نبض رياضي.. السبات الكروي والأفكار الغريبة
البعث الأسبوعية- مؤيد البش
في زحمة مباريات الدوري الممتاز بكرة القدم ومع اشتداد المنافسة في القمة والقاع يبرز سؤال واقعي : هل بهكذا مستوى وتنظيم يمكن بناء كرة عصرية قادرة على المنافسة قاريا أو دوليا؟.
الملاحظات التي يمكن تسجيلها على المسابقة التي يفترض أنها النواة الأولى لبناء منتخب قوي كثيرة وجوهرية ولا تخص الجانب الشكلي فقط بل تدخل في مضمون هذه الرياضة الشعبية وتعكس مدى الترهل الفكري للقائمين عليها.
وهنا لن نتحدث عن الاحتراف النظري الذي تمارسه الأندية ويجعلها مدينة للاعبين بالمال ويضعها تحت رحمة الداعمين، ولن ندخل في مبررات غياب الملاعب اللائقة، ولا حتى في أسباب ظاهرة الشغب التي تتنامى وتزداد حتى باتت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحا لها، بل سنركز على نقطة الواقع التنظيمي لدوري يسمى ممتازا وليس له من اسمه نصيب.
فالمتابعون فوجئوا بقرار اللجنة المؤقتة ضغط ما تبقى من مباريات الموسم بحيث تقام كل أسبوع جولتان، لنكون على موعد مع ختام الدوري بداية الشهر المقبل، وهذا بحد ذاته استخفاف بالفرق وأهدافها وبجاهزية اللاعبين وسلامتهم، فهل في كرتنا ناد قادر على خوض مباراة كل 72 ساعة؟، والأسوء أن قرار تكثيف المباريات جاء مع بداية شهر رمضان المبارك ودخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ، فأي فائدة ترجى من مسابقة بات هم كل الأندية فيها أن تنتهي بأخف الأضرار.
اللجنة المؤقتة كانت قد أجلت الدوري مرارا وتكرارا، وفي التأجيل الأخير استشارت الأندية لكنها عند قرار التكثيف لم تستشر أحدا بل على مايبدو أنها لم تكن متنبهة إلى أن ناديي تشرين وجبلة يملكان مشاركة آسيوية ولم تكن تعرف أن الموسم من المفترض أن ينتهي قبلها، فجاءت الفكرة التي ستقصم ظهر أنديتنا وتمسح كل متعة منتظرة من المباريات.
وإذا أردنا أن نكون واقعيين فإن برمجة المراحا بالأساس لم تكن صحيحة وسارت وفق المعطيات الآنية، رغم أن مواعيد مباريات المنتخب في التصفيات معروفة سلفا ومباريات الأندية آسيويا محددة منذ أشهر ، وعليه فإن القضية لا تتعلق بقدسية المواعيد المفترضة بل بقصر نظر القائمين على كرتنا الذين كان جل تركيزهم في الفترة الماضية على السفر والسياحة أكثر من أي شيء أخر.
الطبيعي في ظل هذه الظروف ألا ننتظر من الدوري أن يفرز لاعبين مؤهلين ولا أن يحفل بالإثارة والمتعة، فالأسلوب التجاري في اللعب سيتكرس فيما تبقى من مراحل الدوري، ومن يدري ربما تحضر المفاجآت ونجد أندية كبيرة قد دخلت دوامة الهبوط في ظل غياب أي معيار فني وازدياد ضغط النقطة الذي سيقضي على كرة القدم الحقيقية التي يبحث عنها الجميع.