معرض الخريف السنوي 2014: سورية ولادة الجمال وسيدة الألق
“واضحون كبسمة طفل ويانعون كقطرة مطر، هؤلاء فنانو سورية يحملون قوس قزح ويرافقون البساتين في رحلة الخصوبة، ناثرين حكايات الظل، ملامح وطن يشرب الصبح قهوته على الجبال الشامخة وينام البحر مطمئناً على حنان شطآنه.. الفنانون السوريون الحاملون في لوحاتهم عذوبة سورية وصلابتها، أوجاعها وأحلامها، يؤكدون قدرة المبدع السوري على تحويل بلاده من خلال مهرجان الألوان في معرض الخريف إلى لوحة راقية تقدم سورية إلى العالم أيقونة من جلال تنبع رشاقتها من طاقة أبنائها الذين يبدعون الحياة في الحياة ..سورية والدة الجمال وسيدة الألق”. بهذه العبارات افتتح وزير الثقافة معرض الخريف لهذا العام 2014، فنون النحت والحفر واللوحة التشكيلية في مهرجان الفن السوري السنوي الذي ترعاه وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين، أكثر من 150 عملاً فنياً عرضت في خان أسعد باشا في البزورية، حيث دمشق التاريخ والجمال والإنسان والحميمية يتجاورون في حوار الفن والمكان المعطر بالهال والقرنفل والأمل بالغد.
دورة هذا العام التشكيلية تكتمل بهذا المعرض، التي تحمل تحية لروح الفنان الراحل حيدر يازجي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين، تقدم في الكتاب المرافق للمعرض كلمة للناقد سعد القاسم عن الفنان حيدر يازجي:
“للراحل مساهمة في العمل النقابي التشكيلي، شخصية دمثة ولطيفة ومحبة وموضوعية، يمتاز أسلوبه الفني بمتانة الخط وقوة التكوين واستقراره، لأعماله مسحة محلية تكشف بجلاء مقدرته العالية في الرسم وخاصة لجهة التقاط التعبيرات الخاصة للوجوه، وقدرته في التصوير الغنائي للطبيعة، وإرثه الفني يضم مجموعة هامة من الأعمال الفنية، وجداريته عن حرب تشرين هي اللوحة والصورة الأكثر شهرة ورسوخاً في ذاكرة معاصري الحرب، شارك الراحل في العديد من لجان التحكيم وتتسم سيرته بالحيوية اللافتة واهتماماته المتنوعة جعلت منه الشخصية الاجتماعية المرموقة وأعطت غيابه ذلك الإحساس القوي بالخسارة”. وقد تألفت لجنة التحكيم الخاصة بالمعرض من:
م. ماهر عازر معاون وزير الثقافة – عماد الدين كسحوت مدير الفنون التشكيلية- د. فؤاد بكدش عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق– د. إحسان العر رئيس قسم النحت في كلية الفنون ورئيس اتحاد الفنانين التشكيليين- الناقد سعد القاسم– والفنانين: طلال معلا – أسماء فيومي– باسم دحدوح- نزار صابور– طلال العبد الله.
واللافت في حفل افتتاح المعرض الحضور الكبير من جمهور محب وفنانين جاؤوا من مختلف المحافظات، فقد تحول المعرض إلى ملتقى ثقافي وحواري بين الفنانين مع بعضهم من جهة، وبين الفنانين والحضور من الجمهور المتذوق للجمال والفن التشكيلي، وتواجد العديد من الفنانين الكبار وكان لحضور الفنان نذير نبعة بصحبة وزير الثقافة الأثر الطيب وإشارة واضحة إلى التواجد الفعلي والحقيقي للفنان التشكيلي السوري من جهة وإلى عافية العلاقة بين المؤسسة الرسمية الممثلة بوزارة الثقافة والفنانين التشكيليين، ورداً على الأصوات النشاز من هنا وهناك، وأن المتغيبين من الفنانين التشكيليين عن معرض الخريف لهم أسبابهم مثل سقف الاقتناء وسوية العرض وغير ذلك، وهؤلاء في غياب قبل الأزمة وهم قلة، وبعد الأزمة لم تعد هذه الأسباب موجبة أو مقنعة لأن الأمر يتعدى الفن التشكيلي، فالمطلوب من الجميع ممارسة دورهم في الدفاع والبقاء وإثبات الذات الثقافية السورية الحقيقية.
ومن الجدير بالذكر أنه في هذه الدورة بعض أعضاء لجنة التحكيم شارك من خلال عمله التشكيلي وقدم المستوى الرفيع والمعروف عن تجربته ونخص بالذكر الفنان طلال العبد الله ولوحته التي تحمل من سمات وملامح الفنان الدؤوب والمتمكن، إلى جانب العديد من الفنانين التشكيليين الذين تميزت أعمالهم هذا العام وقدموا المميز منها وهم: محمود جوابرة – أنور الرحبي- عبد الحميد فياض- خير الله شيخ سليم– غادة حداد– زهير حسيب- شفيق أشتي– لبيب رسلان وشبلي سليم في لوحته “وغداً صباح آخر”.
في إشارة من مديرية الفنون التي قامت على تجهيز العرض وتحضيره بالجهد المتواصل والمشهود للعاملين في المديرية سواء في التواصل مع الفنانين والتحضير لطباعة الكتاب المرافق للمعرض وترتيب عرض اللوحات في صالة المعرض .
أكسم طلاع