المربون يطلقون صيحة.. الشح وارتفاع أسعار الأعلاف يهددان الثروة الحيوانية
ريف دمشق- عبد الرحمن جاويش
اعتبر مربو الثروة الحيوانية في معظم مناطق ريف دمشق أن الثروة الحيوانية في خطر شديد لا سابق له من قبل، لدرجة أنهم أخذوا يعزفون عن تربية الحيوانات المنتجة، والسبب – كما ذكروا لـ “البعث” – هو قلة الأعلاف وغلاؤها.
المربون قالوا إنهم اعتادوا على افتتاح دورات علفية شبه دورية من فرع الأعلاف بالمحافظة، تخصّص من خلالها كميات محدودة من المواد العلفية المدعومة لقطعانهم المسجلة في القوائم الإحصائية المعتمدة لدى مديرية الزراعة، وعلى اختلافها من أغنام وماعز وأبقار ودواجن وغيرها، ولكن عدم توافر الكميات الكافية في فرع الأعلاف لتغطية تلك المستحقات جعل التوزيع مؤخراً عاجزاً عن تلبية الاحتياجات.
كذلك بيَّن المربون أن ما يحدث أجبرهم على تأمين معظم احتياجات قطعانهم من الأعلاف من السوق السوداء بقيم كبيرة، الأمر الذي زاد من تكاليف منتجاتها على اختلافها، ورفع أسعارها على المستهلك، ولفتوا إلى أن التجار يتحكمون بالسوق، ويفرضون عليهم أسعاراً من الصعب تحملها، ولكنهم مجبرون على ذلك كي لا يروا أغنامهم أو أبقارهم تنفق أمام بصرهم، بسبب شح مادة الأعلاف.
في هذا السياق، أكد خبير في مجال التنمية نفوق الكثير من الأغنام، إضافة لانخفاض سعر ما تبقى منها بشكل غير مسبوق، وكذلك نفوق العديد من الولادات الحديثة للماعز والأبقار بسبب سوء التغذية للأمهات، وخاصة بعد الولادة بسبب غلاء العلف، وسوء التغذية وانخفاض كميات الحليب.
مدير فرع مؤسّسة الأعلاف في محافظة ريف دمشق عماد اسمندر، ورداً على أسئلة “البعث”، بيّن أن الفرع يزود مربي الأغنام والأبقار والدواجن بالمقنن العلفي لقطعانهم حسب المتاح والمتوفر، ولاستلام المربي الأعلاف لابد من ورود اسمه ضمن جداول الإحصاء لمربي الأبقار وجداول تلقيح الحمى القلاعية لها، والواردة إلى الفرع من قبل مديرية الزراعة، ويتمّ اعتماد إحصائية 2020 لتوزيع مقنن 10 كغ. وبالنسبة لمقنن الذرة والصويا لمربي الدواجن، فإن الكميات الموجودة في الفرع حسب الخطط الواردة من الإدارة العامة، وفق نسب مع باقي الفروع، ويتمّ الاعتماد على الكميات التي يتمّ استيرادها، حيث إن حصة المؤسّسة 50٪ من الكمية لتغطية الدورة الحالية، ويتمّ حساب المقنن وفق الكميات الموجودة لدينا أو الممكن سحبها.
50 % فقط
وأشار اسمندر إلى أن حصتهم من مادة النخالة هي 50٪ فقط من إنتاج المطاحن، وأحياناً لا يتمّ تزويدنا بكامل الحصة، لارتباط المطاحن بعقود، وأحياناً لضعف إنتاج المطاحن، وبالتالي عدم إمكانية تسليم المخصّصات كاملة، مبيناً أنه تمّ توزيع الذرة والصويا والنخالة لكافة مربي الدواجن الذين تمّ الكشف على مداجنهم، كون المواد كانت متوافرة، حيث تقوم مؤسسة الأعلاف باستلام كامل الكميات من مادة النخالة والتي يتمّ تخصيصها لنا من قبل المؤسّسة العامة للمطاحن وتوزيعها على مراكزنا حسب أعداد الثروة الحيوانية في كل مركز، وبيع المادة للمربين، وبالنسبة لمربي الأغنام، ولأن المقنن كبير، يتمّ التوزيع وفق نسب لتكون هناك عدالة بالتوزيع لحين توفر المادة، وإمكانية تسليم المخصص كاملاً.
ومن أجل استدراك النقص وللحفاظ على الثروة الحيوانية، لفت مدير الأعلاف إلى أن المؤسّسة تعاقدت على 50 ألف طن ذرة، و20 ألف طن صويا، وبذلك ساهمت بشكل فعال في تخفيض أسعار المواد العلفية في السوق، وساعدت المربين بالحصول على قسم كبير من احتياج قطعانهم بسعر مناسب، وأن الكميات الموزعة من قبل المؤسّسة خلال عامي 2020 / 2021، بلغت أضعاف ما كانت عليه خلال السنوات السابقة وبسعر أقل من سعر السوق بنسبة 30٪ إلى 50٪.