جريمة عنصرية جديدة بحق مريض نفسي تؤجج الغضب الشعبي في أمريكا
عادت فضائح العنصرية وجرائم العنف لتكشف الوجه الحقيقي لممارسات الشرطة الأمريكية مع ظهور شريط فيديو حول جريمة قتل شاب أمريكي من أصل إفريقي أثناء توقيفه من قبل رجال الشرطة في مدينة فينيكس بولاية اريزونا في عام 2017.
وذكرت صحيفة نيويورك ديلي نيوز الأمريكية أن مقطع الفيديو يظهر شاباً يدعى محمد مهيمن يعاني من مشكلات نفسية وهو يتعرض للعنف من قبل رجال الشرطة الذين تم استدعاؤهم بعد أن أصر الضحية على دخول الحمام بإحدى المؤسسات الاجتماعية ببلدة ماريكوبا.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن الضحية كان أعزلاً لا يحمل أي سلاح إلا أن مقطع الفيديو يظهر تعرضه لعنف مفرط من رجال الشرطة الذين استخدموا القوة ضده حيث قام أربعة عناصر منهم بطرحه أرضاً والضغط على عنقه ورأسه وجسمه ولم يتركوه إلا جثة هامدة رغم أنه كان يصرخ بأنه لا يستطيع التنفس.
كما أقدم أحد رجال الشرطة المشاركين في عملية التوقيف على السخرية من الضحية قبيل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بلحظات.
وكانت أسرة مهيمن رفعت دعوى قضائية ضد إدارة المدينة بعد الحادثة مؤكدة أن أحداً من رجال الشرطة المتورطين في جريمة قتله لم يتعرض للمساءلة أو التحقيق.
يأتي ذلك ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية بدأت تطفو على السطح مشكلة تزوير الانتخابات من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولاسيما مع انتقاده المتكرر للانتخاب عبر البريد والمطالبة بتأجيلها في ظل واقع كورونا المتفشي في معظم الولايات الأمريكية.
وفي السياق كشف استطلاع جديد للرأي أن نصف الأمريكيين تقريباً غير واثقين بإمكانية إجراء انتخابات رئاسية نزيهة في الولايات المتحدة في تشرين الثاني المقبل.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة صندوق الديمقراطية ومشروع نيشن سكيب للدراسات ونشرت صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية نتائجه أن 46 بالمئة من الأمريكيين “ليسوا واثقين للغاية أو على الإطلاق” بأن تجري انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في تشرين الثاني المقبل بنزاهة.
وأشار الاستطلاع إلى أن هذه المخاوف من قبل الأشخاص الذين أدلوا بآرائهم متشابهة بين أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي فيما ترتفع نسبة المخاوف والقلق بين الناخبين الأكبر سناً.
وكانت صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز الأمريكيتان حذرتا مؤخراً من محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سرقة الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل وذلك عن طريق منع فرز الأصوات عبر البريد.
وتوقع خبراء تصويت مستقلون حدوث زيادة هائلة في التصويت عبر البريد بما في ذلك في واشنطن لأن الناس يخشون الذهاب إلى صناديق الاقتراع أثناء انتشار جائحة فيروس كورونا” محذرين في الوقت نفسه من أنه في ليلة الانتخابات ربما يظهر العدد الأولي المستند إلى الاقتراع الشخصي فوز ترامب رغم بقاء عدد كبير من بطاقات الاقتراع بالبريد غير محسوبة.
في سياق متصل، ارتفع الطلب على شراء الأسلحة والذخائر في الولايات المتحدة بشكل كبير قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في تشرين الثاني المقبل مدفوعاً بمخاوف من تفاقم الاضطرابات الاجتماعية في ظل الاحتجاجات المناهضة للعنصرية وتفشي جائحة كورونا وفق ما كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن الشركات الأمريكية المصنعة للأسلحة والذخائر سجلت زيادة في عائداتها نظراً لارتفاع الطلب على الشراء ومن بين هذه الشركات “امو” في ولاية اريزونا التي ارتفع الطلب في قطاعها التجاري المتخصص ببيع أسلحة الدفاع عن النفس والصيد بشكل غير مسبوق.
ووفق فريد واغنهالز الرئيس التنفيذي لشركة امو فإن مستوى الطلبات المتراكمة لشراء مثل هذه الأسلحة زاد بشكل قياسي ليبلغ 45 مليون دولار فيما أوضح مارك هينش رئيس قسم المبيعات والتسويق العالمي لصحيفة فايننشال تايمز أن الشركة شهدت طلباً كثيفاً على الرصاص للمسدسات شبه الآلية والبندقية الرياضية الحديثة “ايه ار 15”.
ويعتبر حق حيازة السلاح الفردي في الولايات المتحدة موضوعاً شائكاً يثير الكثير من الجدل والانقسامات بين الأمريكيين الذين يحتلون المرتبة الأولى عالمياً في معدل حيازة الفرد للأسلحة بحسب الإحصاءات كما أن معدلات الوفاة الناتجة عن استخدام هذه الأسلحة النارية هي الأكبر وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى في أكثر من مناسبة انحيازه لمصالح شركات الأسلحة و حق حيازة الأسلحة النارية على الرغم من تنامي أعمال العنف وعمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة وخروج مظاهرات حاشدة تطالب بوضع قيود وضوابط لانتشار السلاح في المجتمع الأمريكي.