العثور على أسلحة وذخائر “إسرائيلية” وغربية في ريفي درعا وحمص أهالي الحميدية يعودون إلى منازلهم.. وتأمين حزام آمن لريف السويداء الشرقي
بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في كل المناطق التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، فيما تقوم الجهات المختصة بجهود مضاعفة لإعادة الخدمات وإزالة مخالفات التنظيمات التكفيرية تسهيلاً لعودة الأهالي إلى قراهم.
بالأمس، وفيما عاد المئات من الأهالي إلى بلدة الحميدية في ريف القنيطرة بعد تحريرها وتطهيرها من مخلفات الإرهابيين، بدأت الورشات الفنية والخدمية في المحافظة بإزالة السواتر الترابية وصيانة وإصلاح طريق مدينة البعث/ الحميدية لتسهيل حركة المرور وعودة الأهالي إلى منازلهم.
وواصلت وحدات من الجيش العربي السوري والقوات الرديفة، أمس، انتشارها وتقدّمها على جميع المحاور في بادية السويداء وتمشيط مساحات واسعة منها لتطهيرها من إرهابيي تنظيم “داعش”، وتمكّنت من تطهير منطقة بعمق يصل في بعض المحاور إلى 27 كم، في وقت عثرت الجهات المختصة خلال استكمال عمليات تأمين القرى والبلدات التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب على كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة بعضها أمريكي وإسرائيلي المنشأ وعتاد لما يسمى منظمة “الخوذ البيضاء”، وذلك في بلدة الحارة ومحيطها بريف درعا الشمالي الغربي، وفي منطقة الحولة بريف حمص الشمالي. بينما أقر “تحالف واشنطن” غير الشرعي بمسؤوليته عن قتل 77 مدنياً في محافظة الرقة الصيف الماضي.
في السياسة، وفيما جددت روسيا دعوتها الدول الأوروبية إلى إلغاء العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على سورية والتعاون في تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، أكد برلماني تشيكي أن انتصار سورية الكامل على الإرهاب أصبح قريباً جداً، مشدداً على أن الشعب السوري دافع بشجاعة عن سيادة ووحدة أراضيه.
وفي التفاصيل، وبعد استكمال وحدات الهندسة أعمال التمشيط وإزالة المفخخات والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في بلدة الحميدية بريف القنيطرة عاد المئات من الأهالي إلى البلدة لتفقد منازلهم ومزارعهم التي دمرتها المجموعات الإرهابية، واتخذت منها منطلقاً لتنفيذ أعمالها الإجرامية.
وتشهد الطرقات المؤدية إلى البلدات المحررة من الإرهاب في ريف القنيطرة حركة نشطة للأهالي العائدين إلى منازلهم عبر السيارات الخاصة والعامة والجرارات الزراعية وبعضهم سيراً على الأقدام، مصطحبين معهم أغراضهم وأمتعتهم التي استطاعوا إخراجها أثناء هربهم من اعتداءات الإرهابيين.
وبعد انتشار الجيش العربي السوري في النقاط التي كان فيها قبل عام 2011 وتأمينه القرى والبلدات التي كان الإرهابيون ينتشرون فيها دخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي إليها بالتوازي مع بدء المحافظة أعمال الصيانة للبنى التحتية وتقديم المساعدات الغذائية والصحية للمواطنين ريثما تعاود المؤسسات والجهات العامة أعمالها.
إلى ذلك بدأت الورشات الفنية والخدمية في محافظة القنيطرة بإزالة السواتر الترابية وصيانة وإصلاح طريق مدينة البعث/ الحميدية لتسهيل حركة المرور وعودة الأهالي إلى منازلهم بعد أن أعاد الجيش العربي السوري الأمن والأمان إلى المنطقة. وأوضح نائب رئيس المكتب التنفيذي في محافظة القنيطرة المهندس محمد خنيفس أن الورشات بدأت بتنظيف مسارب الطريق ذهاباً وإياباً من الأتربة والمخلفات ليكون جاهزاً لمرور السيارات وتسهيل حركة عبور المواطنين إلى منازلهم في قرية الحميدية بعد أن قام عناصر الهندسة بإزالة العبوات والمفخخات من على جانبي الطريق، ولفت إلى أن الطريق تم فتحه عبر مسارين من دوار مدينة البعث وصولاً إلى جسر الرقاد وبطول 2 كم، حيث من المقرر أن تعمل الورشات الفنية على تجهيز الطريق بشكل كامل خلال الفترة القادمة.
من جهة ثانية وزع الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع محافظة درعا مساعدات غذائية على الأهالي في مدينة نوى بريف درعا الشمالي الغربي، وذلك بعد إنهاء الوجود الإرهابي فيها بشكل كامل، وذكرت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في بيان: أن المنظمة تواصل استجابتها للاحتياجات الإنسانية في درعا للشهر الثالث على التوالي، مبينة أن متطوعيها أدخلوا قافلة مساعدات مؤلفة من 24 شاحنة إلى مدينة نوى محملة بـ 5 آلاف سلة غذائية ومثلها أكياس طحين مقدمة من برنامج الأغذية العالمي.
