في اليوم العالمي لها.. لغة الضّاد السيّدة ونصف لغات العالم في طريقها للاندثار
البعث الأسبوعية ـ أمينة عباس
تحت شعار “العربية لغة الشعر والفنون”، احتفلت الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” باليوم العالمي للّغة العربية الذي يصادف يوم 18 كانون الأول، وقالت اليونسكو في موقع الأمم المتحدة: “اللغة العربية اشتهرت منذ زمن بعيد بمساهمتها في الشعر والفنون، وهي لغة ذات قوّة راسخة وأبدَعت آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب”، مشيرةً إلى أن الاحتفال هذا العام يتزامن مع الذكرى السنوية الخمسين لإعلان اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة، ومؤكدةً أن الهدف من اليوم العالمي للّغة العربية لعام 2023 هو إبراز أهمية اللغة في لم الشمل لإجراء حوار بَنّاء بين الثقافات، وتشكيل التصورات، وتعزيز التفاهم في المشهد العالمي الحالي الذي يتسم بالشكوك والاضطرابات.
لغة الضاد
اعتُمد يوم 18 كانون الأول يوماً عالمياً للّغة العربية لكونه اليوم الذي اتّخذت فيه الجمعيّة العامة للأمم المتحدة في العام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغةً رسميةً سادسة في منظمة الأمم المتحدة نظراً لكونها واحدة من أكثر لغات العالم انتشاراً ومن أكثر اللغات السامية تحدثاً، حيث يتحدث بلسانها أكثر من أربعمائة وخمسين مليون شخص حول العالم وهي من أعرق وأثرى اللغات التي عرفتها البشرية لكثرة الروافد والطرائق التي تغذيها وتسمح لها بالتوليد والإضافات مثل القياس والاشتقاق والنحت والتعريب، وهي تتكون من 28 حرفاً، ويبلغ عدد مفرداتها 12 مليون كلمة من دون تكرار، بينما-على سبيل المثال- لا يتجاوز عدد مفردات اللغة الفرنسية 150 ألفاً، والروسيّة 130 ألفاً، والإنكليزية الأكثر انتشاراً عالمياً 600 ألف، ما يعني 25 ضعف عدد مفردات اللغة الإنكليزية، وهذا ما جعلها من أكثر اللغات التي لم تخذل عاشقاً ولا محارباً ولا مقاتلاً ولا صاحب فخر ولا مادحاً ولا راثياً، وسميت بـ”لغة الضاد” نظراً لكونها اللغة الوحيدة التي تحتوي على حرف الضاد، وقال عنها أمير الشعراء أحمد شوقي: “إن الذي ملأ اللغاتِ محاسناً.. جعل الجمال وسرّه في الضاد”.
25 ألف كلمة إنكليزية ذات جذور عربية
تذكر المصادر أن نشأة اللغة العربية كانت في شبه الجزيرة العربية، وقد امتدّت رقعة المتحدّثين فيها من القبائل البدوية بداية من غرب الجزيرة العربية إلى منطقة بلاد ما بين نهري دجلة والفرات، وإلى جبال لبنان غرباً، وإلى سيناء جنوباً، ثم بدأت هذه اللغة بالانتشار بشكل واسع في المناطق الغربية لطرق الحرير، حيث ساهم التجار والعلماء العرب بشكل كبير في انتشارها من خلال ترحلهم عبر طرق الحرير، الأمر الذي أدى إلى تعزيز نشر لغتهم في المناطق المختلفة التي وصلوا لها، وعندما مرّت أوروبا بـعصر الظلمات خلال القرن ١٥ الميلادي كانت اللغة العربية لغة العلم والمعرفة، حيث كانت النهضة العربية والإسلامية في أوجها، فتعلم الغرب ونقل من العرب العلوم والمعارف، وهو ما يفسر كثرة المصطلحات والمفردات التي يستخدمها الغرب اليوم من أصل عربي، منها – على سبيل المثال لا الحصر- الكيمياء والكحول والجبر والخوارزمية والسكر والجمل والكهف، وبحسب ما ورد في كتاب “10 آلاف كلمة إنكليزية من أصل عربي” الصادر في عام 1977 للدكتور سليمان أبو غوش هناك كثير من الكلمات العربية التي تأثرت فيها الحضارة الغربية ودخلت بقوة في أبجديات اللغات الأجنبية، لتؤكّد أهمية اللغة العربية وقدرتها الكبيرة على التعبير والتأثير، وهو ما أكده أيضاً البروفيسور العراقي مهند الفلوجي في معجمه “الإنكليزي الجديد” الذي نشره عام 2017 وجاء فيه أن نحو 25 ألف كلمة في اللغة الإنكليزية ذات جذور عربية.
