الفلسطينيون يستقبلون عيد الفطر في ظل تصاعد الهجمة الاستيطانية
يستقبل الفلسطينيون عيد الفطر المبارك في ظل الاعتداءات المستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى، ومواصلة حربه التهويدية في الضفة الغربية، إضافة إلى تشديده الحصار المفروض على قطاع غزة للعام الثاني عشر، ما تسبب بمعاناة كبيرة لأبناء القطاع وارتفاع نسب البطالة بشكل غير مسبوق.
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة، أوضحت أن غزة والضفة والقدس المحتلة تستقبل عيد الفطر بالمعاناة والألم، حيث آلاف الشهداء والجرحى سقطوا برصاص الاحتلال، كما يقبع داخل معتقلاته آلاف الأسرى الذين يعانون ظروف اعتقال قاسية، لافتة إلى أن المجتمع الدولي يواصل الصمت عن جرائم الاحتلال ولم يحرك ساكناً تجاه قتل الأطفال والنساء والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول سلب إرادة الحياة لدى الفلسطينيين عبر استمرار عدوانه عليهم وتهجيرهم من أرضهم، لكن صمودهم ومقاومتهم هما الرد على إجراءات الاحتلال الإسرائيلي القمعية، مؤكداً أن النضال الفلسطيني سيتواصل ضد الاحتلال حتى انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني.
الباحث الحقوقي حسين حماد بيّن أن هناك ركوداً اقتصادياً في أسواق قطاع غزة بسبب ارتفاع نسب الفقر التي تجاوزت 80 بالمئة نتيجة استمرار حصار الاحتلال الذي تسبب بانعدام الأمن الغذائي، لافتاً إلى أن الحصار انعكس بالسلب على التحضيرات لاستقبال عيد الفطر.
الخبير في مجال الاستيطان جمال جمعة أوضح أن الفلسطينيين يستقبلون عيد الفطر في ظل تصاعد الهجمة الاستيطانية وعمليات التهجير، حيث أن هناك عشرات القرى والبلدات مهددة بالهدم وتهجير أهلها لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على أنقاضها.
يأتي ذلك فيما جددت الحكومة الفلسطينية إدانتها للاقتحامات المتكررة والاعتداءات التي ينفذها المستوطنون الإسرائيليون لباحات المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال والتعرض لحياة المصلين داخله، وقالت في بيان: “في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب المالية والسياسية على الشعب الفلسطيني تتصاعد وتيرة اقتحامات المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال للمسجد الأقصى والتي بلغت ذروتها في العشر الأواخر من شهر رمضان”.
وكان المئات من المستوطنين وقوات الاحتلال اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته، فيما حاصرت قوات الاحتلال المعتكفين داخل المصلى القبلي، واعتدت عليهم بإلقاء القنابل، ما أسفر عن إصابة عدد منهم بجروح، كما اعتقلت خمسة من المعتكفين فيه.
وفي وقت سابق، أدانت الرئاسة الفلسطينية بشدة اقتحامات قوات الاحتلال المتكررة للمسجد الأقصى المبارك وتدنيس حرمته ومنع الفلسطينيين من أداء الصلاة في رحابه، وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: إن تصعيد سلطات الاحتلال الخطير في المسجد الأقصى جراء استمرار الاقتحامات والاعتداءات على المصلين من قبل المستوطنين بحماية قوات الاحتلال ينذر بتبعات خطيرة تهدد أمن المنطقة بأسرها، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك وتحمّل مسؤولياته بهذا الشأن والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته العربية والإسلامية.
من جهتها طالبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي المجتمع الدولي بمساءلة الاحتلال حول ما يرتكبه من جرائم بحق القدس والشعب الفلسطيني، بما في ذلك الإعلان الأخير عن مخطط لإقامة أكثر من 800 وحدة استيطانية حول القدس ستعزل المدينة بالكامل عن محيطها الفلسطيني.
ميدانياً، اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطينيتين هالة الشريف وسندس عبيد من منطقة شارع نابلس بباب العامود، بالتزامن مع اقتحامها للمسجد الأقصى، فيما أوضحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية في بيان أن طواقمها تعاملت مع إصابة سيدة فلسطينية 28 عاماً بجروح مختلفة بعد الاعتداء عليها بالضرب المبرح وإصابتها بالرأس من قبل قوات الاحتلال في منطقة باب الزاهرة في القدس، وتم نقلها إلى مستشفى المقاصد في المدينة.