الحل لهذه المعضلة منذ عدة سنوات مضت؟ مستهجنين تجاهل المعنيون لهذه المشكلة أو عدم قدرهم على حلها، وما تسببه من معاناة للمتعاملين معها بشكل بات الأمر يزعجهم و يؤرق مضاجعهم.

أسباب المشكلة

من جهتهم عزا عدد من مديري المصارف بالمحافظة أسباب ذلك إلى الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي وعدم القدرة على تشغيل المولدات إلا ضمن أوقات الدوام، بالإضافة إلى مشاكل شبكة الانترنت وأخرى تتعلق بالبرمجة في بعض الصرافات جراء تغيير فئات النقود، علاوةً على أن انقطاع الكهرباء وإيصالها بشكل متقطع يتسبب بإتلاف قطع في الصرافات وتعطلها مراراً وتكراراً بعد إصلاحها جراء الترددية الكهربائية.

حلول

بدوره أكد رئيس نقابة عمال المصارف في اتحاد عمال حمص سمير البارودي أن الانقطاع الطويل للكهرباء وغياب شبكة الانترنت ينعكس سلباً على عمل الصرافات، حيث أن الصراف الذي لا يغذى بالتيار على مدار الساعة سيشهد ازدحام في أوقات إيصال الكهرباء، منوهاً إلى أن شبكة الإنترنت في فروع المصرف التجاري سيئة جداً ولا تلبي المطلوب ولا بد من تحديثها أو تغييرها.

وأشار البارودي إلى أن الحل الأجدى لمشكلة انقطاع الكهرباء هو بتركيب منظومة طاقة شمسية للصرافات الموجودة في مناطق تقنين طويلة للكهرباء، أو إعادة تموضع الصرافات في المناطق التي يصلها التيار الكهربائي على مدار الساعة بالقرب من المشافي ومحطة الكهرباء وغيرها، مشيراً إلى أن عمليات صيانة الصرافات متواضعة ولا تلبي الحاجة باعتبار أن قطع الغيار قليلة ويصعب تأمينها جراء الحصار الجائر المفروض على القطر.

ربط الصرافات

وكشف البارودي أنه تم مؤخراً صدور قرار بربط الصرافات العامة لدى المصارف الحكومية بصرافات المصارف الخاصة بهدف تخفيف العناء على المواطنين المتعاملين مع الصرافات وإيجاد حل وإن كان جزئياً للمشكلة، منوهاً إلى أن عملية الربط تمت منذ فترة قريبة وتم العمل بها وبات بإمكان أي متعامل مع صرافات المصارف العامة التعامل مع الصرافات الخاصة مقابل عمولة رمزية يتحملها المتعامل، مشدداً على ضرورة رفع قيمة السحب في الصرافات الخاصة بحيث يمكّن الموظف من سحب كامل راتبه بدفعة واحدة.

أرقام

وفي ختام حديثه بين رئيس نقابة عمال المصارف أن إجمالي عدد الصرافات الكلي في محافظة حمص (مدينة وريف) يبلغ 38 صرافاً منها حوالي 19 صرافاً بالخدمة حالياً و19 صرافا خارج الخدمة حالياً بعضها قيد الإصلاح، بالإضافة إلى وجود جهازي ubs، لافتاً إلى وجود نقص في عدد الصرافات الآلية بالمحافظة حيث أنه لم يتم تركيب أي صراف جديد منذ أكثر من عامين، وذلك بعد أن تم حينها تركيب 11 صراف لفروع العقاري و التجاري.