بعد إصدارها سلسلة “مكتبة الطفولة” مديرية منشورات الطفل بصدد إصدار أول كتاب جيب للأطفال
تنهج مديرية منشورات الطفل في وزارة الثقافة اليوم نهجاً جديداً في هذا المجال، إذ قامت مؤخراً بإصدار سلسلة تحت عنوان “مكتبة الطفولة” حيث ينوه أ.قحطان طلاع مدير المديرية في حواره مع “البعث” إلى أن مكتبة وزارة الثقافة هي أكبر مكتبة في سورية، وانطلاقاً مما هو موجود فيها من مكوّنات أدبية وعلمية وكونها تستقطب كل فناني وأدباء سورية فإن المطلوب تغذية هذه المكتبة بما تمتلكه من طاقات وبما يواكب ما يصدر، خاصة على صعيد ما يُقدَّم للطفل الذي هو بحاجة دائمة إلى الجديد سواء على صعيد الشكل أو المضمون، مبيناً أن المديرية عامةً وهو بشكل خاص في حالة بحث دائمة عن ما تصدره دور النشر للاستفادة من بعض الأفكار والأشكال الفنية التي يمكن الاستعانة بها.
وبالعموم يشير طلاع إلى أن المديرية تصدر إلى جانب مجلتَي “أسامة” و”شامة” كتباً في مجال القصة والشعر وسلاسل دورية عن شخصيات عالمية وعربية، ومن المنتجات التي أصدرتها المديرية حديثاً سلسلة “مكتبة الطفولة” التي صدر منها حتى الآن ثلاثة أعداد، مبيناً أن هذه السلسلة هي نظيرة لسلسلة “المكتبة الخضراء” الشهيرة التي قدمت ترجمات عن الأدب العالميّ (سندريلا، ليلى والذئب، الأميرة النائمة) وقد كانت الفكرة أن تقدم المديرية لأطفالنا إنتاجاً محلياً مشابهاً لها، خاصة وأننا نملك أدباء قديرين قادرين على كتابة قصص متنوعة، مشيراً إلى أن الأولوية في هذه السلسلة هي للتنوع والاستفادة من كل فكرة جديدة قد يطرحها كاتب أو أديب، وهذا أمر ضروريّ لتلبية كل الأمزجة والرغبات عند الأطفال، موضحاً أن السلسلة تصدر شهرياً قصة واحدة مع محاولة إيصالها لأكبر شريحة ممكنة من الأطفال والطلبة عبر وجودها في المراكز الثقافية والمعارض التي تقيمها الوزارة عادةً والترويج لها عبر الحوارات واللقاءات الإعلامية، خاصة وأن الطفل قادر على اقتنائها بسعرها الرمزيّ البالغ 35 ليرة سورية.
وينوّه طلاع إلى أن المديرية حرصت في هذه السلسلة الموجهة لليافعين على تقديم قصة مرفقة بمجموعة من الرسومات التي سيتم تلوينها، وبالتالي سيقرأ القارئ القصة الموجودة فيها وسيمارس هواية الرسم والتلوين بالوقت ذاته، مبيناً أن القصة فنياً مكتوبة بخط كبير وبملزمة واحدة (8 صفحات رسوم و8 صفحات مكتوبة) وكل ذلك لشدِّ القارئ نحو هذا الكتاب وتشجيعه على التمسك بالقراءة والمطالعة في ظلّ انشداده لعالم التكنولوجيا.
ولا يخفي طلاع أن هذه السلسلة بحاجة إلى مزيد من الترويج، وإن تحقق ذلك فهي ستلقى دون أدنى شكّ صدى كبيراً لدى اليافعين، وهذا ما تمّ تلمّسه بعد الإصدار الأول.
