ظاهرة “الذئاب المنفردة” تجتاح أوروبا وأمريكا الإرهاب يضرب كنائس إندونيسيا
لم يكن الغرب “المتحضّر” قادراً على فهم التحذيرات السورية المتواصلة من تفشي الإرهاب وتمدده على شكل “ذئاب منفردة” تنتشر في كل بلدان العالم وبينها دول كانت ممولاً وداعماً رئيسياً للإرهاب كأمريكا وفرنسا.
فقد أعلنت مصادر قضائية فرنسية أمس أن منفذ عملية الهجوم بسكين وسط العاصمة باريس الليلة قبل الماضية هو فرنسي من مواليد الشيشان. ونقلت “رويترز” عن المدعي العام في باريس قوله: إن المهاجم يبلغ من العمر 21 عاماً، مشيراً إلى أنه ليس لديه أي سوابق قضائية لكنه كان مدرجاً على سجل أجهزة الاستخبارات الفرنسية بينما تم احتجاز والديه لاستجوابهما.
في غضون ذلك تبنى تنظيم “داعش” الإرهابي الهجوم المذكور الذي وقع في منطقة يرتادها السائحون في باريس، وقتل فيه شخص وأصيب أربعة آخرون بجروح مساء أمس الأول على يد رجل مسلح بسكين قامت الشرطة بقتله بالرصاص لاحقاً.
يشار إلى أن 245 شخصاً قتلوا في هجمات ارتكبت على الأراضي الفرنسية منذ عام 2015 وكان أغلبها ناتجاً عن ارتداد الإرهاب الذي ساندته الإدارة الفرنسية في المنطقة وخاصة في سورية.
وقد حمّل الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، الحكومة الفرنسية المسؤولية عن تنشئة مواطنه حمزة آزيموف، حيث أكد أنها مسؤولة عن سيره في طريق الجريمة، لأن نشأته وتكوين شخصيته ونظرته للحياة كانت في المجتمع الفرنسي. وحسب قديروف، فإن آزيموف كانت لديه اتصالات مع السلطات الأمنية الفرنسية.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، أصيب عدد من الأشخاص نتيجة إطلاق نار في مدينة بروكتون في ولاية ماساشوسيتس الأمريكية. وذكر موقع بوسطن نيوز الأمريكي أن الشرطة كانت موجودة في المكان لحظة إطلاق النار حيث بدأت التحقيق في ملابسات الحادث.
وشهدت مدن وولايات أمريكية عدة خلال الأشهر الأخيرة تزايداً كبيراً في وتيرة عمليات وحوادث إطلاق النار على خلفيات وأسباب متعددة حصدت المزيد من القتلى والمصابين، وألقت الضوء على مجتمع يعاني الكثير من الأزمات والمشكلات العميقة.
من جهة ثانية، ارتفع عدد قتلى ثلاثة اعتداءات استهدفت كنائس في سورابايا ثاني أكبر مدن إندونيسيا إلى 11 شخصاً، إضافة إلى إصابة 40 شخصاً آخرين بجروح.
ونقلت “رويترز” عن فرانس بارونغ مانغيرا المتحدث باسم شرطة جاوة الشرقية قوله: إن التفجيرات التي وقعت في ثلاث كنائس أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً وإصابة 40 آخرين، مبيناً أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في كل الأماكن التي تشهد تجمعات.
في غضون ذلك تبنى تنظيم داعش الإرهابي الاعتداءات على الكنائس في إندونيسيا وذلك من خلال مواقعه على الانترنت.
إلى ذلك أكد قائد الشرطة الإندونيسية تيتو كارنافيان أن عائلة من ستة أفراد هي من نفذت الاعتداءات، مبيناً أن العائلة مكونة من أم وأب وطفلتين بعمر 9 أعوام و12 عاماً وولدين بعمر 16 و18 عاماً ومرتبطة بشبكة “جماعة أنصار الدولة” التي تبايع تنظيم داعش الإرهابي.
وكان مانغيرا قال للصحفيين في وقت سابق أمس: إن “الهجوم الأول وقع في كنيسة سانتا ماريا في سورابايا ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص إضافة إلى الانتحاري، وبعد دقائق أعقبه تفجير ثانٍ في كنيسة ديبونغورو وتسبب بمقتل شخصين، بينما توفي شخصان آخران في هجوم ثالث في كنيسة بانتيكوستا في المدينة وتوفي شخص آخر في المستشفى ليصل عدد القتلى إلى ثمانية في حين أصيب 40 آخرون بينهم اثنان من ضباط الشرطة”.
ووقعت التفجيرات بعد أيام من قيام سجناء يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش الإرهابي بقتل خمسة من أفراد قوة خاصة لمكافحة الإرهاب أثناء مواجهة استمرت 36 ساعة في سجن محاط بإجراءات أمن مكثفة عند مشارف العاصمة جاكرتا.
وشهدت إندونيسيا عدة هجمات إرهابية كان أخطرها في شهر كانون الثاني 2016 عندما هاجم أربعة انتحاريين منطقة تجارية وسط جاكرتا.
وكالات