انتشار ظاهرة القطع الجائر للحراج في حمص
حمص – نبال إبراهيم
يتواصل انتشار ظاهرة القطع الجائر للأشجار الحراجية والتعدّي على الثروة الحراجية في محافظة حمص عاماً بعد عام، والتي تتسبّب بأضرار كبيرة تهدّد الثروة الحراجية وتدمّر الغطاء النباتي بالمحافظة، خاصة وأن هذه التعديات بدأت بالازدياد تدريجياً مع نقص وقود التدفئة من المازوت وارتفاع سعره في السوق السوداء وانعدام سبل التدفئة بشكل عام.
وكشف أهالي عدة قرى بريف المحافظة في شكواهم لـ “البعث” عن قيام أشخاص مجهولين في أوقات الليل وساعات الفجر بالتعدي على الأشجار الحراجية وإقدامهم على قطع الأشجار بشكل جائر في عدة مواقع بالريف، متخوفين من أن تتحوّل بعض تلك المناطق تدريجياً من أراضٍ خضراء إلى أراضٍ قاحلة جراء تلك التعديات، وبالتالي تخريب الغطاء الأخضر في مناطقهم.
مدير الزراعة في حمص، المهندس عبد الهادي درويش، بيّن لـ “البعث” أن مديرية الزراعة اتخذت العديد من الإجراءات للحدّ من التعديات على الثروة الحراجية في المناطق الحراجية وحمايتها من القطع الجائر وقمع هذه الظاهرة بشكل كامل، لافتاً إلى أنه تمّ تكثيف دوريات خفر الحراج وعناصر الضابطة الحراجية على المواقع الحراجية ونصب الكمائن الليلية، والعمل على قمع ظاهرة التعدي وتنظيم الضبوط بحق المخالفين وتوقيفهم في مختلف المواقع الحراجية والغابات والطرقات القريبة منها. وأشار درويش إلى أنه يوجد 7 مخافر حراجية موزعة على أنحاء المحافظة كافة (مخفر مركز حمص ومخفر الناصرة ومخفر حماية الغابات في ضهر القصير ومخفر المخرم ومخفر حسياء ومخفر الحاوي ومخفر تلكلخ)، منوهاً بأنه يتمّ التنسيق الدائم ما بين عناصر الضابطة الحراجية في المخافر وعناصر الوحدات الشرطية ومختلف الجهات المعنية لقمع هذه الظاهرة من خلال نصب كمائن ليلية بشكل يومي لقاطعي الأشجار.
وأوضح درويش أن عملية جمع المعلومات واستكمالها بسرية قبل نصب الكمائن لا تقلّ أهمية عن الكمين بحدّ ذاته حتى لا تفشل عملية إلقاء القبض على المعتدين والمخالفين، لافتاً إلى أنه في الكثير من الحالات يتمّ استقدام مؤازرة من الوحدات الشرطية في حال كان هناك حاجة أو خطورة، خاصة وأن البعض من قاطعي الأشجار يحملون أسلحة نارية. ولفت درويش إلى أنه تمّ أيضاً إحداث 29 نقطة مراقبة حراجية لمراقبة التعديات على الثروة الحراجية وقمعها وتقديم المخالفين إلى القضاء المختص أصولاً، مبيناً أنه يتمّ أسبوعاً تنفيذ 3 كمائن ليلية على مستوى كل مخفر حراجي أي بما يعادل تنفيذ 21 كميناً على مستوى المحافظة بشكل أسبوعي.
وكشف درويش عن أن إجمالي عدد الضبوط الحراجية التي تمّ تنظيمها منذ بداية العام الجاري وحتى تاريخه بلغ 401 ضبط حراجي، من ضمنها 208 ضبوط قطع وتشويه أشجار، و8 ضبوط رعي وكسر أرض، بالإضافة إلى 54 ضبطاً بمخالفات مختلفة، مشيراً إلى أنه تمّ حجز 92 دراجة نارية و34 سيارة، وتمّ توقيف 13 شخصاً وتسليمهم للقضاء المختص، مؤكداً أن كميات الحطب المصادرة نتيجة للمخالفات المذكورة وصلت إلى نحو 104600 طن.
وأشار مدير الزراعة إلى أنه وبهدف تعويض الفاقد من الغطاء النباتي نتيجة التعديات والقطع الجائر للأشجار الحراجية والحرائق، عملت دائرة الحراج على تنفيذ حملات تشجير وتحريج اصطناعية لتحريج وترقيع مختلف المواقع الحراجية، لافتاً إلى أن خطة التحريج في المديرية خلال هذا العام تتضمن تحريج وإعادة تشجير نحو 80 هكتاراً في مواقع حراجية مختلفة وبعدة أنواع من الأشجار، منها (السرو والصنوبر الثمري والصنوبر الحلبي والبطم واللوز المر والكينا وغيرها)، مضيفاً أنه يتمّ حالياً تجهيز المواقع وحفر الجور ريثما يصبح الجو ملائماً للزراعة.