طهران تحذّر واشنطن من تكرار “سيناريو خاشقجي”
طالب إعلاميون إيرانيون، خلال وقفة نفذوها أمام مكتب الأمم المتحدة في طهران أمس، بالضغط على الحكومة الأميركية من أجل الإفراج عن الصحفية مرضية هاشمي، محذّرين من تكرار سيناريو الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل في سفارة بلاده باسطنبول معها، فيما أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام علي الخامنئي ضرورة عدم الوثوق بالغرب، مشيراً إلى أن الدولة التي حققت إنجازات كبيرة في مجال العلوم قد ارتكبت أكثر الجرائم ضد الشعوب على مر التاريخ.
وشدد الخامنئي خلال استقبال باحثي لجنة تنمية العلوم والتكنولوجيا الإدراكية، وعدد من أساتذة الجامعات والمسؤولين الإيرانيين على ضرورة العمل الشامل والدؤوب لتحقيق المزيد من التقدم العلمي، وأشار إلى أن سرعة الحركة العلمية في البلاد يجب ألا تنخفض أو تتوقف، بل ينبغي تعزيزها حتى الوصول إلى نقطة الذروة العلمية ومواكبة متطلبات العصر الحديث.
بدوره أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن العقوبات الأمريكية على الشعب الإيراني لم تحقق أهدافها، مشيراً إلى أن بلاده تعمل على إبطال هذه العقوبات، وقال خلال اجتماع الحكومة: إن أعداء إيران يسعون للضغط عليها في مواضيع النفط وتصديره وبيعه والأمور المصرفية، ولكننا نلتف على العقوبات، ونتبع طرقاً مختلفة لبيع النفط، مشيراً إلى أن إيران حققت نجاحات في اكتشاف مصادر جديدة من النفط، ولا يستطيع أحد حذفها من سوق الطاقة، مؤكداً أن الحكومة الإيرانية ستتخذ إجراءات للحد من معاناة الشعب الذي استهدفته العقوبات والحظر غير القانونية والظالمة.
في سياق متصل قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني: إن الولايات المتحدة فشلت في تصفير صادرات النفط الإيراني، وأضاف خلال اجتماع لجنة المواءمة والتنسيق بمجلس الشورى: إن الأميركيين فشلوا في تصفير صادراتنا من النفط، إذ إننا نبيع نفطنا الآن ولنا علاقات اقتصادية إيجابية مع جيراننا، وبيّن أنه حتى حينما لم يكن الحظر قائماً كانت إيران تواجه مصاعب في بعض الأحيان، مشيراً إلى أن هذه الإشكالية كانت تعود لاعتماد ميزانية البلاد على النفط.
بالتوازي، أعلن مساعد الرئيس الإيراني رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي إن إيران تمضي إلى الأمام سريعاً في مجال محركات الدفع النووي، وقال: إن قائد الثورة الإسلامية أصدر الأوامر بأن تتخذ منظمة الطاقة الذرية الإيرانية سلسلة إجراءات لتنشيط العمل في مجال محركات الدفع، كما أن الرئيس الإيراني أصدر إيعازات حول هذا الموضوع، لافتاً إلى أن طهران اتخذت خطوات واسعة، وستعلن عنها في حينها.
في الأثناء طالب إعلاميون إيرانيون خلال وقفة نفذوها أمام مكتب الأمم المتحدة في طهران بالضغط على الحكومة الأميركية من أجل الإفراج عن الصحفية مرضية هاشمي، محذرين من تكرار سيناريو الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في سفارة بلاده باسطنبول معها.
وأكد معاون الإعلام الخارجي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الدكتور بيمان جبلي، الذي شارك في الوقفة الاحتجاجية، أن قضية هاشمي اختبار لكل وسائل الإعلام التي تدّعي الحرية، محمّلاً الحكومة الأميركية مسؤولية سلامتها، ومؤكداً أن القضاء الأميركي لم يوجه أي اتهام لها بعد مضي 11 يوماً على اعتقالها.
وشارك في الوقفة اتحادات الإعلاميين والصحفيين والعاملون في وكالات الأنباء والإعلام في العاصمة الإيرانية.
واعتقلت الشرطة الأميركية هاشمي، التي تعمل مراسلة لقناة برس تي في الإيرانية الناطقة باللغة الانكليزية، لأسباب مجهولة عند وصولها إلى مطار سانت لويس لامبرت الدولي في ميزوري في الـ13 من كانون الثاني الماضي لزيارة شقيقها المريض، حيث تم التضييق عليها وتكبيلها بالأغلال.
يأتي ذلك فيما دعا رئيس مجموعة العلاقات البرلمانية الإيرانية الأوروبية عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني النائب كاظم جلالي العالم إلى معاقبة أميركا بسبب انتهاكها المعاهدات الدولية وانسحابها الأحادي من الاتفاق النووي مع إيران، وأكد، خلال لقائه السفير السويسري لدى طهران ماركوس لايتنر، ضرورة اتخاذ البلدان الأوروبية ولاسيما الموقعة على الاتفاق النووي خطوات عملية وجادة للحفاظ على الاتفاق وخاصة بشأن فتح قناة التبادل المالي مع إيران (اس بي في)، وأشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت 12 تقريراً أكدت جميعها التزام إيران ببنود الاتفاق النووي، وبذلك دللت على مصداقيتها.