وتشهد أرياف درعا حالة من التعافي واستئناف الحياة الطبيعية فيها مع عودة الآلاف من أهلها بعد دحر المجموعات الإرهابية منها من قبل الجيش العربي السوري، وذلك بالتوازي مع تأمين الجهات المعنية جميع المستلزمات والخدمات الضرورية لعودة الحياة إلى مختلف القطاعات.
ميدانياً، واصلت وحدات من الجيش العربي السوري والقوات الرديفة، أمس، انتشارها وتقدّمها على جميع المحاور في بادية السويداء وتمشيط مساحات واسعة منها لتطهيرها من إرهابيي تنظيم “داعش”، وتمكّنت من تطهير منطقة بعمق يصل في بعض المحاور إلى 27 كم، مع سيطرتها على بعض المناطق والتلال الحاكمة، مثل تل سليم وتلول الزلاقيات وصولاً إلى بئر الرصيعي وبئر الحرضية وتلة عطاف مع قطع طرق ومحاور تحرّكات وإمداد الإرهابيين وملاحقة فلولهم.
وقامت وحدات الهندسة بتمشيط الطرق والمناطق والمغاور وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة التي خلفها إرهابيو التنظيم التكفيري، بالتزامن مع استهداف سلاح الجو والمدفعية تحرّكات الارهابيين وتجمعاتهم وأوكارهم وتحصيناتهم في عمق البادية وتكبيدهم خسائر فادحة في العتاد والأفراد.
وأسهمت عملية الانتشار والتقدّم، وفق مصادر ميدانية، بتأمين حزام آمن لقرى ريف السويداء الشرقي، مع استمرار عمليات الانتشار حتى تطهير البادية من الإرهاب والإرهابيين، وسط معنويات مرتفعة لوحدات الجيش والقوات الرديفة رغم صعوبة ووعورة المنطقة.
وأفاد مصدر عسكري أن عناصر من الجهات المختصة، وبناء على معلومات استخبارية دقيقة، وبالتعاون مع عدد من أبناء المنطقة عثرت على مستودعين للتنظيمات الإرهابية في بلدة الحارة ومحيط تل الحارة بريف درعا على عمق ما بين 8 و 12 متراً تحت سطح الأرض كان الإرهابيون يخبئون فيها قبل اندحارهم كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة الفردية والرشاشات المتوسطة والثقيلة والصواريخ المضادة للدروع والقواذف المتنوعة، وبيّن أنه من بين المضبوطات ذخائر للبنادق الآلية والرشاشات وقذائف دبابات وقواذف ار بي جي مع حشواتها وقنابل يدوية وألغام ورشاش مضاد للطيران عيار 23 مم وصواريخ مضادة للدروع أمريكية وإسرائيلية المنشأ، وأضاف: إن أحد المستودعات كان يضم عتاداً تابعاً لما يسمى تنظيم “الخوذ البيضاء” يحتوي أقنعة وسترات واقية ضد الغازات السامة والأسلحة الكيميائية وأجهزة اتصال فضائية، لافتاً إلى أنه تمت مصادرة موجودات المستودعين والتحريز عليها، وإحضارها إلى مستودعات خاصة بالجهات المختصة، وتنظيم اللوائح الدقيقة بها ليصار إلى التعامل معها حسب الأصول ومقتضيات واقع المضبوطات وحالتها الفنية.
وخلال عمليات التفتيش عن مخلفات المجموعات الإرهابية في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي عثرت الجهات المختصة على مستودع أسلحة وذخيرة من بينها رشاشات بى كى سى ورشاشات عيار 5ر14 مم وقناصات فال غربية الصنع وبنادق حربية وقنابل يدوية إسرائيلية الصنع وكميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة.
وعثرت الجهات المختصة خلال الفترة الماضية أثناء تمشيطها القرى والبلدات بريف حمص الشمالي على مستودعات أسلحة وذخائر بعضها غربي وإسرائيلي الصنع وشبكات من الأنفاق كان الإرهابيون يستخدمونها للتنقل بين أوكارهم في المنطقة والتسلل للاعتداء على النقاط العسكرية والقرى والبلدات الآمنة.
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في الـ 16 من أيار الماضي إعادة الأمن والاستقرار إلى 65 مدينة وبلدة وقرية بعد إرغام التنظيمات الإرهابية على تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة والخروج من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي.
في غضون ذلك أقر التحالف غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي بمسؤوليته عن قتل 77 مدنياً في محافظة الرقة الصيف الماضي، وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن منظمة العفو الدولية كانت أوردت في تقرير لها نشر في حزيران الماضي أن من بين الضحايا المدنيين الـ 77 الذين سقطوا جراء أربع مجازر ارتكبها طيران “التحالف” خلال صيف العام الماضي في الرقة 24 طفلاً و25 امرأة، وأشارت إلى أن تقرير المنظمة أثار انتقاد مسؤولي التحالف، وزعموا أن المنظمة فشلت في التحقق من السجلات العامة بينما وصف آخرون التقرير بأنه ساذج ومتهور ليعود التحالف ويعترف بتورطه بمقتل 77 مدنياً في تقرير له صدر مؤخراً. وأقر التحالف في شهر حزيران الماضي بقتله مئات المدنيين جراء الغارات التي ينفذها في سورية والعراق منذ عام 2014، لكنه حاول كعادته التقليل من عدد الضحايا متحدثاً في بيان وزعه مكتبه الصحفي في واشنطن عن أن الغارات التي ينفذها في سورية والعراق أدت إلى مقتل 939 مدنياً فقط.