بعض مؤسسي علوم لغة الضاد
ملك النحو
يُعد أبو الأسود الدؤلي أول من وضع علم النحو في اللغة العربية وشكّل أحرف المصحف ووضع النقاط على الأحرف العربية بأمر من الإمام علي بن أبي طالب، ولُقّب بـ”ملك النحو” وهو أول من ضبط القواعد فوضع باب الفاعل والمفعول به والمضاف إليه وحروف النصب والرفع والجر والجزم، واختلفت الأقاويل حول سبب وضعه لعلم النحو، لكن الأشهر من بينها أنه وضعه بأمر من الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، لمّا سمع أخطاء غير العرب في نطق اللغة، ومن هنا بدأ الدؤلي في تشكيل اللغة، وحين عرضها على الإمام استحسنها وقال له: “ما أحسن هذا النحو الذي نحوت” فسُمي النحو نحواً.
علم العَروض
الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري من أئمة اللغة العربية والأدب العربي، فقد وضع علم العَروض الذي يعتمد عليه الشعر العربي، حيث عكف على قراءة أشعار العرب ودرس الإيقاع والنظم فيها ورتّبها حسب أنغامها، كما تمكّن من ضبط أوزان 14 بحراً يقوم عليها النظم حتى الآن.
إمام النحاة
عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي ولقبه سيبويه، وهو إمام النحاة وأول من بسط علم النحو الذي أخذه عن الخليل بن أحمد الفراهيدي.
أعظم نحوي
محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني المعروف بابن مالك، عالم لغوي ولِد في الأندلس، ويُعد أعظم نحوي في القرن السابع الهجري ومن أشهر مؤلفاته الألفية المعروفة بـ”ألفيه ابن مالك”، وكان إماماً في النحو واللغة وعالماً بأشعار العرب والقراءات ورواية الحديث.
علم البلاغة بمفهومها الحديث
أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن الجرجاني، نشأ ولوعاً بالعلم، مُحباً للثقافة، فأقبل على الكُتب يلتهمها، ولاسيّما كتب النحو والأدب، لذا يُعد المؤسس الفعلي لعلم البلاغة بمفهومها الحديث، كما يعدّ كتاباه “دلائل الإعجاز” و”أسرار البلاغة” من أهم الكتب التي ألّفت في مجال علم البلاغة.
شعراء تغنّوا باللغة العربية
دافع كبار الشعراء العرب عن اللغة العربية ضد الهجمات المتتالية عليها من قبل أعدائها الذين لم يألوا جهداً في عداوتها والإساءة إليها والإضرار فيها، فتغزّلوا بها وبجمالها، وأشهر تلك القصائد قصيدة شاعر النيل حافظ إبراهيم “اللغة العربية تنعى حظها” التي يقول في مطلعها على لسان اللغة العربية: “رَجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ حَصاتي/ وَنادَيتُ قَومي فَاحتَسَبتُ حَياتي/ رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني/ عقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي/ وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي/ رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدْتُ بَناتي/ وَسِعْتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً/ وَما ضِقْتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ/ فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ/ وَتَنسيقِ أَسْماءٍ لِمُختَرَعاتِ/ أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ /فَهَل سَاءلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي”..
كما نظم أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة جلا فيها جمال اللغة العربية منشداً: “إن الذي ملأ اللغات محاسناً/ جعل الجمال وسره في الضاد، ويراها خير رابط بين العرب: ويجمعنا إذا اختلفت بلاد/ بيان غير مختلف ونطق”، كما أنشد شاعرنا سليمان العيسى “لغتنا العربية تنشد”، حيث يقول على لسانها: “أنـا مـا بَرِحْتُ.. تألُّقـاً وسَـنَا/لُغَـةُ العُروبــةِ والبَقَـاءِ أنَـا/ عُمْرِي هُوَ التـاريخُ.. لاتَسَـلُوا/ عـن مَوْلِدي.. في فَجْرِهِ اقْتَرَنا، ضِــعْتُمْ عَنِ الدُّنيـا.. وضَيَّعَني/ عَنـكُمْ سَـوَادُ الليـلِ مَـرَّ بِنـا، هُـوَ عابِـرٌ.. لُمُّـوا شَــتَاتَكُمُ/ أنـا أُمُّكُـمْ.. أُمُ اللُّغَـاتِ أَنــا”.