هوية واضحة
وحرصاً على إعطاء هوية واضحة لهذه السلسلة يبيّن طلاع أنه تمّ اعتماد شكل فني معيّن سيتكرر في كل عدد مع إجراء التغيير المطلوب ضمنه حسب القصة ونوعها، وذلك ليتعرف عليها القارئ بمجرد أن تقع عيناه عليها، مؤكداً أن هذه السلسلة التي يُطبَع منها اليوم نحو 3000 نسخة لاقت رواجاً كبيراً، وأي تطوير لها خاصة على صعيد زيادة عدد النسخ مرهون بردود الفعل عليها من قبل المتلقي والكتّاب، فإذا وجدت استقبالاً جيداً وصار الطفل يبحث عنها تكون المهمة الثانية هي التفكير بزيادة عدد نسخها، ويأسف طلاع لأن أطفالنا انشغلوا بالتكنولوجيا وابتعدوا عن الكتاب، منوّهاً إلى أن وزارة الثقافة تصدر كتاباً ذا سوية أدبية ولغوية عالية المستوى، في حين أن ما يستقبله أطفالنا عبر الانترنت ليس كذلك، مشيراً إلى أن التسهيلات كانت كبيرة لإصدار هذه السلسلة، وأن وزير الثقافة وبمجرد طرح المشروع عليه دعمه وهو يدعم كل فكرة جديدة تصبّ في صالح الأطفال. كما يعبرّ طلاع عن رضاه عن الشكل الفني الذي تصدر به السلسلة، مشيراً إلى أن الطباعة جيدة والرسومات فيها ذات سوية فنية عالية المستوى، موجهاً الشكر لكل الفنانين الذين شاركوا فيها، خاصة وأن رسامي الأطفال في سورية والعالم ليسوا بالعدد الكبير، موضحاً أن رسومات سلسلة “مكتبة الطفولة” تحتاج إلى رسامين قادرين على تشخيص الشكل وتشريحه بشكل جيد باعتبار أن القصة فيها لا تتوجه للأطفال الصغار وإنما لليافعين، وهذا يتطلب رسامين يتقنون عملية التشريح الفني، لذلك تعتمد السلسلة على مجموعة من الفنانين الذين يبدعون في هذا المجال، مؤكداً أن التوجه للطفل عبر الرسم فنّ صعب ويحتاج إلى المثابرة وبذل الكثير من الجهد في سبيل إقناع المتلقي.
كتاب جيب للأطفال
أما المشروع الثاني للمديرية وهو قيد التحضير فهو عبارة عن كتاب جيب موجه للأطفال، قياسه 10×10 مشيراً طلاع إلى أنه عبارة عن سلسلة ستصدر بعدة محاور (قصة، شعر، علوم، ثقافة، أدب، تسالي) وسيلقى الاستحسان لدى الأطفال الذين يميلون إلى هذا الحجم الذي يسهل عملية حمله في كل مكان وزمان، بالإضافة إلى أن الطفل سيعتبره جزءاً من ممتلكاته لسهولة الاحتفاظ به، مبيناً أن هذا الكتاب سيصدر تحت شعار “أطفالنا” وبـ 16 صفحة تفادياً لإصدار كتاب ضخم حول نفس المواضيع التي سيتناولها، والذي قد يكون مكلفاً للأهالي ولا يرغب الطفل في شرائه.. وكنوع من الترويج لهذا الكتاب ستقوم المديرية بإهدائه للأطفال ضمن النشاطات الخاصة بها والتي تقوم بها الوزارة سعياً لإيصال المعلومة الصحيحة والدقيقة عن طريق الهدية.
“أسامة” و”شامة”
ويؤكد طلاع في حديثه عن مجلتَي “أسامة” و”شامة” أنه راضٍ عن مسيرتهما في الفترة الأخيرة، خاصة وأنهما تنهجان نهجاً جديداً باستمرار، مبيناً أن أية مقارنة بين “أسامة” والمجلات الشبيهة الموجودة في السوق يبين تميزها على صعيد المضمون عالي المستوى الذي تحرص عليه احتراماً منها لقارئها، وهذا أمر يؤكد رفض المديرية والوزارة لأي استهتار أو استسهال في تقديم أية مادة للطفل، بعكس المجلات التجارية الأخرى التي وإن بدت مغرية للطفل فنياً إلا أن مضمونها غالباً ما يميل إلى السطحية، والدليل أن الكثير من هذه المجلات التي صدرت بسوية فنية مبالغ بها لم تستمر طويلاً لضعف مادتها الأدبية، في حين أن وزارة الثقافة عبر “أسامة” وما تصدره من منشورات تحرص بشكل دائم على إصدار منشورات ذات جودة عالية المستوى على صعيد الشكل والمضمون.
الحاجة إلى أفكار ورؤى جديدة
ولحرص المديرية على استقطاب الشباب الذين برهنوا على أنهم يملكون طاقات كبيرة يمكن الاستفادة منها لتقديم ما فيه خير لأطفالنا يدعو طلاع كل الكتّاب والرسامين للتعاون مع المديرية في هذا المجال لأن أبوابها مفتوحة للجميع، مشيراً إلى وجود طرح جديد على صعيد الأجور والمكافآت لدعم الكاتب والفنان مادياً، لأن العمل الأدبي والفني يحتاج إلى جهد كبير دون أن ينكر أن إصداراتنا بحاجة إلى فكر جديد ورؤى جديدة، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بالتعاون مع هؤلاء الشباب.
ويختم طلاع حديثه منوهاً إلى أن مشاريع كثيرة ستعمل المديرية على تنفيذها في الأيام القادمة، والبداية عبر تخصيص مكان للأطفال ضمن الهيئة العامة السورية للكتاب ليكون منبراً للأطفال الموهوبين.
أمينة عباس