ثقافة

أدب النصيحة نحو يوم عالمي لمحو العدائية!.

هذه الأيام العالمية التي تؤكد عليها الأمم المتحدة باستمرار وتطرحها في العالم ومن باب التوعية العالمية تحديداً، لها أهميتها الكبرى في تحسين طرائق التفكير عند الإنسان الفرد والجماعة، بحيث تصبح الأمم المتحدة وكل الدول الداعمة لهذه الأيام الإعلامية الإنسانية العظيمة تعمل متحدة ولأول مرة في التاريخ في نشر التوعية بهذه الأيام، وفي كل مكان في هذا العالم وفي كل وسائل الإعلام، ما يجعلنا نشير وبكل الاحترام والتقدير إلى الأمم المتحدة وكل الدول المشاركة في هذا المسعى، والاعتراف العالمي الصادق بكل هذه الجهود ومن كل شعوب العالم!.
وما أحلانا هنا، وما أجملنا إنسانياً أيضاً، أن يكون عندنا يوم عالمي لمحو العدائية!. وهذا اليوم سيؤثر وبكل قوة وصدق في كل الأسباب والعوامل التي تساعد في نشر العدائية بين الأفراد والمجتمعات وبالتالي بين الشعوب!. ومن بين هذه العدائيات: العدائية الدينية، الطائفية، الإقليمية والعرقية، وأحياناً اللونية والاقتصادية أيضاً، وكلها يجيدها ويجيد تحريكها وفي العالم كله، أعداؤنا وأعداء الشعوب على الرغم من أن هذه العدائيات كلها صارت مكشوفة من قبل الشعوب وبواسطة هذا الإعلام العالمي المنتشر، ليس في كل الدول والمجتمعات وحسب، وإنما في كل الأجهزة التي في البيوت بل والأجهزة التي صارت في الجيوب هذه الأيام أيضاً!.
ومن الناحية العلمية كذلك، فلا أظن أنه يوجد إنسان يمكن أن يصاب بالعدائية إلا بسبب خلل نفسي أو تربوي عنده، وبالتالي يجب تحويله إلى الطبيب النفسي، ومعالجته في الحال، كي لا يترك تأثيره الضار على أبنائه ومن حوله!. فكل الشعوب على الإطلاق فيها من كل الأديان والطوائف والأعراق، ومن أبناء الشعوب الأخرى، وكلها يجب أن تعيش في أمان واستقرار، ومحبة وتعاون وتحت ظل وحماية القانون!. وهذه هي الطبيعة الإنسانية الصحيحة والسليمة أصلاً التي خلقها الله فينا، وخلقنا على أساسها!.
والأهم هنا أن هذه العدائيات يمكن أن تصل، وكلنا يعرف ذلك، ويتابعه، إلى مرحلة العدائية القصوى وارتكاب الجريمة!. والأشد إيلاماً من كل ذلك أن هذا المجرم قد يكون بريئاً، ولكن وبواسطة التوجيه العدائي، والمسكوت عنه في كثير من الأمكنة يتحول هذا الإنسان البريء إلى مجرم!. فما أحرانا إذن وفي كل مكان في هذا العالم البريء أيضاً، أن نحدد يوماً عالمياً لمحو هذه العدائيات وبكل أنواعها وأسبابها وندعو إلى معالجتها، خاصة بواسطة التوعية الإعلامية والفردية وما يمكن أن نسميه بالتربية الإعلامية الإنسانية وهكذا تكون النصيحة اليوم أن يقوم كل إنسان وفي كل مكان في هذا العالم، والإنسان وكما نقول دائماً هو طبيب نفسه، بهذه التربية الإعلامية الإنسانية حوله كي نتخلص جميعاً وفي كل مكان في هذا العالم من  كل هذه العدائيات ونكشف عيوبها وأضرارها، وندخل بعد ذلك، ونحن ندخل فعلاً، إلى عالم صحيح وسليم ومعافى من كل ذلك..إلى عالم الحب العالمي!.
أكرم شريم