“لو”..!؟
الحكومة على قناعة تامة بأن الدخل لا يكفي المواطن، وأن الرواتب قليلة، ولا تقاس بتكاليف المعيشة، والحلّ بزيادة الإنتاج..!
سلَّمنا وآمنَّا أن الحكومة على ما هي عليه..، حسبما أعلن على لسان رئيس مجلس الوزراء- قبل أيام- خلال انعقاد مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال في دورته الرابعة عشرة…
ولا يسعنا سوى أن نقدر لها اعترافها بالمْعْروف المؤكد، ومنذ أعوام عدة..! رغم ما كان لغير عضو فيها من تصريحات مثيرة ومستفزة..، وعلى رأسهم وزير المالية، حين قال أمام مجلس الشعب: “لا يوجد في سورية أحد جائع، وأنا شخصياً أجوع كثيراً، لكن لا أجد وقتاً للأكل..!؟”، سامحهم المسامح…
لن نقف على أطلال ما فات لكنه لم يمت، حيث الوضع المعيشي والدخل..، ازداد تفاقماً، دون أي بصيص مؤشر لتحسين الحال، وما الحل الذي سمعناه كثيراً (زيادة الإنتاج) بناجع وكافٍ، وخاصة في ظل الارتفاعات الجنونية لسعر الصرف والأسعار..!
وعليه فالسؤال شبه المُحال أن نسمع جواباً عليه، على المدى القريب وحتى المتوسط: ما العمل وإلى أين المآل..؟!
لعل في “لو” رئيس المجلس حين قال”لو تمّ الآن إلغاء الدّعم؛ فإنّ هذا يُمكن أن يوفّر زيادة في الرّواتب تصل إلى 200 ألف ليرة شهريّاً للموظّف..”، يكَمَنَ الرد..!، وكأننا بـ “لوه” أقرب للتمني منه للاحتمال، أن يتم إلغاء الدعم..!؟
هنا ليتسع صدر حكومتنا وعقلها، لما يبيِّنه علم النحو والصرف والإعراب، في مقال الـ”لو”: تأتي المذكورة في حالات خمس نُقرنها بالأمثلة…
أولها حَرْف شَرْط تُسْتَعْمل في الامتناع أو في غَيْر الإمْكان “لو كنت غَنيًّا لسَاعَدْت الفقراء”؛ وثانيها حَرْف مَصْدري بمَنْزلة أَن، إلّاَّ أنّها لا تَنْصب، وتأتي غالبًا بعد فعل ودّ، يَودّ “يودّ لو يستطيعُ”، كما يأتي ثالثها كحرف للتّمنّي، ويُقرن جوابها بالفاء منصوباً “لو تحضُر فتُفْرِحَني”؛ ورابعها فتكون للعَرْض مثل “ألا” ويأتي جوابها بالفاء مَنْصوباً “لو تأخذ الدَّواء فتَبْرأَ”، أما أخيرها فيأتي حرف تقليل “تصدّق ولو بقرش واحد”.
سيداتي وسادتي، العلة ليس في استمرار الدعم أو إلغائه، العلة –باختصار- تكمن في فساد وآليات تطبيقه وعدالة توزيعه..!، علماً أن الدعم في أصله إقراره – على ما نعتقد – مكملاً “غذائياً” عفواً نهائياً، لسياسات اقتصادية استثمارية نقدية ومالية فاعلة ومؤثرة في صحيحها وسليمها وشفافيتها، يُخصّ به (نقصد الدعم) الأولى بالرعاية من ذوي الدخل المحدود وليس المفتوح..!
أخيراً نردد: “ليس كل ما يتمنى المرء يدركه…”، لكن ونقولها صادقين: كم نتمنى لحكومتنا أشرعة ترضينا وترضيها، بعيداً عن رياح الـ”لو”..!؟
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com