الصفحة الاولىصحيفة البعث

إيران تزيح الستار عن منظومة  باور 373 الصاروخية الدفاعية المتطوّرة

كشفت إيران عن منظومة “باور ثلاثمئة وثلاثة وسبعين” الصاروخية الدفاعية، والقادرة على رصد وكشف أنواع الطائرات المضادة للرادارات والصواريخ.

وخلال مراسم إزاحة الستار عن المنظومة، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن المؤامرات الأمريكية ضد إيران بدأت منذ عامين بالحرب النفسية، ثم تبعتها بالحرب الاقتصادية، ثم التحريض على إثارة الفوضى وأعمال الشغب في البلاد، وأضاف: “أمريكا صعّدت ضغوطاتها عبر الانسحاب من الاتفاق النووي العام الماضي وإعادة فرض إجراءات الحظر”، واصفاً الانسحاب بأنه نقض للعهود وانتهاك للقانون والضوابط الدولية وإرهاب اقتصادي، مبيناً أن أمريكا لم تشهد ضعفاً وعزلة في التاريخ كما تشهده في الوقت الراهن.

وأضاف روحاني: “إن صناعاتنا الدفاعية كانت أول من دخل معترك مواجهة الحظر، ويجب التعاون مع الدول الصديقة في هذا المجال”، مشيراً إلى أن منظومة باور 373 أقوى من منظومة إس 300 وهي قريبة لمنظومة إس 400، وإذا استخدم العدو المقاتلات الحربية والسفن والصواريخ بعيدة المدى يمكننا استخدام هذه المنظومة، وتابع متوجهاً للأميركيين: “إن أردتم الأمن والاستقرار للمنطقة وعدم دفع أموال أكثر فغيّروا سياستكم وارفعوا العقوبات”، وأضاف: “نحن لسنا أمة تستسلم أمام الضغوط والتهديدات وهذا الأمر تدركونه جيداً. نحن جاهزون للدفاع وللصداقة وأيضاً مستعدون للوقوف بوجه أي اعتداء ولدفع هذا الاعتداء بقوة”.

وشدد روحاني على أن الممرات المائية يجب أن تكون آمنة للجميع، لافتاً إلى أن إيران مستعدة للتعاون لضمان أمن مضيق هرمز وللحوار.

من جانبه أكد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي خلال المراسم أن إيران أصبحت تنتج اليوم صواريخ دقيقة قادرة على إصابة أهدافها بدقة ولديها القدرة على التصدي للتهديدات الجوية بعيدة المدى والمتوسطة والقريبة، وتابع: “إن الصناعة الدفاعية تشكل حجر الأساس لصناعة التقنيات في البلاد، حيث قمنا بصناعة العديد من الغواصات والفرقاطات والصواريخ والمعدات الدفاعية المختلفة لمواجهة أي تهديد لأمن بلادنا وشعبنا”، مشيراً إلى أن جميع الإنجازات الدفاعية تمت بمشاركة كل المؤسسات الإيرانية رغم الحظر الجائر.

وتعد إيران سادس دولة في العالم بصناعتها منظومة باور 373 للدفاع الجوي بعيدة المدى القادرة على الاشتباك مع 6 أهداف في آن واحد، وكشف وتحديد هوية مئة هدف في آن واحد وجدولة أولوية التصدي لها.

ومنظومة باور 373 الإيرانية محلية الصنع تمتاز بقدرتها على تدمير الأهداف حتى ارتفاع 65 كيلومتراً وبمدى يبلغ 300 كيلومتر والقدرة على مواجهة الطائرات الاستراتيجية والقاذفات وطائرات دون طيار وطائرات الاستطلاع والطائرات الحربية الالكترونية الخاصة والمروحيات وصواريخ كروز والصواريخ المضادة للرادارات والصواريخ الباليستية.

في الأثناء أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران لن تبدأ حرباً في الخليج، لكنها ستدافع عن نفسها، وأشار، في كلمة أمام المعهد النرويجي للشؤون الدولية في العاصمة النرويجية أوسلو، التي يزورها حالياً من ضمن جولة في الدول الاسكندنافية، إلى أن طهران مستعدة للعمل على مقترحات فرنسية لإنقاذ الاتفاق النووي الدولي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية عام 2015.

وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إما تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، أو توفير ما سماه “آلية تعويض” لتمكين الشعب الإيراني من العيش بشكل أفضل في مقابل الامتثال للاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي.

بالتوازي، قال القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي: إن الأعداء ينتهجون بكل جدية وغموض سياسة انشغال الشعب بالمشاكل الاقتصادية وتأجيج الخلافات بينه وبين النظام في البلاد، وأشار، خلال مراسم تدشين عدد من المشاريع الخدمية بمدينة مشهد المقدسة (شرق)، إلى أن الحرب والسلام امتزجا ببعضهما البعض في ظل الظروف الراهنة، لكننا ندرك حساسية هذه الحرب، وتابع: في ساحة الحرب العسكرية نحن نخوض المواجهة بمختلف الساحات، ومنها حروب الإنابة والحرب النفسية والحرب الاستخبارية وإرعاب العدو، كما في بعض الأحيان يتم الإعلان عن جانب من هذه المواجهة؛ مضيفاً: “لكن سيناريوهات العدو أوسع بكثير من الإرعاب العسكري وإثارة أجواء استخبارية ضدنا”.

في سياق متصل أكد النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري أن إيران أحبطت بصمودها مخططات أميركا المعادية التي استهدفتها على مختلف الصعد، وقال: تمكّنا باستراتيجية الصمود من إحباط مخططات أميركا التي هددت الحكومات والشركات الأجنبية من التعامل مع إيران إلا أنها لم تتمكن من تحقيق أهم أهدافها في تدمير الاقتصاد الإيراني، وأوضح أنه رغم الحظر والضغوط الأميركية تم تدشين الكثير من المشاريع في البلاد، ومنها 11 مرحلة من مراحل حقل “بارس الجنوبي” للغاز، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من البنزين وزيادة تصديره إلى الخارج، إذ ارتفع إنتاج البلاد له من 52 مليون لتر يومياً في العام 2013 إلى 110 ملايين لتر يومياً في الوقت الحاضر.