ثقافةصحيفة البعث

نحو يوم عالمي للعلم والعلماء!

 

أكرم شريم

هذه (البطارية) الصغيرة والتي بطول نصف الأصبع وبسمك نصف سمكه، حين نضعها في ساعة الحائط، فأنها تجعل الساعة عندنا تعمل طوال شهور لا نعرف عددها فما بالك إذا تحدثنا عن الساعة نفسها، والتي تحسب لنا الوقت طوال سنوات طويلة، وخلال كل أربع وعشرين ساعة، وليس بالساعة وحسب أو بالدقيقة وحسب وإنما بالثانية أيضاً!. وأكثر من ذلك فإنها تعود وتبدأ العمل كل يوم، ووحدها، وبالدقيقة والثانية أيضاً ومدى سنوات عمر طويل، وما دمنا نتحدث عن حساب الوقت، تعالوا نتحدث عن الساعة الصغيرة في اليد أو في جهاز (الموبايل)، هذا الهاتف المحمول وهو جهاز يدوي صغير تضعه في جيبك، ويستطيع أن يوصلك في كل مكان في بلدك، وآخر يستطيع أن يوصلك إلى كل مكان في العالم، لكي تعرف كل ما تريد معرفته، وثالث يوصلك بكل ما تريد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية المحلية والإقليمية والعالمية، ويعرض لك أيضاً ومثل الدماغ، كل ما أحببت أن تخزن وتحفظ عندك وتستمع أو ترى أو تعرف ، ومدى حياتك!.
بالله عليكم.. ألا يستحق منا العلم والعالم كل الحب والتقدير؟!.
ولكي تقتنعوا معي أكثر، تعالوا نعود إلى الوراء قليلاً وأقصد بالوراء هنا، أيام زمان قبل انتشار العلم والتعليم والاختراعات فكيف كنا نعيش فالذي كان يملك حماراً كان محسوداً من كل أقربائه وجيرانه وكل من حوله، فكان يذهب إلى عمله على الحمار، ويشتري أغراضه أو حاجات دكان ويحملها على الحمار ويعود بها وهو يمشي خلف حماره، وأحياناً تركب زوجته على ظهر الحمار وأولادهما الصغار وإلى اليمين (خرج) وإلى اليسار (خرج) من أجل الأغراض، ويزرون الأقارب أو يذهبون إلى السوق أو السيران!. وكذلك كان هناك عمل للخيل الفرس والحصان، وكذلك للشاحنة أيام زمان وهو الجمل!. أما الآن فإنها السيارة، بل السيارات بأنواعها وأحجامها من (التكسي) إلى (الميكرو) إلى الباص، فما بالك أيضاً إذا تحدثنا في عيد العلم والعلماء عن سيارة الهواء.. الطائرة!، وبكل أنواعها وأحجامها وما يتوفر فيها أيضاً من أسباب الراحة ووجبات الطعام وأماكن قضاء الحاجة، وهذا اللطف الكبير من المساعدين المضيف والمضيفة، لكي يتم كل أنواع التعاون بين الرجل والرجل وبين المرأة والمرأة، وكل ذلك ونحن في سيارة الهواء.. الطائرة!.. فما بالك إذا انتقلنا إلى الطب والأطباء وكيف يدرس الطبيب عشر سنوات في أعظم جامعات العالم ليعمل في بلده ويعالج ويشفي ويسعف ويجري العمليات الجراحية ويصف الدواء، ومعه تعمل الممرضة (راهبة الطب) والمرضى وكل شيء تسهله الحكومات الرشيدة له!. هذا الطبيب الذي لولاه، وما عسانا نقول هنا لولاه لصرنا نرى معظم الناس في الطرقات، رجالاً ونساء شباباً وفتيات وأطفالاً يسيرون مرضى متألمين أو يزحفون أو محمولين أو في بيوتهم ولا يبرحون وفي انتظار الموت ولاغير. وهل ننسى أهمية الأدوية أيضاً، وبأنواعها والتي لا حدود لها، ومعامل الأدوية، وهؤلاء الصيادلة الطيبون والطيبات وفي كل مكان في العالم والماء وكيف يصل إلى بيوتنا.. كل بيوتنا والتلفاز وكل ما لدينا وحولنا من الوسائل العملية. وهكذا تكون النصيحة اليوم التعليم ثم التعليم، ثم التعليم قبل الطعام والشراب ولكل أبنائنا في هذا العالم، والأهم والأعظم إنسانية التعليم الإلزامي والمجاني ودائماً وباستمرار!.