بعد الانتهاء من تصويره يزن أنزور : “جوري” يستحق أن يكون في أهم المهرجانات العالمية
مع انتهاء تصوير فيلمه القصير الاحترافي “جوري” يعلن المخرج السينمائي يزن أنزور في حواره مع “البعث” ختام المرحلة الأولى في مسيرته الفنية التي قدم فيها أفلاماً قصيرة حيث ينوي أن يتجه نحو الأفلام الطويلة والمسلسلات كخطوة ثانية في عالم الإخراج .
للعائلات السورية
ويبيّن أنزور أن فيلم “جوري” الذي كان قد كتب قصته منذ ثلاث سنوات لم يبدأ تصويره إلا بعد أن اكتملت الصورة عنده، مؤكداً أن الفيلم فيه لحظات تلامس الروح وهو غالٍ على قلبه لأنه يمثل جزءاً كبيراً من رؤيته الشخصية لما حدث للعائلة السورية خلال الأزمة، فالفيلم يتحدث عن قصة الطفلة جوري ومعاناتها في منطقة فيها مسلحون وصمودها رغم رقتها وقسوة الحدث والمكان، موضحاَ أنه حاول أن يقدم الفيلم بشكل ومضمون فني عالٍ، وتمت دراسة كل لقطة ولحظة في الفيلم بشكل كبير لكي يليق بأن يُهدى للعائلات السورية التي عانت من ويلات الحرب، متمنياً أن يكون قد وفِّق في ذلك.
ورداً على سؤال عن أهم التحديات التي واجهته أثناء تنفيذ الفيلم يؤكد أنزور على المخرج أن يكون جاهزاً لأية مشكلة قد تواجهه أثناء التحضير والتصوير، ويجب أن يكون مدركاً لحجم هذه المشاكل ومتوقعاً حدوثها، إلا أن المخرج الحقيقي برأيه هو من يستطيع استثمار تلك العقبات لصالحه وأن يكتسب الخبرة والمهارة لكي يتفادى تلك المشاكل في أفلامه اللاحقة.
أمر حساس
ويوضح يزن أنزور أن بطلة فيلمه طفلة، ومن هنا يرى أن التعامل مع الأطفال يتطلب مهارة اجتماعية، وليستطيع المخرج التواصل مع الأطفال يجب أن يضع نفسه مكانهم لكي يفهم الضغوط التي قد تقع عليهم من خوف وتعب، وعلى المخرج برأيه أن يختار الطفل الممثل بعناية لكي يجد الموهبة الحقيقية التي تحتاج الصقل، وهذه المهمات ليست سهلة، ولكن إن نجحت فسيحصل على نتائج رائعة لأن الأطفال في السينما لهم حضور إنساني روحاني كبير ليس له مثيل، ولكن في الوقت ذاته يجب على المخرج ألا يقع ضحية أسلوب جر العاطفة عن طريق الأطفال، فكما أن حضور الطفل في السينما مفيد فهو مضرّ إذا لم يوظَّف بالشكل المناسب، وهو أمر حساس للغاية، مشيراً أنزور إلى أن نجوماً كباراً شاركوا في “جوري” مثل بيير داغر وروبين عيسى وكان لحضورهما قيمة فنية عالية حيث لم يدخرا جهداً لإنجاح الفيلم، أما الطفلة الموهوبة شهد الزلق فيرى فيها مستقبل نجمة كبيرة، إذ قدمت إحساساً عالياً والتزاماً وتقبلاً للنقد، وطورت مهاراتها الفنية بشكل كبير في رحلتها القصيرة في هذا الفيلم رغم صعوبته ومعاناتها من البرد وطبيعة الأماكن المهدمة القاسية، فقدم الفيلم لحظات إنسانية عميقة ولحظات فعل ولحظات فيها من الخيال ما يخدم العمل.
مسؤولية كاملة
يؤكد المخرج يزن أنزور أن انتقاله من فيلم لآخر في المرحلة السابقة من مسيرته كمخرج عزز خبرته وتعلم الكثير من أخطائه وعرّفه على الكوادر الفنية والفنانين، وقد اكتسب العديد من الأصدقاء.. وبالعموم لم يحاول الاشتراك بالكثير من المهرجانات بأفلامه السابقة لقناعته أنها كانت بمثابة تدريب له، ولكنه يظن أن “جوري” يستحق أن يكون في أهم المهرجانات العالمية، موضحاً أن كل فيلم قدمه كان له أسلوب مختلف وطريقة تنفيذ خاصة به، وهو مع إعطاء كل فيلم حقه، وعندما يكتب أفلامه يأخذ بالحسبان حجم الإنتاج والظروف التي سترافق الفيلم، ومدرك كيف ينفذ عملياته الفنية بشكل كامل كغرافيك وديكور واكسسوار وغيرها، وهو من المخرجين الذين يطّلعون على كل شيء في الفيلم، لذلك يتحمل مسؤولية كل شيء في العمل من أصغر إلى أكبر تفصيل، لذلك يبيّن أن فيلم “جوري” لم يتطلب فقط قوة التصوير والمونتاج والغرافيك والتمثيل والإنتاج، ولكنه تطلَّب أن يضخَّ فيه مع باقي الطاقم جزءاً من روحهم، ويظن أن ذلك سيشعر به المُشاهد.
أفلام طويلة
ويؤكد أنزور أنه اليوم بصدد التحضير لأفلام طويلة من أفكاره، لها طابع تجاري يجذب الناس لشبّاك التذاكر، مع المحافظة على اللغة السينمائية والسياق الدرامي المحبوك والرقي بالطرح حتى لو كانت كوميديا أو أفلام حركة أو رعب، فمن الضروري برأيه أن يعتاد الناس على التردد إلى صالات السينما، وأن يجدوا فيها ما يجذبهم إليها، أما على الصعيد الدرامي فقد اعتذر سابقاً عن عدة أعمال لأنه لم يجد نفسه فيها ويبحث عن نص له أساس فكري قوي وجديد ليستطيع أن يجتهد فيه ويقوي حبكته الدرامية والفنية ليدخل بقوة إلى عالم الدراما.
ويشكر يزن أنزور في ختام حوارنا معه كل من تعب معه في إنجاز فيلم “جوري” في مؤسسة السينما، كما يشكر الفنان اللبناني بيير داغر الذي ورغم الإمكانيات القليلة جاء من لبنان وأراد المشاركة في الفيلم، وكان لحضوره الأنيق وتواضعه وقعٌ كبير على الفيلم، كما يشكر الفنانة روبين عيسى التي أدت دورها بقوة وأعطت من روحها وتحملت ظروف التصوير الصعبة، وكذلك الطفلة شهد الزلق التي تعبت كثيراً وقدمت أداء رائعاً و باسل سراولجي مدير التصوير والمخرج علي الماغوط وفريق التصوير والإنتاج والديكور والمصورة الموهوبة شيرين الجردي التي أتت من اللاذقية لتشارك في تصوير الفيلم.
أمينة عباس