وينشر التحالف المارق على الشرعية الدولية كل فترة بياناته الخاصة حول عدد الذين يسقطون في عدوانه على سورية والعراق، وكان أحدثها في شباط الماضي، وتحدث فيها عن قتله أكثر من 841 مدنياً فقط، فيما يؤكد مراقبون أن الأرقام التي ينشرها هذا التحالف تجافي الحقيقة وتقلل بشكل كبير من أعداد الضحايا، حيث وثقت جماعة إيروورز للمراقبة في إحصاء أعدته مؤخراً مقتل 5961 مدنياً على الأقل في ضربات جوية لهذا التحالف. كما تحدث البيان عن أن تحالف واشنطن شن الآلاف من الغارات الجوية منذ تشكيله بشكل غير شرعي في آب عام 2014 وحتى نهاية أيار من العام الجاري.
وتزعم واشنطن التي أسست تحالفها من خارج الشرعية الدولية ومن دون موافقة مجلس الأمن بأنها تحارب الإرهاب الدولي في سورية، في حين تؤكد العديد من الوقائع أنها ترتكب المجازر بحق المدنيين وتعتدي على البنية التحتية لتدميرها.
سياسياً، قال رئيس المركز الوطني لشؤون الدفاع في روسيا ميخائيل ميزينتسيف خلال اجتماع في موسكو أمس: إن وزارة الدفاع في روسيا الاتحادية تدعو الدول الأوروبية إلى إلغاء العقوبات ضد سورية، وكذلك إرسال الأموال المخصصة لمساعدة المهجرين للعودة إلى بلادهم، وأضاف: من الضروري معالجة هذه المسألة مع الهياكل الدولية المعنية بما في ذلك الأمم المتحدة، داعياً قادة جميع البلدان المهتمة والمنظمات الدولية إلى المشاركة بنشاط في تقديم مساعدة شاملة للجمهورية العربية السورية.
وأشار ميزينتسيف إلى التسهيلات والإجراءات التي تقوم بها الحكومة السورية من أجل عودة المهجرين السوريين في الخارج إلى بلدهم، لافتاً إلى أن هذه الخطوات دليل على حرص الدولة السورية على عودة جميع المهجرين إلى أماكن إقامتهم داخل وطنهم.
من جهته أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية نيكولاي بورتسيف إلى أن المؤسسات الدبلوماسية الروسية بما في ذلك البعثات الدائمة لروسيا في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تعمل على تعبئة الجهود الدولية الرامية إلى تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى أماكن إقامتهم في بلدهم.
بدوره أكد المتحدث باسم وزارة الطوارئ الروسية ألكسندر نوغين أن الوزارة ستشارك في إعادة تهيئة النظام الوطني للاستجابة للحالات الطارئة في سورية وتدريب المتخصصين في إزالة الألغام للأغراض الإنسانية، وقال: من المقرر إجراء تدريب للمتخصصين في إزالة الألغام وفقاً للمعايير الدولية للإجراءات المتعلقة بإزالة الألغام وتدريب السكان السوريين على قضايا مخاطر الألغام في حالات إعادة الإعمار.
من جهته أعلن ممثل الوكالة الفيدرالية الطبية والبيولوجية في روسيا ديمتري ساموفاروف أنه كجزء من الأنشطة الرامية إلى تسهيل عودة المهجرين إلى سورية شكلت الوكالة وحدة طبية موحدة تتكون من 35 طبيباً بمختلف الاختصاصات، كما تم إرسال معدات طبية متخصصة إلى سورية محمولة على عربات خاصة بالطرقات الوعرة مزودة بغرف إنعاش وعمليات وإسعاف وغرف التشخيص إشعاعي ومختبرات طبية.
وكان مئات المهجرين السوريين عادوا خلال الفترة القريبة الماضية من لبنان عبر معبر الزمران إلى منطقة القلمون بريف دمشق، وكذلك من معبر جديدة يابوس إلى بلدة معضمية الشام، وذلك في إطار جهود الحكومة السورية الرامية إلى إعادة الحياة الطبيعية للمناطق التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
في الأثناء، أكد رئيس اللجنة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سورية ستانيسلاف غروسبيتش في تصريح لصحيفة بروستييفسكا برافدا التشيكية أن سورية تعرضت لمؤامرة واضحة من قبل الولايات المتحدة والنظامين التركي والسعودي و(إسرائيل) ضد حكومتها الشرعية وسيادة الدولة السورية، مؤكداً أن هذه المؤامرة أخفقت، وشدد على أن الانتصار الذي يحققه الجيش العربي السوري والقوى الحليفة له على الإرهاب تتجاوز أهميته الأراضي السورية بكثير، منوهاً بالدور الذي تقوم به روسيا في مساعدة سورية.