ويتباهى الشاعر جاك صبري شماس في قصيدته “لغة الضاد” باللغة العربية قائلاً: “هام الفـؤاد بروضـك الريان/أسمى اللغات ربيبة القرآن/ أودعت فيك حشاشتي ومشاعري/ لغة حباها الله حرفًا خالدًا/ فتوضعت عبـقًا على الأكوان/ وتلألأت بالضاد تشمخ عـزةً/ وتسيل شهدًا في فم الأزمان”.
وتحت عنوان “لغة الضاد” تتغنى الشاعرة العراقية صباح الحكيم بجمال اللغة العربية قائلة: “أنا لا أكتب إلا لغة/ في فؤادي سكنت منذ الصغر/ لغة الضاد وما أجملها/ سأغنيها إلى أن أندثرْ/ سوف أسري في رباها عاشقًا/أنحتُ الصخر وحرفي يزدهرْ”ويقول الشاعر اللبناني حليم دموس:”لغة إذا وقعت على أكبـادنا/ كانت لنا بردًا على الأكباد، ستظل رابطـــة تؤلف بيننا / فهي الرجاء لناطق بالضاد”.
الغرب في مديحها
عبّرت أهم الشخصيات الغربية من فنانين ومبدعين ومؤرخين عن إعجابها بهذه اللغة، فحين كتب “جول فيرن” الروائي المشهور قصة خيالية عن قوم شقّوا في أعماق الأرض طريقاً إلى جوفها ولمّا خرجوا سجّلوا أسماءهم باللغة العربية سُئِل عن ذلك فقال: “أعتقد أنها لغة المستقبل”، أما المؤرخ والكاتب الفرنسي “أرنست رينان” فقال: “من أعجب ما وقع في تاريخ البشر وصَعُب حَلُّ سِرّه انتشار اللغة العربية.. لقد كانت هذه اللغة غير معروفة بادئ ذي بدء، فَبَدَتْ فجأة في غاية الكمال، كاملة، بحيث لم يدخل عليها منذ يومها ذاك أي تعديل مهم، فليس لها طفولة ولا شيخوخة”، في حين بيّن المستشرق واللغوي”إدوارد دينسون روس” أن حروف العربية مرنة سهلة، لها في النفوس ما للصور من الجمال الفني،
وتساءلت المستشرقة الألمانية “زيغرد هونكه”: “كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرَها الفريد، فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة”، وأكد المستشرق الإيطالي “كارلو نلينو” أن اللغة العربية تفوق سائر اللغات رونقاً وغنى، ويعجز اللسان عن وصف محاسنها، ويقول “مرجليوت” الأستاذ في جامعة “أوكسفورد”: “اللغة العربية لا تزال حية حياة حقيقية، وهي واحدة من ثلاث لغات استولت على سكان المعمورة استيلاء لم يحصل عليه غيرها، الإنكليزية والإسبانية أختاها، وتخالف أختيها بأن زمان حدوثهما معروف ولا يزيد سنهما على قرون معدودة، أما العربية فابتداؤها أقدم من كل تاريخ، أي أنها أعرق ثلاث لغات تكلمت بها الأرض”.
اختفاء 90% من اللّغات بحلول 2100
ولا يخفي الكثير من الأكاديميين والمثقفين أن اللغة العربية وعلى الرغم من عراقتها وانتشارها تواجه العديد من التحديات، من بينها ظاهرة انبهار عدد كبير من الناطقين فيها بالثقافة الغربية والتأثر بلغاتها، إضافة إلى الضعف في توليد المصطلحات العلمية بسبب محدودية الإنتاج العلمي العربي، كذلك ازدواجية اللغة بين الفصحى والعامية، وغيرها، ما يتطلب بذل مزيد من الجهود لإعادة لغة الضاد إلى مكانتها وازدهارها من خلال العمل على تطوير نتاجنا الفكري والمعرفي كما نشاهده اليوم في حالة اللغة الصينية التي تتطور بشكل كبير ومتسارع، ولاسيّما أن البعض يتوقّعون اختفاء 90% من اللّغات بحلول العام 2100 حيث يجمع علماء اللسانيات على أنه يوجد في الوقت الحاضر ما بين 5000 إلى 6000 لغة، وأن ما بين 250 و300 لغة تنقرض سنوياً بفعل سرعة التواصل والميل إلى استعمال اللغات العالمية الأكثر فاعلية، وتالياً فإن القرن الحادي والعشرين سيشهد اندثار نحو 3 آلاف لغة، أي نصف لغات العالم، حيث تشير بعض الدّراسات إلى أن المعدل حالياً هو انقراض لغة إنسانية كل أسبوعين، وللإشارة فإنه من بين هذا العدد هناك 500 لغة فقط ممثلة على شبكة الإنترنت، معظمها له وجود محدود وشكلي، ويرى اللّسانيون بشكل عام أنّ لغة جماعة ما تكون في خطر إذا ما كانت نسبة 30% من أبناء الجماعة توقفت عن تعلّمها”.. يقول مصطفى صادق الرافعي: “ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ”.
ذاكرة الأمة العربية
أكد العلاّمة مازن مبارك عضو مجمّع اللغة العربية في تصريحه لـ”البعث الأسبوعية” أنّ اللغة العربة أطول اللغات عمراً وأكثرها قدرةً على إنتاج المولّد والمشتق، وهي ذاكرة الأمة العربية وسجل تاريخها، وستبقى متعالية على الحدود والزمان مهما تتابعت السنين، حيث يحملها ويرعاها وينشرها القرآن الكريم، مشيراً إلى أن اللهجات القطرية تزاحم اللغة العربية الفصحى على ألسنة الناس ليألفوها ثم ليحلّوها محلها، لذلك منعت المجامع اللغوية العربية الكتابة بها، ودعت إلى وجوب استعمال الفصيح في الكتابة والإعلام والصغار والكبار لتكون المدرسة التي يتخرجون بها، ولتألفها ألسنتهم ولتكون الجنسية التي ينتسبون إليها ويعتزون بها، مبيناً مبارك أن الابتعاد عنها هو انسلاخ عن الجنسية العربية المتمثلة بها، وأن وحدة اللغة هي آخر ما بقي للعرب من عناصر وحدتهم، وهي الهوية الثقافية المعبّرة عن روح الأمة وشخصيتها، لذلك يجب أن نقتحم بها الميدان العلمي وأن نجعلها لغة للعلم بحثاً وتأليفاً وتدريساً، وإبعادها عن ذلك هو وأد لشبابها وكتم لطاقتها، موضحاً أن المطلوب أن يحميها الحاكم ويستخدمها العالم ويقوم اللغوي بتدليلها وتسيير السبيل إليها وتوليد المصطلحات، وأن يعمل الأديب على تجديد شبابها وجذب الناس إليها، موضحاً أن تاريخنا العربي يشهد أن لغتنا هي صورة لواقعنا، وأنها تواكب مسيرتنا، وتنهض يوم ننهض، وتتخلف يوم نتخلف ونبتعد عن العمل وإنتاجه.. إنها مرآتنا في تقدّمنا وتخلفنا، والأمل اليوم أن تعود أمتنا إلى إنتاج العلم وكتابته بلغتنا، وما ذلك ببعيد إذا تضافرت جهود الجميع.
لغتنا هويتنا
وبيّن الدكتور منيف أحمد حميدوش من جامعة الفرات- كلية الآداب والعلوم الإنسانية أنَّ اللغةَ وعاءٌ للثَّقافةِ وللتاريخ، والعلاقة وطيدةٌ بين اللغة والثقافة، فاللغةُ ليست وسيلة للتواصل بين الناس فقط بل هي الأداة المهمة لنقل الثقافة ومحتوى الفكر، واللغة العربية لها الدور الكبير والرئيس في ترسيخ الهوية الثقافية للأمة العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن نهضة الأمم ترتبط بنهضة لغتها ووحدتها وقوتها، وقد دأبت الحضارات على مر العصور على الاهتمام بلغاتها وازدهارها حيث تُعد ظاهرة اللغة من أهم الظواهر الاجتماعية باعتبارها سمة إنسانية ومظهر من مظاهر الثقافة، تحافظ على التراكم، وهي الوسيلة الأمثل لتحقيق التواصل وتنظيم السلوك، وقد كانت اللغة العربية اللغة الرسمية للتواصل مع الآخر في العديد من مجالات الحياة، أما لماذا لغتنا هويتنا فلأنها حسب حميدوش روح الأمة، والتاريخ ذاكرتها، وثمة ارتباط بين الروح والذاكرة، فالروح هي جوهر الحياة، والذاكرة هي العقل، والعقل صانع المعرفة ومخزنها، واللغة بهذا المعنى تجسيد لهوية الأمة الروحية والتاريخية، والجانب اللغوي جانب أساسي من جوانب حياة الأمة واللغة مقوّم من أهم مقوماتها والمكوّن لبنية تفكيرها، وهي الحاملة لثقافتها ورسالتها والرابط الموحد بين أفرادها والصلة بين أجيالها، وهي هويتنا لأنها الوعاء الآمن الذي يحفظ تراثنا وثقافتنا العريقة.